الفساد في العراق مستشري بشكل فضيع وفي كل مفاصل الدولة حتى داخل المؤسسة الدينية والإرباك والقلق والإحباط يحيط المجتمع من كل جوانبه...المؤسسة التعليمية هي سفينة داخل هذا الموج المتلاطم من الفساد والدمار وهي تتأثر به أكيدا كما أنها تؤثر به,, لذلك فأن امتحانات الوقف الشيعي ليست وحدها من يدمر البلد الذي يحتضر منذ أعوام وينازع فلا هو ميت ولا هو حي وقد سلط الله عليه من ذبحه على فراشه وأمام أبناءه وبأيديهم أحيانا بذرائع شتى ,,البلد الآن يحتضر والسرطان منتشر في كل جسده ويقتله بهدوء وباستمرارية بعد ان انتشر الفساد في المشاريع والعمران بشكل ذريع تحول الى جانب العلم والدراسة تلك الدراسة ذات المناهج القديمة والتي ينقصها كل شيء حيث لا مختبرات متطورة ولا مقاعد معتد بها و لا معلمين أكفاء إضافة إلى الطرق التلقينية التي يتلقاها الطلبة في طريقة التدريس والتي تفتقر إلى إثارة الذهن وتحريكه لكي يتأثر ويؤثر بالمنهج التعليمي بل يكتفي الطالب في ترديد ما يسمعه من المعلم دون ان يعي كيف ولماذا ..وبعد ان تصاعدت الدعوات لإعادة النظر بهذا المناهج وبطريقة التدريس جاء الجواب مغايرا تماما لكل تلك الصرخات والصيحات حيث انبرى هذه المرة الوقف الشيعي والوقف السني بوضع طريقة ومنهج جديد لكل من فاتته فرصة الدراسة حيث بإمكانه بضغطة زر واحدة ان يقفز من الثالث الى السادس وبعدها يقفز بالمباشر الى الكلية ويكون مجموع ما قرأه وتعلمه هو ثلاث صفحات عن كيفية الوضوء وطريقة الآذان ..ليخرج لنا بعد أربع سنوات جيل جديد ممنهج ومتعلم!! والمستفيد الأكبر من هذه الامتحانات هم الطبقة السياسية الذين لم يحصلوا على أي شهادة تذكر وبالتالي فهم حصلوا بالمجان على شهادات تؤهلهم للدخول الى الكليات التي تتبع للوقف الشيعي ..الكليات الهجينة التي جاءت من اجل السياسيين وليس من اجل الرقي بالبلد ..نضيف إلى ذلك شهادات بالمئات تم الحصول عليها من السفارة الإيرانية والوصول بها إلى البرلمان.....إضافة إلى شهادات الماجستير والدكتوراه من لبنان وروسيا وأوكرانيا,,كيف لأمة ان تنهض وهي لا تعير للعلم أي أهمية تذكر حيث الامتحانات ثلاثة ادوار وإذا اقتضت الضرورة أربعة ادوار إذا كان هذا هو حال الدراسة في البلد فماذا ننتظر من المفاصل الأخرى فمن يغذي الفروع الأخرى غير الدراسة ومن ينتج لنا الاقتصادي والمهندس والطبيب والمحاسب والمعلم والمدرس ..لقد استطاع الوقفان ان يطعنا التعليم والدراسة بطعنة نجلاء وان يصرعاه ويقضيا عليه تماما ..هنيئا للعراق إستراتيجية التخطيط وهنيئا له العمق والوضوح وهنيئا له بالوقفين الشيعي والسني اللذين وضعا له منهج جديد في العلم يعتمد التكنولوجيا في الغش والمساعدة من باب ((مجهول المالك)) وان الغش جائز الا في الطب كما يقول البعض ,,هنيئا لكم قتل البلد وتمزيقه فمن الإرهاب والفساد إلى التربية والتعليم.. يا امة ضحكت من جهلها الأمم.. هل نهضت البلدان الأخرى من تلقاء نفسها ام من خلال عقول أبنائها الذين احترموا العلم وعرفوا قدره وعرفوا ان الثروة الحقيقية هي في الموارد البشرية وتنمية قدراتها من خلال المناهج الرصينة والأساتذة الأكفاء وتوفير كافة مستلزمات العلم والدراسة وإعطاءه الأولوية على كل المفاصل الأخرى في كافة المجالات,, فاليابان ليس لديها نفط العراق ولكن لديها منهج علمي متطور كما هي البلدان المتطورة الأخرى.
مقالات اخرى للكاتب