هذا الموضوع ليس من السهـل الخـوض فيه وخاصة على مثلي من يتتبع الأخبارعبر القنوات التلفزيونية سواء العربية أو الأجنبية لأستطيع أن أمسك بخيط ولو كان رفيعاً لأني لست من الغباء أن أتهم لمجرد خلاف مذهبي أو سياسي أو مناطقي وإنما غايتي تبيان ما يقوم به الإرهاب بكـافة أنواعه ومصادره من جرائم يشيب لها شعر الوليد ( ليس الوليد بن طلال الملياردير السعودي الداعم للإرهاب أيضاً !) والتي تدير الرؤوس من شدة هولها وفظاعتها في المشهد السياسي والإقتصادي والإجتماعي في العالم العربي , وحينما نعود مئات السنوات الى الوراء سوف نجد إن الإرهاب كان موجوداً والإغتيالات كانت هدف الصراع بين الأعـداء وحتى الأصـدقـاء ( حينما عاتب يوليوس قيصر صديقه بروتس والذي وجه له طعنة نجلاء بخنجره مع الطاعنين بقوله المشهور , حتى أنت يا بروتس ؟!!) , لم يقل لنا التاريخ بصورة واضحة لماذا تم إغتيال الخلفاء الراشدين الثلاثة , عمـر وعثمان وعلي !! وأي أصابع خفية تقف وراء هذه الإغتيالات !! الإرهاب إذن ليس إبن اليوم على يد " القاعدة " التكفيرية وفي العراق وسوريا " داعش" و" جبهة النصرة " الأبناء غير الشرعيين للقاعدة الإرهابية , مثلما وقفت أصابع وراء الكثير من الإغتيالات بعد وفاة الرسول الكريم " ص" سواء كانت " مجوسية " أو" يهودية" أو " عربية" فكلها لابد أن نشير لها بالأصابع المجرمة لأنها سلبت أرواحا ليس لها الحق أن تخطفها بالقتل , وحينما نأتي الى عصرنا هذا وخاصة ما يحدث في " الوطن العربي " من أقصاه الى أقصاه يتراهن الكثيرون على نوعية الأصابع التي تلعب في الخفاء وكل ينظر بمنظاره الخاص لشكل الأصابع ومدى طولها وقذارة أظافـرها , فأنا مثلاً أتهم " السعودية " كدولة راعية للإرهاب بشكل منقطع النظير وداعمة للقاعـدة بشكل لا يخفى على اللبيب بينما تشتعل الكثير من الفتن بعد ما يسمى بـ " الـربيع العـربي"في الدول التي "تحررت " من حكامها الدكتاتوريين, صحيح إن الأنظمة الساقطة سواء في مصـر أو اليمن أو تونس أو ليبيا أو العـراق أتصـف حكامها بالبشاعـة وسوء إدارتها والجلوس على " عـرش" الحكم لسنوات وكأنهم " ملوك " أو " أمــراء" توارثوا الحكم أباً عن جــدْ , دون الأخذ بنظـر الإعتبار تصاعد " المَلَل" بين شعوبها نتيجة لثقل " الكلل" وإضمحلال " الأمــل" في الحرية والسعادة , ولكن لنتمعـن ملياً لـما يحدث في كل من هذه الدول التي غيّـرت رؤساءها وأطاحت بهم , فمنهم من قضى نحبه " رفسـاً " ومنهم من يقبع في سجنه ومنهم من طار من غيـر رجعة ومنهم من تعلق بحبل المشنقة ومنهم من بقي على الهامش في بلاده , ولكن بقيت هناك أصابع تعبث هنا وهناك لكي لا يستقـر وضعها أو يرتفع بناءها , فقتل هنا وتفجير هناك وقصف لا يهدأ , بلدان تقسمت وبلدان تهدمت وبلدان تشرذمت وبلدان أنقلب عاليها سافلها , فيا تـرى من هي الأصابع الخفية التي تحرّك هذه الشراذم المجرمة لكي تقتل أبناء شعبها وتنتهك حرمات نساءها وتذبح على قارعة الطريق بني البشـر لمجرد الإختلاف في المذهب أو الرأي , كلهم يذبحون بإسم الإسـلام , كلهم يصرخون "الله وأكبر" وهم يفجـّرون أنفسهم وسط الأبـرياء ويهدمـون البيوت على رؤوس ساكنيها بإسم الله !؟ أين الله منهم ؟ ولماذا لا يصب غضبه عليهم ؟! كيف يسمح للمجرمين الإرهابيين أن يقترفوا هذه الجـرائم وهم يرفعون أعـلام سوداء مكتوب عليها إسمه , هـل هناك عقد بينه وبينهم ونحن لا نعلم بالصلة الحقيقية ؟! لا أريد أن أشكك بأن الله يرعاهم فالله لا يمكن أن يكون بهذه القسوة , إنه بالتأكيد الرحيم الرؤوف بعباده ولكن هؤلاء القتلة الأنجاس ليسوا من صفوة البشـر ولم يستقر في قلوبهم إيمان وبــر , ولكن لا أستطيع أن أخـمـّـن أو أحـلل رجـمـاً في الغيب , مثل الكثيرين الذين يقولون ما لا يعقل , ومنهم أيضاً من يشير الى دول أخـرى تـرعـى الإرهاب المجـرم , وقال لي صديق "لماذا لا تتهم إيـران" بالإرهـاب وهي لها المصلحة الحقيقية في عدم إستقرار العـراق"؟!! قلت وأستطيع أن أضيف إيران دون تردد , مثـلاً فأنا بدوري لا أبرئ إيـران و لا يهمني , المذهب , ولكن أيضاً لم يشر القائل الى دول أخـرى كالدول الغربية وأمـريكا وتركيا وأخيراً " إسـرائيل" التي يقدم لها الجميع بكل خنوع الطاعة والإمتثال لأوامرها و التي لها المصلحة في إدامة العداوات والنعـرات وهي هادمة الملذات حتماً ولكن من ناحية أخـرى , أتسـاءل " ربما " بغباء" لماذا لا تتحـرك هذه الأصـابع في إسـرائيل مثلاً وهي " العدو " اللدود لكثير من الدول العربية ؟!! أو تتحـرك في دول تعيش بظلام القرون الوسطى ما لم هي نفسها الأصـابع التي تحـرك الإرهاب وتخطط له وتمده بماء الحياة !؟ إذن لا أستطيع و من المـؤكد غيري أيضاً لا يستطيع أن يخـمـّن و لو من باب العداء لهذا المذهب أو ذاك أو الدين أو القومية وكلها أسباب تغذيها الأصابع الخفية وتخطط لها وتنفذهـا الشراذم المجرمة , من هنا أطالب الدول التي هي حقاً تحارب الإرهاب بكل أشكاله سواء جاء عبـر ما يسمى " القاعـدة" أو " داعش" أو " المليشيات الحزبية " والمنظمة الإرهابية التي رأت الضوء وهددت بحرق القاهرة وقتل الشعب المصري إذا خـرج يحتفل بذكـرى إنتصار ثورته و هذه المنظمة تسمى " أنصار بيت المقدس " أي بيت مقدس يمثلونه هؤلاء المجرمين ؟!! أي أصابع حركتهم ؟ ولو إن المسؤولين المصريين وجهوا أصابع الإتهام الى حكومة أردوغان " الإسلامية" والتي رعت الإرهاب في سوريا والعـراق وحتماً تخمين المسؤولين المصريين في محله و لا شك به !!
أيها الناس ما هذه الأصابع التي تحرك كل هؤلاء المجرمين ليقتلوا بإسم الإسلام ولماذا هـم مسلوبي الإرادة هكذا ؟! ولماذا يقتلون الأبرياء المسلمين أو المسيحيين أو من الأديان الأخرى لمجرد القتل والتفنن به , أية حقارة يتمتع بها هؤلاء الملثمون ؟! بل وأية أصابع حقيرة وجبانة وفاشية تغذيهم ؟!! لا يقل لي أحدكم إنهم " شهداء " كما يردد بعض القـراء على قناة " العربية" الوهابية !! من هنا ا نتوصل الى نتيجة إن هذه الإصابع لها إمكانات مادية هائلة !! ثم نأتي لنستـعـرض الدول المبتلية بهم , هي الأنظمة التي " أسقطت " حكامها كالعـراق ومصـر وليبيا واليمن وتونس ووصلت نيرانهم الى لبنان الذي يعاني أصلاً من تفكك طائفي وديني , ووصلته هذه الجـراثيم الإرهابية بإعلان " أبو بكر البغدادي " أميراً" عليهم ! وكإنهم يحلمون بدولة تمتد طولاً وعـرضـاً , إنه حلم إبليس بالجنة حتماً . وأيضاً تعالوا نستعـرض الدول التي لم تصلها نيران الإرهاب الوهابي التكفيري , هي " السعودية" على رأسها ودويلات الخليج العـربي وتركيا , نعم وصلت شراراتهم الى بلاد العـم سام في " تفجيـر" 2001 مركز التجارة العالمي ووزارة الدفاع !؟ أرادوا أن يعضّوا على الأصابع التي غذّتهم من " ضرعها" حتى شبّواعن الطوق فكانت غلطة لا تغـتفـر وهي تدل على الغباء والصلف والغلو , وأيضاً حاولوا أن يدغدغوا كتف "بريطانيا العظمى " فلم يفلحوا بإضحاكها !! نعم فجروا أخيراً حتى في روسيا مما فجر موجة من الغضب لدى الشعب الروسي وأولهم الرئيس بوتين , لذا هي فرصة سانحة لكل دولنا العربية وأولهم العـراق ومصر وسوريا ذوات التاريخ الحضاري التليد أن يستعينوا دون تأخـير بدول عملاقة لوضع حد للإرهاب الفاشي بل وقطع الأصابع التي تدفعه وتدفع له , لا تأخذكم بهم رحمة أو رأفـة , إستعينوا بكل مخابراتهم لوأد داعش وحليفه الراعش وقطع رأس الأفعى الوهابية , ستموت حتماً بعدها كل الديدان القاعدية سواء مصر أو العراق أو سوريا أو اليمن وصولاً الى ليبيا وتونس الخضـراء, أدعو كل الدول المبتلية بهم أن يجتمعوا على وجه السـرعة ويضعوا تصوراً وعرضه على الدول الكبرى والطلب بإلحاح من الأمــم المتـحـدة بالمساهمة الفعـّالة لتخليص العالم العربي والإسلامي من هذا الوباء الخطير والمستشري والمستفحل , حتى لا ينبذنا العالم المتحضر ويضيع الأخضـر بسـعـر اليابس .
" ما غـزي قوم في عقر دارهم إلا ذلـوا "
"الإمام علي"
مقالات اخرى للكاتب