الكتل النيابية لم تحسم أمرها بعد في تسمية المرشحين لوزارتي الدفاع والداخلية ، وعلى الرغم من اعلانه رفض تكرار التجربة السابقة بإدارة الوزارات الامنية بالطريقة "الواوية " اي بالوكالة ، تتواصل الاجتماعات والمشاورات وفي كل يوم يضاف الى قائمة المرشحين اسم جديد، فيما تواجه البلاد تحديات امنية خطيرة ، جعلت المجتمع الدولي يتحرك ويعقد اجتماعات ومؤتمرات ويشن غارات بطائراته على مدن عراقية تخضع لسيطرة الجماعات المسلحة .
الخلاف حول تسمية المرشحين يكرس فقدان الثقة ، بين الأطراف المشاركة في الحكومة ، ورئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي رمى الكرة في مجلس النواب ، لتحقيق التوافق بين الكتل لاختيار المرشح المناسب ، وهناك جملة عقبات تعرقل التوصل الى اتفاق فلكل كتلة حتى داخل التحالف او الائتلاف الواحد مرشح للدفاع هو الاكثر حظا في تولي المنصب ، لانه باعتقادها بطل صنديد ، اشترك اجداده القدماء في حرب داحس والغبراء فورث خبرة عسكرية وقتالية جعلته مؤهلا وقادرا على ملاحقة الارهابيين ، وطردهم من الاراضي العراقية ، يتمتع بالنزاهة ، والروح الوطنية العالية ، والاستعداد الكامل للدفاع عن مصالح شعبه في الحرب والسلام ، فضلا عن رغبته في بناء مؤسسة عسكرية مهنية ، غير خاضعة للتسييس ، قرارها مستقل ، ولا تنفذ واجباتها استجابة لأمزجة الساسة ورغباتهم ، مرشح بهذه المواصفات بحسب مزاعم كتلته ، يعد "طرزان زمانه" وحين يتوفر في الارض العراقية مثل هذا النموذج الخيالي ، ستعلن دولة الخلافة الاستسلام ، ويعود النازحون الى مساكنهم، وقد يبادرون بإطلاق اسم طرزان على المواليد الجدد ، تقديرا لجهود من انقذهم من محنتهم وخلصهم من التشرد والضياع.
اما مواصفات المرشح للداخلية فهي لا تختلف عن زميله للدفاع ، فالاول يحرص على سماع أغاني الراحل حضيري ابو عزيز بوصفه كان شرطيا في لواء الناصرية ، قبل قدومه الى بغداد ونقل خدماته دار الإذاعة العراقية لتقديم حفلات تبث على الهواء مباشرة ، والمرشح اعد ورقة عمل لتطهير الوزارة من المتورطين بقضايا الفساد المالي والاداري ، وابعاد من اشاع ظاهرة الفضائيين بين صفوف منتسبي الشرطة الاتحادية ، والاشراف اليومي المباشر على عمل دوائر المرور لتسهيل معاملات المراجعين في الحصول على اجازات قيادة المركبات ، وتبديل لوحات العجلات خلال 48 ساعة ، وفي برنامج المرشح خطة لتقليص عدد السيطرات الثابتة في احياء العاصمة بغداد ، وتوفير الحماية للمنتديات الليلية من هجمات المتشددين ، والزام منتسبي الأجهزة الأمنية باحترام حقوق الانسان في التعامل مع المدنيين ، والقضاء على الرشوة ، وتعزيز ثقة العراقيين بجهاز الشرطة لأنها في خدمة الشعب .
الخلاف بين الكتل حول حسم ملف الوزارات الامنية ، لا يعني البحث عن "طرزان" مناسب لشغل المنصب ، وانما بحسب تصريحات صدرت من هواة تبادل الاتهامات ، الحصول على مكاسب فئوية وحزبية ، لمن استطاع تسديد كرة العبادي وسجل الهدف الاول في مرمى الخصم ، كوووووووووووول .
مقالات اخرى للكاتب