Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
الحويجة وأخواتها
الجمعة, نيسان 26, 2013
جعفر المظفر

 

في مواجهة كل أزمة عادة ما يتسابق بعض السياسيين لطرح دعوات التهدئة السريعة, وفي مواجهة أزمة الحويجة كان متوقعا أن يجري ذلك السباق بوتيرة أسرع والسبب معروف وهو أن عدد الشهداء الذين ذهبوافي تلك المجزرة اخيرا بات ينذر بإنفجار الأزمة في وجه الجميع.
لا اشك في أن الكثير من دعوات التهدئة هذه إنما تصدر من نوايا حسنة, ومن قلق وخوف مشروع على حياة العراقيين, ومن أجل بقاء وطنهم موحدا وسالما من الكوارث التي تتعرض لها المنطقة, وخاصة تلك المتوقعة أن تعبر إلينا من الأراضي السورية. غير أن دعوات التهدئة هذه,إن لم تقدم في نفس الوقت حلولا مجدية للأزمة, فهي لن تتعدى سوى محاولات لتسويف الموقف, أو هي تأتي تعبيرا عن عجز كامل عن تقديم الحل المطلوب,أو عن قصد مبيت لجعل تلك الأزمة مستمرة لغرض إستعمالها لصياغة نظام عراقي جديد يتخطى الكثير من اساسيات وقوى العملية السياسية التي سبقته, وهذا ما يسعى إليه المالكي بالذات, أو لغرض تعويم الساحة العراقية في الساحة السورية وجعل الساحتين ساحة واحدة وذلك نتيجة لتصاعد المواجهات الإقليمية وطغيان الإقليمي على الوطني الذي تعمل بموجبه أحزاب الإسلام السياسي بنسختيها الشيعية والسنية.
في ندوة تلفزيونية جمعتني مع شخصين آخرين بشأن أحداث الحويجة سألني مقدم البرنامج فيما إذا كنت متفائلا بالوصول إلى حل مجدي للمواجهة الحالية في العراق. وبينما أكد الضيفان الآخران على تفاؤلهما بإمكانية الوصول إلى حل للأزمة الحالية, إلا إنني لم أوافقهما الرأي وأعلنت دون تردد عن تشاؤمي من القادم الذي قد يكون أعظما. وأعترف بأن موقف الضيفين الكريمين كان قد أثار لدي قلق من دور يمارسه الإعلام في إتجاهات سلبية, فالتفاؤل في غير وقته وفي غير محله هو يعبر, أما عن خلل في الرؤيا وعجز عن التقدير الصائب, أو عن مجاملات ليس فيها الحرص الكافي على حياة العراقيين. إن إعلان التشاؤم في موقف كهذا لا ينطلق من رؤء سوداوية قاتمة, ولا يعبر عن حالة إحباط وخيبة ويأس من الوصول إلى حل مجدي, وإنما هو على العكس من ذلك ينطلق من تقدير صائب لعمق الأزمة, ولا يتعامل معها على السطح فقط, مثلما ينطلق أيضا من دعوات صريحة للتعامل مع اساسيات وجذور الأزمة من أجل الوصول إلى حل مبدئي من شأنه ان يقتلع الأزمة من جذورها ويمنعها من أن تلد أزمات اخرى. إن عشرة سنوات من الأزمات المتكررة إنما يؤكد على أن رحم الأزمات في العراق خصبا وولادا. هذا يعني أن العلة الاساسية ليست في المولود, أي في هذه الأزمة او تلك, وإنما هي في الرحم. وإذا كانت معالجة المولود هي مسالة مهمة, غير ان الأكثر أهمية منها هي معالجة الرحم الذي ينتج ذلك الكم من الولادات المشوهة, وإذا إستمرت الحالة مع وجود رحم كهذا فإن العراق برمته سوف يتحول إلى مأوى للمعوقين.
إن التظاهرات التي مازالت مستمرة منذ أربعة اشهر, وعدم القدرة على حلها, تعبر بشكل أكيد عن تفارق كبير في الرؤى وعن تناقض أكيد في المشاريع على كل جهة, ولو لم يكن هناك تناقض يتجاوز التفاصيل إلى المبادئ, والجزئيات إلى القضايا الكلية, لما ظلت الأزمة تدور في ساحتها ولما عجز النظام عن تقديم حل لها. فإذا ما أضيف إليها الهروب من مجابهة المشكلة الأساسية, والنحو بإتجاه إسقاط هذا العجز على وجود مفترض أو صغير للقاعدة والتكفيريين فلسوف يجعلنا ذلك نعتقد بأن النظام إنما يريد لهذه الأزمة أن تستمر, أما لأنه يؤمن بأن مصير المتظاهرين هو أن يذهبوا إلى دورهم بالنهاية, أو لأنه بات يعتقد ان الإستجابة لمطاليب المتظاهرين تعني إنتصارهم عليه الأمر الذي يفتح أبواب التراجعات التي تنال من صورة الرجل القوي الذي يحاول المالكي وأنصاره أن يتقدم به للناس.
وربما يكون الدافع على مستوى أخطر من ذلك بكثير, إذ ليس من الصواب مطلقا أن يتم البحث في الأزمات العراقية المتلاحقة بعيدا عن قصة الرحم المريض تلك, اي كون النظام نفسه هو نظام أزمات وليس نظام حلول, كما وليس من الصواب أن يجري تجريد هذه الأزمات من أية روابط إقليمية. وتأثير هذه الروابط الأقليمية لا شك كان تأسس على فكر إسلاموي وهابي تكفيري يلقى الدعم الأكيد من دول كقطر والسعودية, وعلى فكرإسلاموي طائفي تقوده إيران وتتمثله أحزاب شيعية معروفة , أما العراق فقد صادر مصدر ضعفه الحقيقي يتلخص في طغيان الساحة الإقليمية على الساحة الوطنية, بل وحتى في غياب أو تغييب أو معاداة البرنامج الوطني, الذي لا يمكن للدولة العراقية أن تتأسس بدونه, أو للوطن العراقي ان يستمر بغيابه.
قد يكون بالإمكان وقف التدهور الذي تصاعد في الحويجة, لكن ذلك سيكون بصورة وقتية, أما الأزمة فستلد أخرى, وما لم ننتقل من معالجة الخلل على مستوى التفاصيل إلى الخلل على مستوى المبادئ الذي يتلخص في غياب البرنامج الوطني وسيادة الإقليمي على الوطني ووضع الثاني في خدمة الأول, فإن معالجة كهذه ستكون أشبه بمعالجة مريض يشكو من صداع مزمن بواسطة الإسبرين بدلا من التعامل مع سبب ذلك الصداع المزمن الذي قد يكون ورما في الدماغ .

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.37971
Total : 101