البصرة – أستمر أهالي محافظة بالخروج يوميا في تظاهرات ليلية أحتجاجية على تردي تجهيز الطاقة الكهربائية، وتطورت خلال اليومين الماضيين لتشمل مناطق أخرى من المحافظات وتكون شاملة أكثر.
وهدد المتظاهرون بتظاهرات جديدة أشد عنفا من تلك التي نظموها خلال اليومين الماضيين احتجاجا على نقص الخدمات الأساسية وخاصة انقطاع الطاقة الكهربائية لمدة 20 ساعة يوميا مع ارتفاع درجات الحرارة إلى 56 درجة مئوية، حيث يؤكد المواطنون الذين هاجموا مقرات المؤسسات الخدمية قبل أن تتصدى لهم الشرطة أنهم سيعاودون التظاهر خلال أيام، ولكن بشكل أكثر عنفا، كما سيقومون بقطع الإمدادات النفطية وحرق أنابيبها.
وأشار النائب جواد البزوني من جهته إلى أن تخصيصات البصرة وثروتها النفطية ومواردها الأخرى تؤهلها لأن تكون المحافظة الاولى في العراق وهو ما يشجع على إعلانها عاصمة العراق الإقتصادية.
وتلا النائب البزوني بالاشتراك مع مجموعة من النواب خلال جلسة مجلس النواب بيانا بشأن الأوضاع في البصرة تناول فيه انقطاع الطاقة الكهربائية عن المدينة مما أدى إلى خروج تظاهرات داعيا إلى إطلاق سراح المعتقلين وإعطاء البصرة استحقاقاتها محذرا الأجهزة الأمنية من إطلاق النار على المتظاهرين.
ووجه رئيس المجلس أسامة النجيفي لجنة الأمن والطاقة في المجلس لمتابعة واقع الطاقة الكهربائية هناك، مؤكدا على حق التظاهر السلمي للمواطنين والعمل على ايجاد حلول لمشاكل المحافظة.
المواطنون في محافظة البصرة والاقضية المحيطة بها تظاهروا الأربعاء بشكل عنيف رافقه أضرام النار في اطارات العربات وقذف دائرة توزيع الكهرباء بالحجارة بسبب تزايد ساعات قطع الكهرباء لمستوى اصبح العيش فيه اشبه بالمستحيل لاسيما وأن الحرارة قد ارتفعت الى 56 درجة مئوية خلال النهار.
وأكد مواطنون في البصرة أن هذه التظاهرات هي إنذار للمسؤولين عن قطاع الكهرباء حيث ستشهد المحافظة خلال الايام المقبلة تظاهرات صاخبة هي الاعنف منذ عام 2003. وقال عبدالله فيصل الذي شارك في تظاهرة ليلة الكهرباء: إن الكهرباء كانت قبل شهر رمضان أفضل مما هي عليه الآن إلا أنه في كلتا الحالتين لم تكن الكهرباء بصورة تسر المواطن.
وطالب الحكومة بالإسراع بوضع حل لهذه الظاهرة التي ما زال المواطن يدفع ثمنها من راحته وعائلته رغم مرور أكثر من تسع سنوات على سقوط النظام السابق. وأضاف أن التيار الكهربائي يصل الى المنازل بواقع ساعة مقابل خمس ساعات من الانقطاع موضحا أنه حتى هذه الساعة يتخللها انقطاع للتيار كل خمس دقائق.
ويقول أحمد كاظم من منطقة الموفقية في محافظة البصرة إن التيار الكهربائي أصبح يشبه إشارة المرور بانقطاعاته المستمرة، مؤكدا أن الشعب بات أكثر وعيا لحقوقه التي يجب أن تضمن له العيش الكريم وهذا ما ستحققه التظاهرات.
وفيما قال مدير الإعلام والعلاقات في مديرية توزيع كهرباء الجنوب أحمد العاشور إن سبب تدهور خدمة الكهرباء يعود الى عطل في الشبكة الكهربائية، مؤكدا أنه تم الوقوف على العطل ويجري إصلاحه وستشهد البصرة تحسنا في وضع الكهرباء خلال الايام المقبلة، كذب المواطنون هذه الوعود قائلين إن الكهرباء اليوم هي أسوأ مما كانت عليه سابقًا.
أما المواطن أمجد عودة من منطقة الجمهورية فقد أوضح أن المنازل في المنطقة لا تتجاوز مساحتها الـ 105 أمتار ولا تضم حدائق منزلية مما يجعل المعيشة فيها صعبة جدا مع ارتفاع درجة الحرارة إلى أكثر من 52 درجة مئوية وانقطاع الكهرباء لاكثر من 20 ساعة.
وأكد عودة أن أهالي المنطقة بلغ بهم الامر الى الخروج بعد انقطاع الكهرباء الى التظاهر ليومين كاملين وتابع: "لكن الشرطة استطاعت اسكاتنا بالقوة"، متوعدا بالعودة الى التظاهر "إن لم يفوا بوعودهم"، قائلاً "سنلقنهم دروسا".
واتهم محافظ البصرة خلف عبد الصمد خلف، جهات وصفها "بالخفية" بالوقوف وراء مشكلة تردي الكهرباء في المحافظة، مطالبا وزير الكهرباء بإقالة مدير عام نقل الطاقة الكهربائية في المنطقة الجنوبية، نتيجة التلكؤ الحاصل في تجهيز التيار الكهربائي للمحافظة.
وقال المحافظ خلال زيارة لمواقع العمل في عدد من المحطات الكهربائية في البصرة إن "ما يحدث من انقطاعات مستمرة ومتواصلة للتيار الكهربائي في البصرة سببه حدوث ثلاثة اعطال في محطات كهربائية في البصرة حسب ما أخبرني المسؤولين عن هذا القطاع". مشددا على أن "هذه الأعطال برأيي كانت بفعل فاعل ولا يمكن ان تحدث لوحدها، وهناك جهات خفية تقف وراءها".
وأوضح عبد الصمد أنه طالب "وزير الكهرباء عبد الكريم عفتان، في اتصال هاتفي بإقالة مدير عام نقل الطاقة الكهربائية في المنطقة الجنوبية، نتيجة التلكؤ الحاصل في تجهيز التيار الكهربائي للمحافظة، وعدم قدرته على القيام بعمله بالشكل الصحيح".
وفي السياق هدد قضاء الفاو الذي يضم أكبر وأكثر حقول البلاد النفطية، بقطع الامدادات النفطية عن طريق السيطرة على الانابيب في القضاء بسبب تردي واقع الكهرباء وارتفاع درجات الحرارة والرطوبة وقلة المياه الصالحة للشرب.
وصرح قائمقام قضاء الفاو وليد الشريفي أن انقطاع الكهرباء لأكثر من 20 ساعة وارتفاع درجات الحرارة لما يقارب الـ 56 درجة مئوية اضافة الى ارتفاع نسبة الرطوبة الى 95% سبب دخول الكثير من الاهالي الى مشفى الفاو العام.
وقال: "هناك انباء تتناقل بين ابناء القضاء عن التهيؤ للخروج في تظاهرات واحتجاجات ضد انقطاع التيار الكهربائي المستمر وغياب الاهتمام الحكومي بالسكان". وأوضح أن المواطنين يهددون بقطع امدادات الانابيب النفطية وحرقها اذا لم تستجب الحكومة لمطالبهم قائلين: "ما الفائدة من تصديرنا للنفط إن لم نحيا بشكل لائق؟".
وكانت محافظة البصرة خرجت في تظاهرات شعبية في عام 2010 ضد النقص الكبير في تجهيز الطاقة الكهربائية، كانت الشرارة الأولى لثورة الكهرباء شملت أكثر المحافظات العراقية وتعاملت الحكومة معها بالكثير من العنف والقتل والإعتقالات.