بَلادة الطائفيين باتت مقرفة ومقززة.. ولم يعد هناك من ينتابه الحرج من اجل فضائح الطائفي… خصوصا على الفضائيات.. ولا غرابة في هذا الغباء والبلادة.. فالغباء هو الذي املى عليه ان يستعمل الدين والطائفة وطقوس التدين أوعية وملاقط ومغارف ومساحي ومجارف من اجل الوصول للمناصب والثروات.
ويظن، حتى مع نفسه، انه انما يتقرب ويرضي السماء، ولا يخطر له ان الاسلام دين معجزته عقلية متمثلة بالقرآن الكريم ومهمة المسلم ان يطرح ويوضح دينه للناس والناس احرار بعدها… ليؤمنوا أو يكفروا.. والأكيد انه لا متعصب سويا، ولا طائفي ذكيا… وقد يحمل اعلى المؤهلات العلمية واغزر التجارب الاجتماعية وليدور كل العالم فانه سيكشف عن محدوديته وبلاهته في اصغر واقرب فرصة… وقد استدركنا وتلافينا ذكر الوقائع والشواهد والامثلة لشخصيات ليست عادية بدت وكأن ما اضمرته قلوبها ظهر في فلتات ألسنتها وصفحات وجوهها.. بينما الامر كان على نحو آخر، ولا يدرون انهم هدموا ونسفوا وقالوا بالكبائر… وأن ما كان مضمرا من كراهية وتعصب طائفي هو ألغام فناء ودمار… وبغباء لم يفطن ولم ينتبه لحجم الشناعة… والحق.. فإنه بذلك ينسجم وعاهته الطائفية… ومما يعزز اليقين ببؤس وهزال شخصية الطائفي بنموذجه السياسي هو ضآلة شخصيته وضيق قلبه وعجزه حتى عن التظاهر بأخلاق الكرام الاقوياء الذي يصفحون ويسامحون عند اقتدارهم، على العكس يبتكرون الاسباب للانتقام والكراهية، والمفارقة ان الاعداء مصنوعون ومن ابتكار صغار النفوس والمذعورين من كل من يراهم… وقد شاعت القناعة الشعبية بعدم جدوى محاججة ومناقشة الطائفي بطرازه البارز في العراق.. فالرعاع لا يصلحون للمناقشة والحوار ومن شأن ارجحيتهم ان تشيع الفوضى والخراب ومختلف ضروب الفساد… فهم قائمون على تزوير الايمان بالله ومسخه.. وانهم من الغباء فلا يدركون ان من يمتلئ قلبه بنور الله يتمنى الخير لكل البشر ولا يعرف الكراهية.. ولا يلوث هذا النور بوسخ الدنيا ومنافعها المدنسة…و.. بكلمة واحدة فإن الطائفي في الاسلام خلاصة شخصية محدودة وسقيمة وتكشف عن اسرارها ومكنوناتها من دون ان تقصد وتدري، فكان ان تشكلت اكبر مهزلة باكية في العراق من هؤلاء الطائفيين من سياسيي الصدفة…. وفرصة اخرى لهؤلاء ستطوح بالعراق الى صدارة اهتمام البشرية تتحدث عن فعل الاغبياء والجهلة من المتهافتين على الكراسي والمغانم والانتقام وكيف حولوا أول بلد حضارات وأجمل العوائل الكبرى الى محيط موبوء بالخراب والكراهية..
مقالات اخرى للكاتب