تكلم الكثير من الشرفاء حول حقوق لاجئي رفحاء في صحراء السعودية ومنذ عشر سنوات ولم تحل عقد والغاز هذه القضية التي اصبحت وكانها بضاعة غير مربحة لبعض الكتل السياسية وتتعامل معها بكل عنجهية واستخفاف واستحقار ..وكلما وصلت القضية للتصويت قام بعض النازيين والطائفيين باشهار سيوفهم الجرباء للنيل من هذه الشريحة المظلومة والتي ساهمت وبشكل فعال بسقوط الصنم الصدامي المقبور.. الان وبعد عشر سنوات من المماطلة والتسويف لحقوق لاجئي رفحاء الذين ضحوا بكل مايملكون من اجل فضح طاغية بغداد واصبحوا بين طريد وشريد على بقاع المعمورة وفقدوا كل مايملكون في سبيل وطنهم وعقيدتهم بل فقدوا حتى احلامهم بالعودة الى الوطن ليشاركوا وابنائهم في بناء العراق الجديد.. ولكن ساسة العراق الجدد نسوا كل وعودهم لشعبهم وكل التضحيات التي قدمها ابناء هذا الشعب وخصوصا ابناء الانتفاضة الشعبانية ..واصبح الساسة في حال لايسمح لهم بان يسمعوا انين الضحايا وعندما نذكرهم يصموا اسماعهم و أبصارهم وكانها صاعقة تنزل على رؤوسهم من السماء وتاخذهم رجفة الخوف والجزع ويبدأ عندهم نوع من التلعثم في الكلام ويذهبون شمالا وجنوبا ليغطوا عورتهم وتقصيرهم المتعمد.. كم سنة اخرى نحتاج حتي يستطيع البرلمان الكسيح ان يقرر مصائر الناس وحقوقهم وكم سنة سيحتاج المواطن كي يرى اثر التغيير على حياته ويطمئن لمن جاء على اكتافه واصبح حاكما ومتسلطا على اموره ومقدراته .. الامر الغريب ان نرى بعض من يكتب او يعلق وهو منزعج عندما نكتب شيء عن ارجاع الحقوق المغتصبة لمعتقلي رفحاء وهم من ثوار الانتفاضة الشعبانية وهم هويتها الذين صودرت اموالهم وممتلكاتهم ودُفن اهاليهم في المقابر الجماعية في عهد المقبور صدام.. واغلبهم قد هاجر مُكرها من بلده وكان ينتظر الفرج والتغيير وهاهو يحلم بالعودة فلماذا تحرمون عشرات الالاف من العراقيين الشيعة من العودة الى بلادهم بعد هذه الغربة القصرية الطويلة.. لماذا البعض يتصور ان الذين هاجروا هم في راحة تامة وهو العكس تماما ربما هناك من استطاع ان يجد له عملا ويتكيف مع واقعه الجديد ولكن الاكثرية من ابناء الجالية العراقية المهاجرة هم يتضورون الما وحرقة على بلادهم ويتمنوا ان يعودوا لبلدهم وهم لا يحلموا بمنصب او مغنم وكل مايريدونه هو ان يعيشوا في وطنهم حياة طبيعية لاتجعلهم يتشردوا مرة اخرى ويعانوا الفقر والحرمان..و اعادة حقوقهم المغتصبة من قبل جلاوزة البعث الحاقد ليستطيعوا بناء حياتهم من جديد بين اهليهم واحبائهم..فما هي الغرابة بان يطالب الانسان بارجاع حقه وحقوقه ولا يطالب بغير حقوقه التي اغتصبت سابقا وسُرقت لاحقا..
مقالات اخرى للكاتب