Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
السقوط السياسي في الرواية العربية
الجمعة, تشرين الأول 25, 2013

 

كثير من الروايات والقصص اهتمت بهذا الجانب , عن حالة السقوط , الاسباب والنتائج , وكيف ولماذا ؟ بالنبش التشخيص والتحليل , من كل الجوانب المختلفة , وبمختلف الروى السياسية والاجتماعية والنفسية والثقافية , والغور في علم تشريح الشخصية او بطل الرواية الذي يعتبر المحور الرئيسي فيها , بالاشباع والتمحيص واستعراض مقومات هذه الشخصية التي سقطت سياسيا او اجبرت على السقوط , وكيف وصل بها الحال الى حالة الانهزام , والسقوط في دائرة الفشل والاخفاق . فقد احتلت هذه الروايات مساحات واسعة من الاهتمام والدراسة , في الادب العربي المعاصر , وكذلك في دائرة النقد الادبي بكل جوانبه , كما حظيت هذه الروايات بالاهتمام الكبير من جانب القراء والمتابعين , وكذلك احتلت جوانب العطف والالم الى شخوص هذه الرويات , او حالة رفض تبرير حالة السقوط , وتحليل الشخوص التي لبست ثوب السقوط والانهزام , ووضعها في ميزان التقيم , من كل جوانبها السياسية والنفسية والاجتماعية والاخلاقية , وكيفية سيطرت اوهام الاغتراب والانسلاخ عن الواقع الفعلي لمجتمعاتنا المغضوب عليها بالحكام الطغاة والمستبدين , والحالة العامة لهذه الشخوص التي تجرعت كأس الانهزام والسقوط في حضن السلطة القمعية , يسود حالاتها العامة , نظرة سوداوية بالمنظار الاسود المتشائم من الحياة العامة , ويأكل اليأس والخيبة والاحباط , كأن في داخلهم شيئ مقتول او مكبوت اومنهزم . لا شك ان حياة السجون والمعتقلات , تحت رحمة الانظمة الشمولية , تتعدى اساليبهم الوحشية , قدرة الانسان السوي في التحمل والتحدي والمقاومة , ولن يكفوا عن استخدام كل وسائل التعذيب الهمجية , حتى ينتصروا على ضحاياهم بتجرع علقم السقوط , لذا سقط الكثير من اصحاب الرأي السياسي والمعتقد , بالموت تحت التعذيب البربري او في مسخ حرمة وكرامة المعتقل , وفئة اخرى تحملت العذاب والقهر ولم تستسلم , اذ ظلت محافظة على صمودهم , وهذه شجاعة كبيرة , لكن فئة اخرى لم تستمر ولم تتحمل ثقل المنازلة , قد تعود لجملة اسباب تدفع المعتقل السياسي , في نهاية المطاف ان يرفع راية الاستسلام , قد يكون وقع تحت ظروف قاسية , او قد تكون بدافع الجزع والفشل والحرمان , او ظروف الاهل ومعاناتهم , او قد تلعب دورا الروح البرجوازية المتقلبة , والتي تموج بين التقلب وعدم الاستقرار , وهي تفشل في تحقيق مصالحها الذاتية . لذا يكون الهروب هو المخرج الوحيد . ولكن الشيئ المؤكد ان بعد السقوط , تعتريهم حالات التشرد والضياع والندم والخيبة والخذلان , والصراع الفكري الداخلي العنيف , ومناجاة الذات الضائعة , في مجتمع مكبوت بين مطرقة السلطة الحاكمة التي لاتعرف الرحمة والشفقة واحترام حقوق الانسان , وسندان العادات وتقاليد المجتمع المتخلف , والصراع بين الافكار القديمة , والافكار التي تؤمن بالتحرر والانفتاح والانعتاق , لذا فان الاغتراب حالة شمولية لشخوص هذه الروايات , في الاخفاق في الحياة السياسية , وعدم تحقيق آمالهم العريضة المرسومة في اذهانهم , اي انهم يدخلون في ازمة فكرية ونفسية حادة , لن يكون مخرج او حل لها سوى الانهزام الكلي , وخاصة ان شخوص او ابطال هذه الروايات فئات متعلمة ومثقفة , ولها اهتمام واسع بصنوف الادب , او حتى بعضهم يمارس مهنة الكتابة الادبية , لذا في كل الاحوال , يعتبرون ضحايا العنف والارهاب السياسي , وضحايا القهر والحرمان , ولاسيما انهم ضاقوا الهوان والمصائب والعذاب في معايشة حياة السجون القاهرة , وممارسات الرهيبة , التي تركت جروح لاتندمل بسهولة , في ظل استمرار السلطات القمعية , من هذا المنطلق , لابد من اختيار نماذج متنوعة ومختلفة من هذه الروايات التي تطرقت الى حالات السقوط السياسي , لذا اخترت ثلاث نماذج من هذه الروايات , حتى ابرهن على الدلائل التي سلفتها وذكرتها , وهذه الروايات هي : ( الشرق المتوسط ) للكاتب عبدالرحمن منيف . و ( الوشم ) للكاتب العراقي عبدالرحمن مجيد الربيعي . و ( الشحاذ ) للكاتب الكبير والحائز على جائزة نوبل للاداب , الكاتب نجيب محفوظ .

 

 

1 - رواية ( الشرق المتوسط ) عبدالرحمن منيف . تتحدث عن سجين سياسي ( رجب ) بعد خمس سنوات من منازلة ادارة السجن وتلقى اقسى اشكال المعاناة والقهر , من ممارسة اشد انواع الاساليب الوحشية من التسقيط السياسي والاجتماعي والنفسي العنيف من وسائل التعذيب , داخل اسوار السجن , وفي محاولات مسخه وتحويله الى بهيمة خانعة وقانطة يأكلها الخيبة واليأس والاحزان والتشاؤم والضياع النفسي , ووضع مصير حياته على كفه راحته , واوشك المرض ان يقتله ويحوله الى جثة هامدة في لحظة ما , في حين المساومات بالتسقيط تبدأ منذ اليوم الاول للاعتقال , فيتهاوى ويسقط كالورقة اليابسة من اغصان الشجرة , ويستسلم الى السلطة الحاكمة التي تمثل سلطة ادارة السجن . اذ لم يعد يقاوم ويتحدى ويصمد للقمع والارهاب , وقد اضعفه المرض والمشاكل العائلية وهمومها بالضغط عليها من اجل اجباره الى الاعتراف والتعاون , لذا تبدأ سوق المساومات الذليلة تطرح بكل استهتار , ليس فقط في الاعتراف والتخلي عن المعتقد السياسي , وانما جره الى التعاون والتجسس , مقابل الافراج عنه , وتدبير سفره الى خارج ليكتب تقارير دورية عن نشاط المعارضة للنظام الحاكم في الخارج , وهو في قرارة نفسه ان يقدم التقارير الى منظمات حقوق الانسان الدولية لكشف عن القمع والارهاب والطغيان , لكنه يجد الاجواء المضادة له , باعتباره خائن وعميل , وهنا تبدأ رحلة الخيبة والندم , وتهجم عليه هواجس السقوط والانهزام والتخاذل , فيلبس ثوب الضياع والاغتراب , وحتى لم يجد السند الذي يقوي عزيمته , او الذي ينقذه من الورطة التي وقع فيها , فتسوء حالته الصحية اكثر من السابق , ولم يعد له خيار سوى ان يسلم جثته الى السلطة الطاغية , بعدما نفذ صبره , وخاصة ان عائلته اصبحت رهينة وضحية عند النظام القمعي , لانه لم يوفي بعهده بكتابة التقارير الموعودة , وخوفا من ضياع حياته في الغربة , مع ضياع مصير عائلته , يرجع الى بلده وروح الانهزام والضياع والانكسار تسيطر على افكاره وعقله .

 

 

2 - رواية ( الوشم ) , عبد الرحمن مجيد الربيعي . تتحدث عن سجين سياسي ( كريم الناصري ) يعتقل في سجن كان اصطبلا للخيل , يعيش ظروف قاسية في السجن كبقية السجناء معه , تمارس ضدهم كل الاساليب الوحشية , في كسر شوكة مقاومتهم , والتخلي عن التحدي والمقاومة والممانعة في التمسك بالصمود , واجبارهم بعنف وقوة في اسقاطهم سياسيا . لم يحتمل ( كريم الناصري ) هذه الظروف القاسية وهي اكبر من قدرته , وان السجن ماهو إلا مسلخ لمسخ وتشويه الانسان . فيبيع لهم كل شيئ في سبيل الافراج عنه , وشم رائحة الحرية خارج السجن , لكن يبدا يفكر , بانه خرج من السجن انسان ممسوخ من القيم السياسية والانسانية , والتخلي الكامل عن شؤون السياسية , بل يجب ان يكون خانع بدون ارادة واختيار , فيعيش حالات من الضياع والتشرد وتأنيب الضمير , والشعور بالخيبة والخذلان والاغتراب داخل ذهنه , ويشعر الخيبة المرة من تجربته السياسية الفاشلة , وضياع الامال , فتنازعه الهواجس السوداوية , ويعترف بانه ارتكب خطيئة وذنب كبير , وان حياته داخل السجن هي افضل مما عليه خارج السجن , وانه استسلم كالحقير بدون ثمن . ويحاول ان يغطي على هذا القهر النفسي , ويقتل همومه الضائعة , فيصاب في ازمة حادة , ويجرب ان يفتتها ويتخلص من وطئة العذاب الذي يقتله . ان يشغل نفسه باجساد النساء , بالتردد على دور الدعارة والخمر , والصداقات العبثية مع النساء ,, لكنه يفشل في التخلص من ازمته النفسية , ولم يسعفه هذا الملجأ , بل زاد في ضياعه وتشرده , بل ظلت حالات الهروب تلاحق افكار وحياته النفسية , ولم يستطيع ان يواجه موجة الانكسارات والانهزام . ويعترف انه وضيع ارتكب خطيئة , لايمكن التستر عليها , بل تظل وشم يلاحقه في التشرد والخراب , والهروب من الواقع , وفي عتمة الارهاق والقهر النفسي والفكري , يقرر الرحيل والانهزام الى المجهول .

 

 

3 - رواية ( الشحاذ ) , نجيب محفوظ . تتحدث عن حالة اليأس والهروب , بالبحث عن الذات وسر الوجود , وبطل الرواية ( عمر الحمزاوي ) المحامي الواسع الشهرة . وقد امتلك كل شي في الحياة , المقام الرفيع والمال , والاسرة السعيدة , لكن تأنيب الضمير والندم والخيبة والذنب , تلاحقه حتى في المنام , رغم انه حقق النجاح الكلي في حياته , ورغم انه تخلى عن معتقداته السياسية , ولم يعد يفكر بالسياسة , حتى ترك اهتماماته بالادب وممارسة كتابة الشعر , وترك القراءة بكل اصنافها , ولكن الهواجس تلاحقه وتظلم حياته وعقله , رغم انه ابتعد عن رفاق السياسة بعد اعتقال رفيقه ( عثمان خليل ) وودع في السجن وحكم عليه بعشرين سنة من الاشغال الشاقة , ورغم انه لم يدخل السجن , ويواجه الممارسات اللانسانية , بفضل مقاومة رفيقه ( عثمان خليل ) بانه لم يستسلم ولم يعترف على احد . وانه خارج السجن حقق كل آماله في الحياة , لكن الصراع النفسي العنيف يتصاعد ويكبر ويمزق حياته المستقرة , فيستسلم الى افكاره السوداوية والكئيبة , فيظل يناقش عقله عن سر الحياة وماهية الوجود , ويشعر بتفاهة حياته , بدون قيمة فكرية وثقافية , فيصاب بحالات الضياع والتشرد , لذا يكثر من ارتياد الملاهي ومعاشرة النساء , ويبتعد عن البيت ومكتب المحاماة ويتكاسل في المرافعات , لانه يشعر بالاحباط والغربة والازمة النفسية الى حد الجنون , انه يتشرد في داخله , ولم يعد يسطير على ازمته النفسية او المرض النفسي . ويشعر بالفجوة العميقة بين افكاره التي تتزاحم في ذهنه ,وبين الواقع الفعلي , انه مخاض وصراع عنيف , واخذ ينزوي ويبتعد عن كل شيئ , وتحول الى مأزق عويص , لعمله وتعامله مع اسرته , وزدات ازمته اكثر سوءا بعد خروج ( عثمان خليل ) من السجن وهو اكثر اصرار للعمل وبدأ حياة جديدة بثقة وعزيمة قوية , فيسلمه مكتب المحاماة , ويتقدم في الحياة بخطى ناجحة , حتى يتزوج ابنة ( عمر الحمزاوي ) , وهذا الاخير تتعمق ازمته بالاغتراب والضياع والتشرد , فيهجر الجميع , وهو في حالة الجنون والغربة والانهزام والتخاذل الكلي , فينهزم من الحياة العامة الى المجهول.

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.4585
Total : 101