في فترة التسعينيات من القرن الماضي كنت مع مجموعة من الأصدقاء نقوم بزيارات جماعية إلى العتبات المقدسة في شهر محرم لكل من الاماميين العسكريين والقاسم بن الإمام الكاظم عليه السلام وكنا نستأجر سيارة من نوع لاندكروز وفي أحدى الزيارات كان صديق لنا يقرأ دعاء الوحدة وفجأة اوقفتنا سيطرة في الطريق وجاء إلينا شخص غليظ ونادى بصوت عال (قبل أن ترجموا شياطين الأرض بالصلاة على محمد وال محمد طلعوا هوياتكم والفرار من الجيش يعترف )..وكان أحدنا متخلف عن الخدمة ولأن البعث كان يتعاطى الرشوة بالسر تفاوضت مع أحدهم واخرجنا صاحبنا بدينار ونصف وقتها وسارت سيارتنا من جديد صوب القاسم وقرأ أحدنا دعاء الوحدة من جديد ولكنه قرأه بالمقلوب فقال الحمد لله الذي هزم جنده واذل عبده ورغم أننا ضحكنا كثيراً يومها لكنه كان نذير شؤم بالنسبة لنا وبقينا نتوجس من شؤم قراءة الدعاء بالخطأ ..كان الكل ضدنا يومها الوقت والبعث والفقر والسيطرات والفدائيين والجيش الشعبي وجيش القدس وجيش النخوة وجارنا العفلقي والدلالة التي تعمل في سوق صدام المركزي ..وما أن وصلنا قوس بغداد حتى كان في انتظارنا شخص بالأمن الخاص كان ابن مختار محلتنا الذي أصبح بعد السقوط مؤذن وقارئ قرآن. .!! وأنزل ثلاثة منا اتهم أحدهم بأنه مشتبه به بعملية سطو والآخر يعمل في تنظيم والثالث كنت أنا وتهمتي أن دفتر الخدمة العسكرية كان مزورا ..وضعنا ابن المختار في غرفة وبدء الحرب النفسية معنا وبعد ساعتين ونصف زالت كل التهم عنا لأن أصدقائنا جمعوا لنا مبلغا قدره خمس وعشرون دينار دفعوه لابن المختار..
استحضرت الموقف هذا مع بوادر النصر التي حققتها قوات الحشد الشعبي في جرف الصخر وانا أخشى عليهم من خطأ القصف العشوائي للقوات الامريكية كما أخطأ صاحبنا في قراءة الدعاء والكل ضد الحشد الشعبي كما كان الكل ضدنا فامريكا وتركيا والسعودية و داعش والإعلام العربي والعالمي وكل هذه الأطراف تطالب بدماء الشجعان ولن تقبل الرشوة التي دفعناها لصاحبنا والساسة السنة كثير فيهم من ابن مختار منطقتنا الذين يكيلون التهم لقوات الحشد الشعبي ..
بعد هذا النصر الحكومة مدعوة بقوة لرفض أي استهداف أو التفاف على قوات الحشد الشعبي وبصورة علنية وان لا تسمح باستهداف شرف العراق ورمز كرامته وان لا تلتزم الصمت أن حصل استهداف لهم. .
النصر قريب جداً. ..