قلتُ مرة، في مقال سابق ان في العراق خبراء في ( خلق ) المشاكل، وفي حشر المواطن في حقل ( الدوران ) بحيث اصبح بلا وعي في تسيير اموره الحياتية .. وآخر حلقة في ( منجم ) خلق المشاكل، هو الحديث الذي يدور الآن بشأن نقل صلاحيات الوزارات الى المحافظات !
وبغض النظر عن صحة قرار نقل الصلاحيات ام لا، لكن ان يجري في هذا الظرف العصيب الذي يمر به الوطن من ضائقة مالية شاملة، وما يقوم به المقاتلون من جهد في تحرير اراضي العراق من دنس من يريد الشر به، اجده لا يصب في مصلحة المواطن الذي يهمه توفير لقمة عيش متواضعة لعائلته، بغض النظر عن السجالات التي نلاحظها حاليا في الاعلام المرئي والمقروء !
هل انتبهت الحكومة ، ان المفتاح الرئيس للقرار الحكيم هو النتائج، وإن أي قرار تتخذه له نتائج على حياة المواطن، المثقل اصلا بحجم هائل من الضغوطات المعيشية والمعاشية … ففي ظل التصريحات الضبابية الحالية، بات الموظف في الوزارة (س) مثلا في حيرة من امره : من اين يأخذ التعليمات الادارية، من الوزارة الذي هو موظف فيها ، او من المحافظ حيث محل عمله، لاسيما بعد انباء ( نقل الصلاحيات ) ؟ وانعكس الامر ذاته على المواطن، ففي حالة مراجعته لأمر ما : هل يذهب الى الدائرة التي تتعامل مع قضيته في محافظته، ام عليه مراجعة جهة اعلى هي الوزارة المعنية .. وهلم جرا !
إن اتخاذ القرارات جزء كبير و مهم من حياتنا، لكن القدرة على اتخاذ القرار الصحيح ، هو من أهم المهارات التي يجب على أي فرد تعلمها، فهناك من يتخذ القرار بناء على نصيحة من ( بعض من المحيطين به ) أو ما سمعه مما حدث في بلد آخر، ناسيا ان القرار الحكيم يجب اتخاذه بناء على الإجابات الصادقة والواضحة التي يحصل عليها نتيجة لأسئلة صحيحة ودقيقة، فبدون المعلومات الصحيحة لن نستطيع اتخاذ القرار الحكيم، وإذا لم نسأل الأسئلة الصحيحة لن نحصل على المعلومات الصحيحة التي نحتاجها..!
لمن في أياديهم امر العراق، اقول : من الأفضل أن نحيا من اجل المواطن، ونضحي من أجل راحته النفسية، فذلك خير من أن نصبح سجناء جميع الأيام من أجل مواقع زائلة !.. فلا تتسرعوا رجاءً …. أسالوا ، اجمعوا المعلومات ، تعرفوا على الخبرات السابقة .. ادرسوا كل ذلك حتى تتخذوا القرار الصحيح… وتذكروا ان المواطن لم يعد (يتحمل) مزاجية قرارات .. لا تطبقها هذه الوزارة او تلك، وترفضها هذه المحافظة او تلك !!
مقالات اخرى للكاتب
