العراق يمر بمنعطف خطير في تفاقم الازمة السياسية , التي باتت تهدد بعواقب وخيمة , وهذا يتطلب تفعيل الجهود والمساعي , التي تدعو الى توحيد النسيج الوطني , والحفاظ على التعايش السلمي , وعدم الانجرار الى دعاة الفتنة الطائفية , والتي من شأنها ان تعمق التخندق نحو الحرب الطائفية. وكذلك العمل الحثيث الى تبريد وتهدئة الوضع السياسي الملتهب , بجمع الفرقاء السياسيين حول طاولة الحوار , لتجاوز المعضلات والمعوقات والركون الى الحل السياسي , الذي يخدم مصالح البلاد . ودعوة السيد الحكيم الى مؤتمر وطني او اجتماع وطني موسع , يشكل بادرة مشجعة ( وقد سبق وان طرحت قيادة الحزب الشيوعي مطلب الدعوة الى عقد مؤتمر وطني ) انه يمثل اذا تحقق انعقاده على الواقع , , يمثل انعطافة ايجابية , وشمعة تضيء ظلام العراق الدامس , في عتمة الدهاليز المظلمة , ويفتح الباب الى ابعاد شرور الفتنة الطائفية لتخريب العراق , ان من اجل نجاح اعمال المؤتمر , يجب ان يلتزم بالثواب الوطنية , وحدة العراق . احترام الدستور . التأكيد على الالتزام بالتعامل السياسي الديموقراطي والتفاهم , وعدم الانزلاق الى التشنج والتعصب وتراشق الاعلامي المتطرف والمنفعل بتبادل الاتهامات . ويجب ان يكون على اسس وطنية , بعيدا عن منصة المناكفات والمهاترات السياسية العقيمة , بل ينطلق بروح الحرص والمسؤولية على مصالح العراق , واحترام حق المواطن في الانتماء الديني والسياسي , وتساوي الحقوق وتكافؤ الفرص للجميع دون تحيز او تفريق , وبعيدا عن النوايا السيئة والمزيفة والخبيثة , من اصحاب الخطاب الطائفي الموتور , وسد الباب امام من يسعون الى خراب العراق من اجل تحقيق غايات واهداف مصلحية ضيقة او لاغراض كسب منافع انتخابية . يجب ان ينطلق المؤتمر من ميثاق شرف وتعهد , بتوقيع المشاركين على الالتزام الثابت بمحاربة بؤر الارهاب , وتحريم الدم العراقي , والتقيد بالمسار الديموقراطي , الذي يدعم التداول السلمي للسلطة , ويجب ان يتمخض عن هذا المؤتمر او الاجتماع الموسع المرتقب , عن انتخاب هيئة سياسية مخولة في ادارة شؤون الازمة السياسية , وفق المصلحة الوطنية , وان تطلع عامة الشعب على قراراتها وتوصياتها وتوجيهاتها وبرامج عملها . . ان العراق بحاجة ملحة وحاسمة , الى مبادرات وطنية تنقذه من واقعه المرير والمأزوم , بجمع شمل جميع الاطراف السياسية على الثوابت الوطنية , وتوجيه ضربة حاسمة وقوية , الى اعداء الشعب , الذين يتلونون جلودهم كالحرباء , وينشطون في الظلام لتخريب وتدمير الوطن . ان استجابة السياسيين سوى داخل البرلمان ام خارجه , سيوقد الامل والتفاؤل بالبداية الجدية للخروج من النفق المظلم , وتجفيف بؤر التوتر والاحتقان . وان هذه المبادرة الوطنية جاءت في وقتها الملائم والحاسم , في ظل التهديدات باشعال نار الفتنة الطائفية , وانها جاءت في سبيل تقارب اللحمة الوطنية , وهي مطلب رقم واحد لغاليبية الشعب , ومن هذا المنطق يجب العمل على حث الاطراف السياسية , على استثمار هذه الفرصة الثمينة للاشتراك والمساهمة الجادة والحقيقية .. ونتطلع في الايام القادمة , ان يكون عقد المؤتمر حقيقة مرئية على الواقع الفعلي , ولطمأنة الشعب , بان مهما تعاظمت الازمة والاحتقان السياسي , فان الاطراف السياسية الخيرة تنحني امام رغبة وتطلعات الشعب , وان انعقاد المؤتمر المنشود يمثل توجيه رسالة دامغة ضد الارهاب ومن يقف معه ومن يدعمه ويموله , وانه رسالة واضحة . بان الشعب سينتصر مهما بلغ جبروت الارهاب والطائفية , ويتطلع كل الخيرين والمخلصين ان يثمر اعمال المؤتمر المنشود , في انضاج الحلول السياسية للازمات والمشاكل العويصة , وليس الاختصار على تلاوة بيان ختامي فقط.