هناك آراء تحليلية تقول: إن داعش ستجد ملاذها الآمن في ليبيا، وبعضهم قال مصر، بعد الضربات الموجعة لها في سوريا من قبل روسيا، وبعد هزيمتهم في العراق من قبل الجيش والشرطة والحشد الشعبي وأبناء العشائر السنية.
هذا المقال كتبته في غرّة السنة الماضية، وقد سبقت فيه آراء المحللين، حول وجهة داعش أين ستكون بعد العراق؟ ولكن لم نوفق لنشره والآن ننشره.
تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش)،صناعة امريكية هذا ما قالته وزيرة خارجية امريكا السابقة"هيلاري كلنتن"،في كتابها (خيارات صعبة)،طبعا وبدعم مالي من دول الخليج،وعلى رأسها قطر،بالاضافة الى الدعم اللوجستي التركي.
كان اقوى ظهور مفاجئ لهذا التنظيم،في المناطق السنيّة العراقية،والمظنون والمرجح عندي،هو تحالف بين الصداميين والقاعدة،لذلك سُميّ بدولة العراق والشام،حيث القاعدة الموجودة في سوريا،والصداميين الموجودين بالعراق، والظاهر ان البعثيين هم من بادروا في التحالف معهم،وطلبوا منهم المجيء للعراق،بحجة نصر سنة العراق وتخليصهم من الروافض الصفويين كما يطلقون عليهم.
وهذا واضح من تصريحات بعض قادة السنة البارزين،وزياراتهم لدول الجوار بالسر والعلن،وطلب المساعدة والمساندة،وبالذات كانت تحركاتهم في فترة الحكومة السابقة،مستغلين سياستها الرعناء الحمقاء،وتفردها بالسلطة،حيث قاموا هؤلاء بتحريك ابناء السنة،بعد ان اعطوهم جرعة طائفية،بالخروج بمظاهرات والوقوف بساحات اعتصام،مطالبين بحقوقهم حسب ما يدعون،ومتهمين الحكومة بممارسة الطائفية ضدهم وتهميشهم.
وقعت الحكومة السابقة بالفخ الذي نصب لها،نتيجة غطرستها وغيها وعدم الاستماع الى واعظ يرشدها،فكانت النتيجة انهيار سريع للاجهزة الامنية وسقوط المحافظات السنية،ووصولهم للعاصمة لولا فتوى المرجعية التاريخية، وتصدي ابناء الفتوى من الحشد الشعبي لداعش الصدامية الاجرامية،لحصل في العراق ما لا يحمد عقباه.
هُزمت داعش شر هزيمة،وتراجعت بسواعد عراقية مرجعية وهمم عالية،فساروا بخطى ثابته،يحققون الانتصارات الواحدة تلوى الاخرى،واين ما سار ابناء الحشد سار النصر معهم،وهو حليفهم في كل مكان،وذهبت داعش تجر معها اذيال الخيبة والخسران والخزي والعار.
ها هم اليوم ابطال الجيش والحشد والعشائر،يضربونهم في الرمادي وتكريت في عمليات عسكرية متزامنة، ويطردونهم ويطهرون المدن من نجاستهم، ولم تبقى لهم سوى الموصل، وسيلذون بالفرار إليها، عندئذ ستكون الضربة القاضية لهم!.
بعد هذه الهزائم لداعش وخذلان الناصر والداعمين لها، أين ستكون وجهتهم ودولتهم الجديدة بعد العراق؟.
هل سترجع الى مقرها الرئيسي في سوريا وتعيد تنظيمها من جديد؟ أم ستجد لها موطأ قدم في اليمن ؟ أم عينها على ليبيا؟ أم ستضرب في مصر حيث سيناء هناك؟.
رأيي: ستتوزع دولة"نيو داعشكي" على جميع هذه البلدان، لتضعيف وتشتيت القوى المتحالفة ضدها!.
أن قيل: إذا كانت"نيو داعشكي"دويلة أمريكية، أو صناعة أمريكية مثل ما قالت"كلنتن"، فكيف تقود تحالف ستيني دولي عسكري ضدها؟!.
قلنا: لمَن تصنّع مصانع الدول الكبرى وشركاتها السلاح، ومفتوحة"دكاكينها"إذا لم توجد حروب تشتري منها!.
مقالات اخرى للكاتب