بعد سبع سنوات من الحكم الفردي الشمولي وبعد أن أطبق الفساد في العراق الآفاق وبعد أن بلغت حدة الانقسامات الطائفية والعرقية والحزبية أوجها وبعد أن أزهقت ارواح الاف العراق بفضل سياسات المالكي الأمنية خرج علينا عضو كتلة التغيير النيابية السيد لطيف مصطفى وفي اعقاب مجزرة الحويجة محذرا من أن المالكي بات يشكل خطرا على العراق !
انه اكتشاف مذهل يستحق عليه وحركته جائزة نوبل للسلام! اذ ان ازاحة الخطر تعني ان يحل السلام في ربوع بلاد ما بين النهرين .ولاندري انحسد السيد مصطفى على عبقريته السياسية ام على تنبؤاته المستقبلية أم على حلوله العملية . فالسيد مصطفى نسي بانه وحركته شركاء في كل الجرائم التي ارتكبها ويرتكبها المالكي وعصابته في العراق. وهم من ساهم في وضع العراق على شفير حرب طائفية طاحنة وهم من تسبب في كل مآسي العراق خلال سنوات حكم المالكي المشؤومة .
اولم يجهض مصطفى وحركته وجلال طالباني وحزبه مشروع حجب الثقة عن الدكتاتور الفاسد المجرم نوري المالكي؟ اولم تحذر القوى الوطنية العراقية وتدق ناقوس الخطر محذرة من ولادة دكتاتورية جديدة في البلاد ؟ اولم يطلق الاستاذ المناضل مسعود البرزاني ندائه محذرا من الانقضاض على العملية الديمقراطية على يد المالكي وعصابته ؟
الا ان حركة التغيير تابى الا ان تتصرف اسيرة لعقدها التاريخية فهي تعارض ولاية اخرى للبرزاني الا انها تعارض اسقاط المالكي ! لقد حذر القادة الوطنيون والكتاب والمثقفون الذين لم يبيعوا اقلامهم بعظم بخس يرميه المالكي لجوقة المطلبين ممن كانوا يقبلون ايدي عدي وابيه ويمجدون الاصبع الذي اعدم به صدام مؤسس حزب الدعوة، لقد حذر هؤلاء مرار وتكرارا من نشوء دكتاتورية جديدة في العراق في ظل هيمنة المالكي وعصابته على كافة مفاصل الدولة العراقية .
غير ان اصحاب المصالح وقصيري النظر وعديمي التجربة السياسية والسذج والجهلة ابوا الا ان يقفوا في صف الدكتاتورية التي عاثت فسادا واجراما في العراق .فالمالكي رجل لاقيمة له ومن صنعه دكتاتورا فهو أنتم من سياسيين واحزاب وكتاب واقلام مأجورة اعتادت على صنع الطواغيت . فانتم مجرمون ايضا وشركاء في كل الجرائم التي حلت في العراق وانتم مسؤولون عن كل قطرة دم أهرقت وستهرق في العراق فداءا لعيون القائد الضرورة الجديد.
واما حسابكم فلدى شعب العراق الواعي والذين ظننتموه جاهلا مغفلا غير انه اثبت انه اوعى منكم ومن مخططاتكم وهاهي نتائج الانتخابات المحلية تظهر وعي هذا الشعب الذي انزل بالمالكي هزيمة منكرة برغم تسخيره للسلطة وكافة مؤسساتها الاقتصادية والاعلامية والعسكرية والقضائية للترويج لحملته الانتخابية الا ان وعي الشعب اسقط مؤامراته.واما انتم فسيسقطكم شعب العراق ايضا وستقفون امام محكمة الشعب والتاريخ التي لن ترحمكم.
مقالات اخرى للكاتب