تعود علاقة الاعلام بالمجتمع مع التكوينات الاولى له كاداة اساسية للتثقيف والتوعية وتبادل المعلومات والاطلاع على مجريات الاحداث المختلفة والتعرف على طبيعة نمط حركة المجتمعات الاخرى ، حيث يعتبر فضاء الاعلام شاسعاً تتحرك فيه جميع مفردات اهتمامات الانسان على ارض المعمورة ، ومن المحال حصر وظيفته بتوصيفات محددة لا تتوافق مع افاقه المفتوحة لتتسع وتزداد باضطراد مع التقدم العلمي والتقني الذي شهده العالم ، وان خاصية التجدد من المميزات المهمة لحركته في استيعاب المتغيرات والاحداث المتسارعة على الساحة الدولية وتسليط الضوء على تأثيراتها المباشرة على نظام نمط تفكير المتلقي الذي بدوره يرسم ملامح المجتمع الممثل له ، لذا ان الوظائف المفتوحة لرسائل الاعلام للمجتمع تمنحه الدور الخطير بالاتجاهين الايجابي او السلبي ، اي بعبارة اخرى يكون قوة دافعة للبناء والحث على النهوض والتقدم واللحمة والتاخي والتفاهم والحماية من الافكار المسمومة واغراضها المشبوهة باثارة الفتن والنعرات العصبية لخلق الانقسامات والصراعات وتفكيك الاواصر المجتمعية لاهداف سياسية عدائية بالتزوير والدعاية الرخيصة والتضليل وخرق واضح للقيم والاعراف والتقاليد الاساسية للمجتمع ومحاولة تسويفها وتهميشها ، واليوم ليس من الصعب رصد مثل تلك الوسائل الاعلامية المغرضة وفحوى رسائلها وتلمس غايتها في تقويض اركان المجتمع وزعزعة استقراره وشق وحدة صفه حيث يكون الاعلام واسطة العدوى في نقل اهداف الغزو الثقافي والفكري المعادي ليرسم وفق توجهاته معالم هوية المجتمع لتتوافق مع مخططاته والنوايا المبيتة من يتحكم بتوجيه تلك الوسائل و وجهات ميولها .