في طريقهم للأنتخابات البرلمانية الاخيرة ولشعورهم بأنحسار شعبيتهم نتيجة فشلهم في جميع الملفّات التي تهم أمر البلد واستقراره، بدأ حزب الدعوة الشيعي الحاكم وزعيمه نوري المالكي وما يسمّى بدولة قانونهم بتهيئة الاجواء في الوسط الشيعي لأعادة انتخابهم مرّة أخرى. ولم تكن هذه الاجواء بطبيعة الحال هي تغيير ولو نسبي بسياساتهم الكارثية التي أوصلت البلد الى حافّة الهاوية ولا الحد من مناكفاتهم مع شركائهم في ما يسمّى بالعملية السياسية من خلال حكومة المحاصصة الطائفية القومية كي لا تصل الامور الى حد القطيعة، ولا توفير بعض من خدمات افتقدها المواطن العراقي نتيجة سوء أدارة الحكومة لأبسط الملفّات، ولا استقرار ولو جزئي وبسيط للحالة الامنية بالبلد التي شهدت فلتان واضح قبل ان تنهار بنكبة العاشر من حزيران التي يسميها بعض الفاشلين بالنكسة أو "الوكسه" باللهجة العراقية المحكية. بل كانت الاجواء التي هيأها المالكي وفريقه تسير بأتجاه آخر مغاير تماما لما ذكرناه، فالمالكي وفريقه الشيطاني لم يجدوا دعاية انتخابية افضل من اذكاء النار في أتون الصراع الطائفي الذي أكل وسيأكل الاخضر واليابس في بلد كان ولا يزال بحاجة الى حكماء حقيقيين ووطنيين حقيقيين لأخراجه من ورطته التي أدخله فيها الاسلام السياسي وحثالات البعث المتحالفة مع شّذاذ الآفاق القادمين من كهوف ما قبل التاريخ.
لقد بدأت دعاية المالكي وحزبه الحاكم من الانبار تحديدا بفضّ أعتصامات المعتصمين الحاملين لشعارات أختلطت فيها مطالب مشروعة واخرى غير مشروعة بأشهر قبل بداية الانتخابات بالقوة العسكرية، تلك التي كان بأمكان المالكي تلبية بعضا من تلك المطالب المشروعة منها التي يقرّها اليوم بدلا من عناده الذي قاد البلد الى اسوأ وضع سياسي وعسكري وأمني يمر به العراق طيلة تأريخه الحديث ويهدد وحدة اراضيه وسلامة شعبه، بل سيتعداه الى تهديد أمن المنطقة بالكامل في حالة استمرار الميزان العسكري على الارض لصالح قوى الارهاب المتمثلة بمجرمي "داعش" وحلفائها من البعثيين وبقية التنظيمات الارهابية والبعض من العشائر في المنطقة الغربية من تلك التي تبحث عن مصالحها على غرار العشائر في منطقة الجنوب والفرات الاوسط من تلك التي ولازالت كمثيلاتها مستعدة لبيع نفسها لمن يدفع اليها المال. نعم، لقد بدأت دعاية المالكي بتصريح لا يليق برجل دولة من جهة، ولا يطلقه الا من كانت له القدرة الفعلية والحقيقية على تحمّل ما جاء به من كافة النواحي، وكان ذلك التصريح البائس هو وصفه لما كان يجري في المنطقة الغربية من أعمال عسكرية أو التهديد بها وخصوصا في مدينة الفلّوجة المتاخمة لحدود بغداد الكبرى، من أنه ليس سوى فقاعة! وعندما اندلعت المعارك قبل عدة أشهر عرفنا وبعد فشل المالكي في السيطرة على الاوضاع في تلك المدينة الصغيرة والقريبة من مراكز الامداد والتعبئة العسكريتين، من أن عورة المالكي لا تسترها غابة من الاوراق وليس ورقة واحدة بعد أن عصيت عليه المدينة وفشل في أقتحامها، وليتبين لنا لاحقا أن تلك الفقاعة بعد انفجارها كان فيها جبلا من المشاكل. ومن أهم وأشرس هذه المشاكل هو تنظيم داعش الارهابي الذي يسيطر على مساحات واسعة من البلاد منها سدود مائية على درجة عالية من الاهمية وما يعني هذا من خطر حقيقي على مدن كبرى منها بغداد في حالة أقدام هذه الزمر الهمجية من تنفيذ مخططاتهم الشيطانية، أضافة الى تحكمّه بمصير الملايين من ابناء شعبنا وتهديد حياتهم وأمنهم. فهل لازال المالكي وبعد كل هذه الاحداث قادر على تحمل وصفه هذا كرجل سياسي؟ هل لازال ما يجري في العراق اليوم وتهديد الارهابيين بمهاجة بغدادنا وليس بغداده هو عبارة عن فقاعة!؟ وأذا كان شعار الدم بالدم هو مطلبه فليس من الغريب أن يعتمده بدو يعرفون هذا الشعار أفضل منه ليحاربوه بنفس منطقه الغريب والمعوّج والذي لا يليق برجل دولة.
لم يكن المالكي هو الوحيد من حزب الدعوة الشيعي الحاكم وما يسمّى بدولة "القانون" من أطلق تصريحات نارية بحق الكثيرين من شركاءه سواء من كان منهم بالحكومة أو حتّى من رفاقه في التحالف الوطني الشيعي، بل أنبرى آخرون ليهاجموا فيه وكجزء من دعاية أنتخابية رخيصة طعمها ولونها كالدم الذي يجري اليوم في أرجاء العراق والذي سيجري لاحقا، بمهاجمة الكورد ليس كساسة فقط بل وحتى كشعب لينجح المالكي في ما فشل فيه المجرم صدام حسين الذي لم يستطع ولعقود من الصراع أن يدق أسفينا بين عرب العراق وكورده ومنهم عرب الجنوب الشيعة، يا له من أنجاز!. ومن أولئك الذين أنبروا لمهاجمة جميع شركاء المالكي بالعملية السياسية نستطيع أن نشير الى ربيبة البعث السابقة ومدللّة المالكي وحزبه الحاكم اليوم النائب حنان الفتلاوي التي وصلت فيها طائفيتها المقيتة الى الحد الذي طالبت فيه علنا بقتل 7 من السنة مقابل قتل 7 من الشيعة، عوضا عن بحثها وزعيمها بأعتبارهم على رأس السلطة اليوم على طرق أفضل من القتل لبناء الوطن، فهل مثل هذا التصريح يعتبر مسؤولا؟ وهل من يطلق مثل هذا التصريح يعرف معنى المواطنة؟
السيدة حنان الفتلاوي هل شفيَ غليلك الآن وأرهابيي داعش يقتلون من سنة العراق وشيعته ما فشلت أنت بقتلهم؟
السيدة حنان الفتلاوي هل شفيَ غليلك والعراق قادم على أهوال ما بعدها أهوال؟
السيدة حنان الفتلاوي هل شفي غليلك وسيدك و"الفقاعات والدواعش المجرمين" على أبواب بغداد وأنتم عاجزون عن فعل أي شيء الا بمساعدة الاخرين؟
السيدة حنان الفتلاوي هناك اليوم الالاف من الأُسَر التي تريدين قتلهم مقابل قتلاك يهيمون في صحارى العراق بعد فرارهم من "الفقاعات والدواعش" فهل تتحملين وزرهم وهل شفي غليلك؟
السيدة حنان الفتلاوي لقد قتل "الفقاعات والدواعش" قبل يومين البطلة الشهيدة "أميمة جبارة" وهي تقاتلهم بسلاحها عوضا عن رميه والهرب، فهل شفي غليلك أم انك تتأسفين لعدم الظفر بها وقتلها مقابل شيعي عراقي يقتل؟
السيدة حنان الفتلاوي أن نظاما سياسيا لا يحاكمك بتهمة التحريض على القتل والكراهية لهو نظام داعر.
السيدة حنان الفتلاوي أن التاريخ سيكللك والمالكي وكل الطائفيين شيعة وسنة وكل القوميين ممن يساهمون بتقطيع أوصال وطننا بالعار.
السيدة حنان الفتلاوي أرحلي أيتها الطائفية وقولي لزعميك أن يرحل، عسى أن يقود العراق رجل كفوء قادر على محاربة حثالات داعش والبعث المجرمتين وليعيد للعراق كرامته المهدورة.
في بلدان المحاصصة الطائفية القومية المافيوية كالعراق تضيع الحقائق في آلاف السراديب المظلمة والرطبة.
مقالات اخرى للكاتب