طرقت في الجزء الأول من هذا العمود قبل أيام عن الورطة الاوربية في تسونامي اللاجئين الذي وحسب كل التقارير الدولية انه الاسوا منذ الحرب العالمية الثانية التي انتهت عام 1945 بل فاق حتى حرب البلقان مطلع العقد التسعيني...وتطرقت الى أسباب استقبال الاوربيون وهم صاغرون لمئات الالاف من لاجئي سوريا والعراق ودول أخرى اشعلت فيها الحروب والنزاعات من قبل الاله الامريكي الذي لا شريك له حسب مفهومهم..وهو الولايات المتحدة....
لم يكن النفاق الأوربي وازدواجية المعايير حالة جديدة لاوربا...فالحكومات الاوربية .الغربية منها بالخصوص..اشتهرت بهذه الصفة طوال تاريخها المعاصر...المصالح الاقتصادية والتجارية والرهبة التي تصل حد الهلع من أي غضب امريكي يدفع الاوربيين الى التخبط وقبول ما هو موجود على الأرض..دون التجروا ولو لدقيقة واحدة عن السؤال عن جذر المشكلة..وهو ما يحدث اليوم مع طوفان المهاجرين....لماذا لا تتحدث ميركل او كاميرون او المهرج الفرنسي اولاند عن الأسباب التي دفعت هؤلاء الى الهجرة؟؟؟؟لماذا لا يجرو أي زعيم اوربي على مجرد النطق بحرف واحد وسؤال الولايات
المتحدة..لماذا تنشؤون التنظيمات الإرهابية لنتحمل نحن تبعاتها؟؟؟
ربما يعتقد الكثير ان الخنوع الأوربي محصورا في جهة واحدة وهي الولايات المتحدة...نعم انه الجانب الأول للخنوع الأوربي..اما الجانب الثاني وهو الخنوع والتخضع الاقتصادي فهو لدول الخليج وعلى راسها السعودية...خوفا على استثمارات وبنوك وودائع بترليونات الدولارات....اوربا تعلم جيدا ان تمويل الجماعات الإرهابية يأتي بتمويل خليجي بحت...وبدعم لوجستي مطلق من تركيا...ولكنها كما لم تكن تجرو على مواجهة الولايات المتحدة ..فهي لا تجروا حتى على الاعتراض على دول الخليج...لانها تعرف ان أي خلاف مع هذه الدول يعني تعرض المصالح الاقتصادية لها الى الخطر...يعرف
الاوربيون ذلك جيدا...
كلنا يتذكر حادثة حرق الطيار الأردني بداية هذا العام من قبل تنظيم الدولة الإسلامية...ومدى ذلك الصدى الواسع الذي اخذه من استنكار نفاقي...ومجامل للدولة الأردنية التي يقال انها تشارك في ضرب الإرهاب....وقتها قامت القناة الألمانية (DW)
القسم العربي باجراء مقابلة مع امام احد المساجد الكبرى في برلين...يساله المقدم عن رايه بهذه الجريمة الغريبة حتى على الشيطان..فيجيبه الامام بانها رد فعل طبيعي لما يحصل من قتل لاهل السنة في سوريا...اذن ...عملية حرق الطيار مبررة حسب راي امام اكبر مساجد برلين...وهذا المسجد وغيره من المساجد ممول ومبني ومشرف عليه من قبل السعودية..وعليه فان المانيا (العظمى)لا تجروء على النطق باي اعتراض حتى في استديوهاتها...التي يبرر فيها امام مسجد حادثة حرق انسان...
هذه نبذة بسيطة جدا جدا..عما يحصل في اوربا...اوربا أيها السادة متطورة في العلم..في الاقتصاد..في النظام..في العمل...لكنها سياسيا.لا تملك أي هوية او شحصية او سطوة..فهي تتسلم الأوامر بصورة مباشرة وغير مباشرة من الاب الروحي لها...الولايات المتحدة...وهي حائرة لا تعرف ما تفعل امام أفواج اللاجئين...سوى القول...نريد خطة لاستيعاب الطوفان....ولا نجرو على مجرد التساؤل..من اين ولماذا اتهى ذلك الطوفان.؟