ان عملية الهروب الجماعي من سجني ( ابو غريب والتاجي ) يشكل اكبر خرق يفوق الخيال العلمي , ويمثل انهيار في منظومة الامنية العراقية . وستكون له تدعيات خطيرة في الايام القادمة , ستجسد في الشارع العراقي , وذلك بزيادة عدد السيارات المفخفخة والمتفجرات والاحزمة الناسفة , وستكون بغداد ومعها بقية المحافظات , بين فكي الارهاب الدموي بسفك الدماء البريئة بغزارة , والتشبث بكرسي الحكم , حتى لو كان على حرق العراق وتدميره بشكل كامل , طالما ظل بريق السلطة يعمي البصر والبصيرة , , وضمن هذا الوضع المتكهرب والمأزوم , يجب على البرلمان العراقي , ان يمزق حاجز وجدار الصمت والسكوت , على الكوارث ومصائب التي ستصيب الشعب . يجب ان يتحرك بفاعلية وقوة وفق صلاحياته الدستورية , , وضمن واجبه الوطني والمهني والاخلاقي . وان يقوم بمسؤوليته تجاه الشعب , وذلك باستدعاء رئيس الوزراء باعتباره , القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والداخلية , وكذلك استدعاء كبار قادة الامن , واستجوابهم ومساءلتهم , عن فحوى وتداعيات الانهيار الامني , والخرق والفشل في ضبط الاوضاع الامنية الخطيرة , والكوارث المحتملة والمتوقعة , والتي سيدفع ثمنها المواطنين . وذلك باراقة الدماء البريئة . وعلى القوى السياسية الفاعلة , ان لاتكتفي ببيانات الادانة والاستنكار والشجب , بل تتقدم خطوة الى الامام ضمن الاوضاع المنهارة , وتطالب الحكومة بالاستقالة وسحب الثقة منها , لان الاوضاع المتردية والمتدهورة , لايحتمل بقى حكومة فاشلة ومشلولة وكسيحة , ورئيس الوزراء مصاب بالموت السريري , وان بقى هذه الحكومة , يمثل استهتار واستخفاف واستفزاز لمشاعر الشعب , وضرب قيمته وكرامته الانسانية في الوحل , والاستهانة بالدماء العراقية من كل اطياف الشعب العراقي . ان على البرلمان ان يستجيب لصرخات ونداءات الاستغاثة والنجدة الفورية والسريعة , لقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى , من ممارسات هذه الحكومة الخطيرة , ومن الانهيارات المتلاحقة في الوضع الامني , ومن تردي الخدمات , ومن مشاكل الانقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة , ومن سوء الاوضاع الصحية والتعليمية , الى سرقة مفردات الحصة التموينية , الى العقود الوهمية وضياع المليارات بالفساد المالي والاداري , وجاءتها اللطمة الصاعقة , بهروب اكثر من 500 مجرم وحشي ومنهم 200 مجرم محكوم عليهم في الاعدام , اوحسب تصريح كتلة الاحرار التابعة للتيار الصدري , بان اكثر من 1400 مجرم بما فيهم كبار قادة القاعدة الارهابي , قد اطلق سراحهم في اقتحام سجني ( ابوغريب والتاجي ) , ان على البرلمان باعتباره ممثل الشعب , مهمة ومسؤولية اخلاقية , اذا كان يملك ادنى شعورمن الاحساس والحرص الوطني , في حماية الشعب من الاخطار المحتملة , مطالب بقوة واصرار في التحقيق الجدي في ملابسات, الخروقات التي كثرت في الاونة الاخيرة , وابعاد الكارثة المحتملة , ونطالبهم بان يكونوا من طينة هذا الشعب , وهو ذمة في اعناقكم وضميركم , بعد ان تخلت الحكومة عن واجبها الوطني , وهي تعاني من صراعات الموت المحتم , يجب على البرلمان حماية الشعب من وحوش القاعدة وكلابهم المسعورة , , وان الشعب مهدد بالانقراض مهما كان انتمائه الديني والسياسي , في نزع الثقة عن الحكومة المريضة والمشلولة , واجبارها على الاستقالة , وبحث مخرج يصون مصير ومستقبل العراق , ويبعد الخراب والدمار عنه , ان الشعب ينتظر قراراتكم الجريئة والشجاعة , وليس الاقتصار على الدفاع عن مصالحكم الذاتية وامتيازاتكم التي كبر حجمها في سنوات الاخيرة , بشكل غير منطقي ومعقول , وكما قررتم هذا العام , بان تكون الموازنة المالية للبرلمان للعام القادم اكثر اهدار لاموال الشعب , فقد طفرت المبالغ المخصصة الى مبلغ 528 مليار دينار , بعد ما كان 387 مليار دينار , وتخصيص مليارين و900مليون دينار لشراء ملابس لاعضاء البرلمان العراة والمساكين بالفقر المدقع , وستر عورتهم من عامة الناس.