بغداد – تعثرت محاولة طهران في قطع الطريق أمام الأكراد لإستمالة التيار الصدري لجانبهم، وتشكيل تحالف قوي يعمل على سحب الثقة عن نوري المالكي وتسليم التيار مهمة تشكيل الحكومة أو أختيار رئيس الوزراء المقبل على أقل تقدير.
المحاولة الإيرانية حاولت أستغلال وجود نوري المالكي في العاصمة طهران من أجل ترتيب لقاء بين المالكي والسيد مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري والمقيم حاليا في مدينة قم الإيرانية، من أجل طرح جميع المشاكل بينهم والأتفاق على صيغ للحل وإبقاء التيار الصدري في إطار المؤيدين للمالكي والضامنين له عدم الإقالة أو سحب الثقة عنه.
وقالت مصادر مقربة من مكتب نوري المالكي الخاص أن الأخير التقى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في طهران قبل ساعة من عودته الى بغداد الأسبوع الماضي، حيث بحث معه تفاصيل الأزمة داخل التحالف الوطني ومساعي بعضها لتأييد فكرة سحب الثقة عن المالكي، كما بحث الاوضاع السياسية في العراق والمنطقة.
وأضافت المصادر أن "اللقاء بين المالكي والسيد الصدر أستمر لنصف ساعة فقط، تم الإتفاق خلاله على ضرورة دعم الحكومة برئاسة نوري المالكي، والاصطفاف الى جانبه على المستوى الحكومي والبرلماني.
وأكدت المصادر ذاتها أن اللقاء بين المالكي والصدر "جاء بعد ضغوط ايرانية كبيرة، عبر القيادي في حزب الدعوة، الشيخ عبد الحليم الزهيري، مورست على زعيم التيار من اجل لقاء المالكي الذي اشتكى للايرانيين من الانتقادات التي وجهها اليه السيد الصدر وصفه فيها بانه يعمل على تأجيل الانتخابات والاستئثار بالسلطة".
وكانت "كتلة الأحرار" الممثلة للتيار الصدري في البرلمان العراقي، اعلنت أنه "في حال تم الاتفاق على إيجاد البديل لحكومة المالكي، وكان هناك إجماع وطني على سحب الثقة من حكومته فلا بأس، ونحن ليس لدينا إصرار على بقاء المالكي في السلطة".
وقال القيادي في كتلة الأحرار أمير الكناني في وقت سابق إن كتلته "بانتظار القرار النهائي للتيار في مسألة الدعوة الموجهة من رئيس إقليم كردستان للتيار لحضور الجلسة التشاورية"، مضيفا أن "كتلة الاحرار ترحب بـأي مبادرة يمكن لها حل الأزمة الحالية وتوليد الثقة بين الأطراف".
وتوقع الكناني أن "تكون إستجابة التيار الصدري لهذه الدعوة إيجابية"، معتبراً أنه "في حال تم الاتفاق خلال الجلسة التشاورية على إيجاد البديل لحكومة المالكي، وكان هناك إجماع وطني على سحب الثقة من حكومته فلا بأس، ونحن ليس لدينا إصرار على بقاء المالكي في السلطة".
واستدرك الكناني بالقول "إذا تمت المطالبة بسحب الثقة من حكومة المالكي من دون أن يكون هناك بديل متفق عليه من جميع الأطراف فنحن سنرفض ذلك، حتى لا ندخل في فوضى سياسية".
وكانت الهيئة السياسية للتيار الصدري كشفت، الأسبوع المالضي، عن تلقيها رسالة من رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني لحضور جلسة تشاورية تعقد في أربيل في السابع من أيار المقبل، لحلحلة الأزمة الراهنة في البلاد، فيما أكدت على أهمية استقلالية الهيئات المستقلة وحرصها على حكومة الشراكة الوطنية.
