- في أحد أفلامهِ .. كان ل " عادل إمام " صديقٌ يعمل في البّدالة .. وعن طريق الصُدفة ، يستمع الصديق الى حديث بين أفراد عصابةٍ كما يبدو ، وإتفاقهم على القيام بعملية سطو مُسّلح على مصرَف وتحديد اليوم والساعة .. فيُسارِع الى إخبار صديقه عادل إمام.. ويقوم إمام بالتوجه الى الأمن العام ، ويخبر الضابط بأنه [ حَلمَ ] ليلة أمس ، بأنه سوف تحدث عملية سطو في المكان الفلاني في الموعد كذا .. المُهم تُجهَض العملية ويُقبَض على العصابة . وتستمر مثل هذه الأحلام على طريقة الأفلام الهندية !.
- بعض المراهقين ، يعبثون أحياناً .. ويستغلون الثغرات البسيطة في التكنولوجيا ، فيتنصتون على أحاديث الفتيات من خلال الهواتف الأرضية أو المحمولة .. وتحدث بين الحين والحين ، مشاكل إجتماعية صغيرة ومشادات .
- الشركات الصناعية الكبرى بمُختلف أنواعها والشركات التجارية وشركات الإعلانات والخدمات ... الخ ، تتجسس على بعضها البعض ، بِطُرِق عديدة ، ومن بينها بالطبع ، التنصُت . بُغية الإطلاع على أسرارها ، من أجل المُنافسة والحصول على عقود وأرباح !.
- أجهزة المُخابرات في جميع الدُول .. تُحاوِل بِمُختَلَف الوسائل ، مِعرِفة خبايا البلدان الأخرى وأسرار قوّتها وضعفها .. والإطلاع على خططها ونواياها .. وإكتشاف المتعاملين المحلِيين مع هذه الأجهزة الأجنبية .. وبالمُقابل زرع عملاء لهم في البلدان المُهمة ، أينما تسنح الفرصة .
- العمليات الخاصة والأمن الخاص والأجهزة السرية .. تقوم عادةً بكثيرٍ من عمليات التنصُت ، ضد قادة وكوادر الأحزاب المعارضة ، في منازلهم ومقراتهم وأماكن عملهم ومحطات إستجمامهم ولَهْوِهم ، وتستخدم هذه المعلومات الشخصية والعائلية ، حسب الظروف والحاجة ، ويتراوح ذلك بين الإبتزاز والتشهير والإنتقاد اللاذع والتسقيط الإجتماعي أو السياسي ..
لا بل تقوم أيضاً ، بالتجسُس على الكثير من قيادات ومسؤولي الأحزاب الحاكمة وعوائلهم أيضاً .. وذلك لحساب الرئيس او الجهة صاحبة القرار .. وتستخدم المعلومات الأسرار ، للإبتزاز وإكمال تحويل هؤلاء تدريجياً ، الى مُجّرَد دُمى ! .
من الوسائل التي تَنْفذ من خلالها ، هذه الأجهزة الى أهدافها : عمال ومُهندسي الصيانة ، في شركات الإتصالات / العاملين في جميع فروع البناء والصيانة والديكور / العاملين في صيانة السيارات وإدامتها / العاملين في صيانة الأجهزة المنزلية بمختلف أنواعها / سواق التكسيات / العاملين في خدمة المنازل والحدائق ودور اللهو ... الخ .
- في معظم السفارات ، هنالك فروع لأجهزة المُخابرات ، تحت مُسميات مُختلفة .. وكذلك إستخدام مُكونات ( القوة الناعمة ) لتمرير أجندات مُخابراتية ، من قبيل : الفنون بأنواعها ، من حفلات موسيقة وغنائية وراقصة ومعارض تشكيلية ومهرجانات ومراكز ثقافية ومعارض كُتب .. والرياضة بأنواعها ، وحتى العديد من منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الخيرية والكنائس والمساجد ... الخ . تسعى الدول الى إستغلال كُل هذه الأشياء ، للحصول على المعلومات والأسرار التي تفيدها في معاركها المعلوماتية والتجسسية ! .
................................
كُل ما ورد أعلاه .. أشياء شائعة ومُتوقعة وتحصل بصورةٍ روتينية ، في معظم البلدان ومن بينها بلدنا بالطبع . لكن تَخَيَلْ ، ما تقوم بهِ الدول العُظمى وخاصةً الغرب في هذا المجال .. ولا سيما الولايات المتحدة الأمريكية .. فهي المُسيطرة على معظم المفاتيح الأساسية ، لتكنولوجيا المعلومات ، وهي التي تُدير عمليا الإتصالات حول العالم وتُوّجه الاقمار الإصطناعية .. فيا ترى ، إذا كانتْ [ تتجسس على الهاتف المحمول للمُستشارة الالمانية ميركل ] .. ألمانيا إحدى أقوى دول الغرب علميا وإقتصاديا وتكنولوجيا ، وميركل المرأة الحديدية .. والولايات المتحدة وألمانيا حليفان غربيان ، وهنالك قواعد عسكرية أمريكية في ألمانيا منذ أكثر من خمسة وستين سنة .. وكُل ذلك لم يمنع ، المخابرات الأمريكية ، من التنصت على ميركل ! .
فتصّوَر .. مدى السهولة التي يستطيع بها ، الأخوة الأعداء الأمريكان .. ليس فقط التنصُت على جميع قادة العملية السياسية العراقية من خلال هواتفهم مثلاً .. لا بل ، حتى معرفة أدق تفاصيل حياتهم بالصوت والصورة الواضحة ، والتي من المُؤكَد ، فيها الكثير الكثير مما يُدينهم في الدُنيا والآخِرة ! .
.........................
إذا كان المالكي ( يُهّدِد ) بين فترةٍ وأخرى ، بأن تحتَ يده العديد من الأدلة والوثائق التي تُدين خصومه ، لكنه لن يكشف عنها " حتى لاتتحطم العملية السياسية بِرّمتها " !! كما يّدعي .. فماذا تحت يَد المخابرات الأمريكية ، يا ترى .. بحيث أصبحَ معظم قادة العملية السياسية : خانعين / غارقين بأنواع الفساد / أذلاء / عملاء مُنّفذين لأوامر أسيادهم ؟! .
مقالات اخرى للكاتب