دأب المكتب الإعلامي لرئاسة الوزراء  على انتقاء صور غير حقيقية لاتعبر عن الاجواء السائدة في البصرة  وغيرها عند حضور اي مسؤول رئاسي من بغداد لقراءة كف الحزن البصراوية ..بحثا عن المستقبل السعيد لفيحاءة العراق ..التي تنام على بحر من النفط ولاترى الكهرباء .. لهذا يضعون الورد الجميل ..لتلطيف الأجواء الساخنة في البصرة وارتفاع درجات الحارة المقاربة للســــتين ..؟

 وإمعانا في وضع مناخات  مغاير لواقع الحال ولاتبشر بخير .. يصورون الامر لنا  عبر صور مؤلمة مثل هذه  الصور الوردية التي لن تخدعنا حتى اشواكها لنقول له عفية دولة الرئيس انت تتابع شعبك في الشمال والجنوب وحتى الخالدية التي يحيط بها الاعداء من كل جانب ..

  وهذه الصور هي تمويهية  ودلالات عن الابتعاد عن الهدف المنشود للمادة الإعلامية وانشطة  الرئيس العبادي وحزمه غير المحزمة بالله و التي كثرت هذه الأيام وبدون طائل…. وواحدة منها هي هذه الصورة التي يتحلق فيها رئيس الوزراء وصحبه مع من اجتمع بهم في البصرة المنكوبة بُقمل الفسادْ في بغداد ..معتقدا انه سيستمع منهم الى السبب الحقيقي لواقع الحال .. واكيد سيقولون له عند عيناك سيدي ..!! والسؤال هو لماذا ترفل البصرة بعز غدر الجريمة المنظمة وسرقة النفط والكهرباء ..وبغداد يمرح بها اللصوص..

 أقول لسيادته .. لانك في بغداد لن تستطع ان تضع حلا ناجزا ولهذا لا ينتظر منك اهل البصرة  المنكوبة ان تجد لهم حلا وكذا الموصل ..عدو العراقيين جميعا موجود في على مقربة منك وحواليك ومجرى الدم منك في الخضراء ..ولانك في بغداد .. لم تضع حلا جذريا فكيف  تذهب للبصرة تداري خواطرها وهي الارض التي تفجرت منها الانتفاضة باحثا عن ما يطمأنها ويُكسرَ عليها مآتمها ..وما عانته.

 لا تسكتها فقد شقت عصا الطاعة على الفاسدين الرابضين من حولك والى جنبك .. وعلى مبعدة منك تحت واجهات سياسية .. فجميعها بيوت للداء ..وقل لي … ماذا فعلت  هل اطفأت نيران الفتنة ووضعت القيود في ايدي الفاسدين في بغداد ..هل اوقفت الفارين من الفرار وهم احرار يمسحون حزمك ….الإصلاحية وانعكاساتها.. التي هي ليست اكثر من ترقيعات ..والشك جبير كما يقول عزيز علي ..وهي مجرد سراب  يغشي ابصارنا للحظات قبل ان نكتشف ان هناك من يمسحها يعني بالسوقي ..: انت  ترفع والنعلبند يكبس .. او انت اتخيط والنعلبن ليفتك ..!! وكبر الشك…والله الساتر.

 وهكذا هو حال البصرة .. لن يخدعها اجتماعا تعطره الورود تلك التي يمكن ان يشترى  بثمنها زادا  للجائعين و كان عليك ان ترفض الجلوس من حولها ليس لانها برتوكول  تتصنعه دائرة المراسيم ليشترى ورد من فلان .. .. بل لانه نفاق سياسي يعتمده ساسة التخدير بالورد  والوعود … والخناجر جاهزة لتقطيع الاوصال عند اول التفاتة..هولاء هم عناوين الغدر ..فاحذر الغادرين..وورودهم ..

 وان المشي على اشواكهم  تحسبا من الاخطار لهو افضل من السير محفوفا باورادهم .. وعند مهالك النار..لكي تعرف كم يعاني اهل البصرة  اهل الطيبة والعشائر العربية ومدينة الحرف ..فيحاء ة العراق ومدينة العلم واقدم المدن العربية ..ومنفذ العراق على أعالي البحار ومطمح دول الجوار التي تسرق نفطها ليل نهار…. البصرة بصرتنه ..كيف تعيش وتموت يوميا الف مرة وتنتهك اعراضها وكراماتها ومدنها وجامعاتها ..يا تتار..

 اما هذا السراب الوردي  فسرعان ما يضيع عند اقترابنا منه لأن واقع الحال وبؤس البصرة من بؤس بغداد وكذا الحال الموصل وغيرها وتاكد ..انه كلما ضعفت بغداد سيتفكك الوطن فدافع عن بيتك حتى يجد الاخرون معينا لهم في الدفاع عن افلاك الوطن السائبة ..ضبط امورك في بغداد واسقط دولة الظلم   ستعود لك البصرة والموصل الى افلاكها بدورا حول قمر بغداد.

انني اراك تتخبط فانت تزيدنا حزنا لأنك لاتقاتل في الموقع المطلوب  فيه القتال  . وانما تذهب او اوهمت بانك لو ذهبت للبصرة ستتوقف تظاهراتها التي فجرت الثورة على الظالمين . بغداد  ينتشر فيها  الداء وفيها مقتل الاعداء  الالداء .. اعداء الوطن اعداء الشعب اعداء الاستقرار .. والانسانية ..أعداء البصرة واعداء الموصل ..وكل مدن العراق وأهلها ..عالجهم بها تسلم كل أبواب الدار..

ونصيحتي لك هي :أينما  ترى وردا وضع لك في قاعة مثل هذه اعدت خصيصا  انما هو تغطية وابعادا للانظار ،فلا تشم رائحة الورد  وابحث عن رائحة الجريمة .. البصرة وغيرها من مدن العراق انتشر اليها سرطان الفساد ..لهذا اقول لك اضرب راس الفتنة وثعابينها والمحمود النعلبند  دوائه عندك…..لان كل ما نشهده منك من ممارسات اصلاحية هي ليست الا ذرا بالرماد في اعين الشعب التي لن تخيفها او تسكتها مجرد اصلاحات هامشية  او تعمي ابصارها وانوفها اشكالا وردية.

انت  يا دكتور ..تذكرني بماري انطوانيت حينما جاع الشعب وهو يطالب بالخبز وكاد يصل الى اسوار قصر فرساي قالت لاتباعها اعطوهم الكيك ..  لافرق بين الكيك والورد .. راجع حزم قراراتك ومن يؤخرها ويسوفها ويخرجها عن اطارها ..لكي لاتبقى حزمك لا تتعدى ورق  تقرير لجـــــــــــنة الموصل.

 أبحث عنهم ولا تاخذك بهم رافة وان بقيت تشم الورد فانه لن تطيق بعد الان ان تتلمس جروحا ومساقط حروف الم وشلالات دم جرت في مدن العراق وبغداد ..انهض من سباتك وليلك وحاربهم في الخضراء واطراف بغداد في الجادرية والكرادة وكل حاضرة هدموها وحولوها الى اطلال وســـــــرقوا كحل العين من عيون شعبها الذي يبكي دما على ما فات من ذكريات ..لو فعلتها سيصفو لك قلب الشعب.

وحقه ملا عبود الكرخي ..ابو فلان من كال تره الراس فاسد بس اريد اتاكد  من الريحة وصلت للذيل .. .. واشلون ذيل ..وطولوك يا ليل.