صدر عن شركة الغدير للطباعة والنشرالمحدودة (العراق – البصرة) وبالتعاون مع منظمة اليونسكو (مكتب العراق ) كتاب موسوعة البصرة التراثية لكاتبه الصحفي (باسم حسين غلب ) ويقع الكتاب في (285) صفحة من القطع الكبير مقسمة الى(18) قسم او باب يحمل كل باب عنوان يدل على فحواه وفي رأيي الخاص ( كقارئ) هذا الكتاب وهو عبارة عن بانوراما صورية لذاكرة مدينة ,سنقرأه بأختصار لكي لانحرق جميع مواضيعه وتفاصيله على القارئ المحب لاقتنائه , يقدم المؤلف لكتابه بتوطئة جميلة نذكر منها حيث يقول ( تهتم شعوب العالم بتراثها وبثقافتها الشعبية وتعطي لتلك الثقافة اهتماماً خاصاً , سواء بالبحث والتوثيق أو من خلال أقامة مهرجانات سنوية يشارك فيها الناس من مختلف الاعماروالاجناس ,وما دمنا محبين لهذا البلد ولهذا الشعب فمن الجميل اذن ان نكتب عن تراث عراقي اصيل ) ,ومن اجمل ماشدني اليه الكاتب هو ما تناوله من صورة جميلة في الباب الاول للكتاب ( صور من الذاكرة ), حيث يسرد في أوله عن أستذكار جميل لعزف موسيقي يومي ( صباحي , مسائي) خاص يتخلله مراسم رفع العلم العراقي على مبنى متصرفية البصرة صباحاً وعند تنزيل العلم مساءً , عزف ملكي يرافقه سكون تام وهدوء قل نظيره يخيم على المنطقة المحيطة بمبنى المتصرفية , مما يدلل على مكانة وقدسية العلم عند المواطن العراقي,ويقول الكاتب اصبح هذا من الماضي الذي يحتم علينا ان نستذكره لنقله الى الاجيال الجديدة بأمانة,وبعد ذلك يعرض المؤلف لذاكرته الصورية المرتبطة بأحداث أو طقوس تراثية كانت معروفة في حينها, بالاضافة لمعالم بصرية قسم منها اندثر وانتهى وقسم منها باقي ويعاني الاهمال ,نذكر بعض مما اورده مثل:- ساعة سورين , حديقة الامة ومنتزه الخورة ,جزيرة السندباد , الاثل,نهر العشار ,البرم وأم البروم ,صينية رمضان , الفزعة,القرقيعان , الطبكة,ويصف كل منها بأسطر ذات لغة سلسلة وبديعة ,وأما الباب الثاني ( جوامع ومساجد تراثية) يتناول في بدايته جوامع الاقضية والنواحي مثل جامع القرنة و جوامع خور الزبير وأم قصر ,والفاو , وأبي الخصيب,وجوامع قضاء شط العرب , جامع التنومة الكبير,وكردلان, ثم جوامع قضاء الزبير مثل جامع الامام علي (ع),جامع الزبير ومرقد الزبير بن العوام (رض),ويصل الى جوامع مركز مدينة البصرة نذكر منها جامع الملاك ,جامع المظفر ,جامع سيد شبر,جامع السيف ,جامع المعرفي ,مسجد الموسوي الكبير وغيرها الكثير مما ذكره الكاتب مع سرد تأريخي لسنة تشييد الجوامع ومساحتها ومتوليها ووصف لحالتها العمرانية وغيرها من الامور المتعلقة بالجوامع ,وفي الباب الثالث ( كنائس البصرة) يذكر عادات وتقاليد المسيحين الزي ديني لرجال الدين وتقاليد الزواج والاعياد ثم يعرض للكنائس منها :- كنيسة قلب يسوع ,كنيسة العائلة المقدسة ,كنيسة رازيا,ثم أديرة البصرة مثل :- دير راهبات التقدمة, ثم كنيسة الارمن,وكنيسة السيدة العذراء , وكنيسة ماركوركيس, ويتناول كنائس الكلدان ,اما الباب الرابع ( قصور وبيوت البصرة التراثية ) يشرح فيه طريقة تشييدها والمواد الداخلة في بنائها وأنواع الاخشاب ومصدرها ويذكر مجموعة من القصور لعوائل بصرية معروفة مثل قصر بيت النقيب , قصر الشيخ خزعل الكعبي ,قصر الشمخاني ,مع ذكر ادق التفاصيل فيها مثل:- عدد الغرف والشرف وطريقة تغليف الحيطان والارضية بالخشب مما يدلل على ثراء وترف قاطنيها في تلك الفترة, وفي الباب الخامس (مقابر البصرة) حيث يقول كانت في البصرة عشرات المقابر بعضها اندرس والاخر لازال موجود ,منها مقبرة في ساحة أم البروم التي اصبحت في ما بعد حديقة مزروعة بالورود بعد ازالتها من قبل البلدية في عام 1930م,ويذكر مقبرة ( الحسن البصري) في الزبير التي سميت بهذا الاسم نسبة للحسن البصري المدفون فيها وهي لاتزال موجودة حتى وقتناالان,وفي الباب السادس( اسواق البصرة) يذكر منها :- سوق كاظم اغا وهو سوق من العهد العثماني يقع في منطقة القبلة القديمة ويبدأ من شارع العربات ( الربل) وينتهي خلف بيت باش اعيان (في داخل سوق البصرة القديمة حالياً) ,وسوق القطانة ,وسوق الصفارين ,وسوق التنكجية ,وسوق نجيب باشا والذي موقعه الحالي هو في منقة العشار قرب جامع وخطوة الامير ,الباب السابع (الالعاب الشعبية) هي كثيرة نكر منها :- كرة القدم , طرة كتبة , قوس ونشاب,وغيرها الكثير , وفي الباب الثامن (اكلات شعبية) يذكرمثل :- الباجة,الصبور,الزبيدي,محروك أصبعة, المسموطة وغيرها ,أما الباب التاسع (ساحات البصرة الرياضية) فيقول عنها ساحات رياضية كثيرة , كان لها الفضل الكبير برفد النوادي الرياضية لاسيما الميناء والنفط ومن بعدها المنتخب الوطني بأسماء كثيرة منهم :- هادي أحمد ,وعلاء أحمد ,وجليل حنون,وغيرهم وفي البصرة ان هناك عدد غير قليل من هذة الساحات وتسمى باللهجة الدارجة (ساحات الطوبة) نذكر منها:- ساحة الحجية,وأم الابكار, وساحة الاعدادية المركزية ,وغيرها ويذكر المؤلف بشرح موجز عن كل ساحة سبب تسميتها وموقعها, الباب العاشر (حمامات البصرة) ويذكر فيه حمام السيف للنساء,وحمام الحسيني , وحمام الزبير , وحمام الكرامة ,وحمام الحيدري , ويعرض موجز لتأريخ كل حمام, سنة تشييده ومكانه ,الباب الحادي عشر (تمور وفواكه بصرية )في هذا الباب يذكر الكاتب بأن تجارة التمور احتلت مركزاً مهماً في صادرات العراق عامة والبصرة خاصة وذلك قبل الحرب العالمية الاولى مع ذكره لاحصائيات بالارقام عن معدل زراعة النخيل في الدونم الزراعي الواحد وعدد النخيل في البصرة ونسبة انتاج التمور في وقتها مع ذكر انواعها ومسمياتها ,أما الفواكه البصرية منها :-الرمان,المشمش, التين , الموز,الزيتون,ا لخوخ,اللالنكي,السندي, الرارنج , التفاح الاخضر, العنب , البمبر,كما يقول الكاتب هناك فاكهة تتميز بها البصرة دون غيرها من مدن العراق انها ( النبق) بمختلف انواعه ,الباب الثاني عشر( أستوديوهات التصوير القديمة ) وفيه يعرض اسماء اشهر الاستوديوهات القديمة مع مواقعها ويذكر اسماء ابرز المصورين في البصرة , الباب الثالث عشر ( اشياء كانت معنا .. كانت لنا) وفيه يذكر امور مختلفة فيقول الكاتب , حياة جميلة هادئة للطفولة حصة فيها وكذا للشباب وللكهولة .. للمرأة والرجل ..أشياء كثيرة متنوعة كان الناس يتعاملون بها سنوات طويلة , ثم اختفى الكثير منها نذكر بعض منها :- قوطي حليب كيكوز , بريمز,جولة,جودلية , بسط الحصير,تنور الطين,حِب,لولة ,زبيل , مشط خشب ,وكثير غيرها يتناولها الكاتب بشرح وافي ومفصل مبيناً استخدامها مع ذكره للباقية منها والمندثرة ,الباب الرابع عشر(اعتقادات البصريون),يقول الكاتب الاعتقاد هو الحكم الذي لايقبل الشك فيه لدى معتقده وهو كذلك الجزم واليقين,ومن هذة المعتقدات بعضها موروث تناقله الابناء عن الاباء والاجداد , ويصنف الكاتب الاعتقادات الى (15) من حيث ارتباطها بالانسان والزمان والمكان , والجماد,والدين , والحلم , والكواكب ,ويتناولها الكاتب بأسهاب وتفصيل واضحان من ص177 حتى ص 200 , الباب الخامس عشر ( مفردات شعبية) ,يقول الكاتب في هذا الباب تمر الشعوب بنكبات وأحداث سياسية وعسكرية تنعكس بمجملها على الوضع العام للمجتمع فتحدث فيها تغييراً سلوكياً وأجتماعياً وثقافياً يترك أثاراً سلبية في المجتمع لايمكن محوها بين ليلة وضحاها ,ويقول أيضاً إن المفردات الشعبية التي نوثقها هنا هي خطوط بيانية تؤشر كل مرحلة زمنية متعاقبة على اختلافها , تعكس سلوك المجتمع ( السلبي) والناتج عن افرازات هذة المراحل المختلفة ,ولذلك من باب التوثيق سنتوقف عند بعض المفردات الشعبية التي ظهرت تحديداً بين عامي 1980م و 2012 م ونذكر منها بعض ما تطرق له الكاتب:- ابو خليل, أبو اسماعيل , مزلوغ واير ,فلم , لزكة جونسون ,مسرفن ,جكسن,جمبايتي , قفاص,معاد,دمج,حواسم,تجطيل,بوري, ويقدم شرح لكل مفردة عن سبب اطلاقها وفترتها الزمنية ,الباب السادس عشر(تماثيل ونصب بصرية) يقول فيه الكاتب قدست الحضارات الانسانية رموزها الثقافية والعلمية وكانت التماثيل والنصب من ابرز الاشكال التي خلدت بها تلك الرموز , اما في البصرة توجد الكثير من النصب والتماثيل لشعراء ومفكرين وعلماء وقادة تأريخيين من بينهم:- تمثال الشاعر بدر شاكر السياب , تمثال أسد بابل ,تمثال العامل, تمثال عتبة بن غزوان, تمثال الفراهيدي, شعار الاكاديمية البحرية ,تمثال الطالب والطالبة , جدارية شناشيل البصرة ,تمثال الجاحظ , السندباد البحري,نصب ذات الصواري ,نصب الشهداء,تمثال مزهر الشاوي,تمثال الحورية ,تمثال المرأة العاملة ,تمثال سعد أبن ابي وقاص,نصب الجسر ,نصب البناء والاعمار , ويذكر الكاتب نبذة عن كل تمثال ونصب , اسم الفنان وموقع التمثال او النصب وبعض مواصفاته مثل الطول والارتفاع ,الباب السابع عشر(حرف ومهن شعبية في البصرة) فيه يذكر الكاتب مهن اشتهرت بها البصرة نذكر منها :- صناعة المشاحيف,عاملات الطين,بائع السعف ,صناعة تنور الطين ,صناعة هياكل باصات الخشب ,العطارية ,أبو السمبوسة ,صناعة الدبس , صناعات الخوص,وغيرها الكثير , الباب الباب الثامن عشر (أزياء بصرية) يقول الكاتب الازياء في البصرة تختلف من منطقة الى اخرى ومن جيل الى اخر ففي شمال المدينة يرتدي الرجال ( الدشداشة والكوفية البيضاءالمنقطة والمزخرفة باللون الاسود ) ,أما النساء فيرتدين ( الشيلة) والعصابة ,اما في جنوب المدينة فيرتدي الرجال ( الدشداشة والكوفية البيضاء الخالية من النقوش والالوان) ,وفي خاتمة الكتاب يقول المؤلف ,البصرة مدينة غنية بالتراث والفلكلور والثقافة والحضارة , وهذا جهد متواضع اتمنى ان يأتي كاتب بصري أخر يكمله اذا ما وجد في هذا التوثيق شيء كنا قد غفلنا عنه .
كتاب موسوعة البصرة التراثية / باسم غلب/ ط1/2014م/شركة الغدير للطباعة والنشر المحدودة
مقالات اخرى للكاتب