في حوار بين القارئ وغاندي نقرأ

القارئ: هل بوسعك ان تفسر لي كلمة (مومس) في السياسة؟

غاندي: ان ذلك يعني عدم وجود رئيس حقيقي، بل تحت ادارات مختلفة لايقود بحزم فيهب نفسه لهؤلاء و اولئك، اما الاخرون فمشغولون بسلطتهم اكثر من انشغالهم بمصلحة البرلمان وخيره، اذ يركز كل واحد قدرته على نجاح حزبه ولايهمه ان يعرف هل البرلمان يعمل كما ينبغي ام لا.ذكرني ماقرأته في هذا الحوار بما يجري على ارض الواقع في العراق، فالعراق الغني في ثرواته يحاول (اولو الامر) من السياسيين الجدد من كل الاتجاهات والاحزاب ان يأخذوا (حصتهم) من ثروته وتراثه محاولين تقاسمها، لكن كل واحد يخشى سطوة الاخر وتربصه للانقضاض عليه كي يحصل على حصته من (أرومة الاحتلال) ثم ينقض عليه ليخلو له الميدان، كما حصل في الدوره الثالثه لانتخابات مجلس النواب العراقي الاخيره عام (2014) فكل طرف يخشى سطوة الاخر، وكل طرف يتربص بالطرف الاخر للايقاع به بشتى الوسائل غير الشريفه، والشائعات والاقوال غير الصحيحه.. فلماذا هذا الصراع اليوم بحجة الاصلاح ومحاربة الفساد واعادة البناء، ومحاربة داعش والقضاء على الارهاب .نتسائل اليوم وبعد مضي اكثر من سنتين على انتفاضة الشعب التي ابتدأت في 7/اب/2015 والتي نادت بالاصلاح والقضاء على الفساد ومحاسبة الفاسدين.. فأين الاصلاح وبرامجه؟ واين الفاسدين الذين تمت محاسبتهم ومن هم وماهو البناء المنجز؟

لقد اضاعت الحكومه كل فرص للاصلاح ووقع رئيس الوزراء تحت ضغوط رؤساء الاحزاب والكتل واصبحت البلاد تعاني من عدم وجود رئيس حقيقي يقود بحزم وتعددت مراكز القوى، فهو تاره مع الاصلاح والتحرر من نظام المحاصصه وتاره اخرى يذهب الى رؤساء الكتل والاحزاب لغرض حصوله على تأييدهم وتنفيذ رغباتهم في نظام المحاصصه واخيراً استعاد التحالف الوطني (الشيعي) انفاسه بعد ان رفض من قبل الشارع واثيرت شبهات الفساد على الكثير من عناصره اصحاب اللجان الاقتصاديه. جاء التحالف برئيس جديد واعلن انه سيعمل على مؤسسة التحالف، ليكون داعماً للحكومه في عملية الاصلاح ولاندري اصلاح من ومن هو الفاسد، وهكذا خلطت الاوراق وضاعت كل فرص الاصلاح والتغيير في العمليه السياسيه، وبالتأكيد سيندفع الطرف الاخر (سنه السلطه) الى التمترس في تحالف طائفي مذهبي مقابل تحالف (شيعه السلطه)، فكل ما يجري هو تدوير للنفايات سواء كان ذلك في الحكومه او ضمن الكتل والاحزاب السياسيه فالكل متمسك بنظام (المحاصصه) الطائفيه والمذهبيه المقيته التي اوصلت البلاد الى حاله من الانقسامات والتشذرم و التي ستجر البلاد الى الهاويه.. افلا يشعر ابناء العراق المتنازعون على (كرسي الحلاق ) بالمسؤوليه الوطنيه ان نزاعهم هذا وضع البلاد على شفا حفره من النار. فلماذا لاندعو ونعمل على تطهير العراق من المفاسد الادارية والمالية والاجتماعية والتسلطية، وذلك ببناء الانسان العراقي (الرسمي) ذاتياً وتطهيره من كل تلك المفاسد اولاً وتطوير بناء الانسان الشعبي المظلوم بالاساليب العلميه لتطوير التربيه والتعليم والخدمات العامه والخاصه وتطمينه نفسياً بالقضاء على البطاله وانتعاش الاقتصاد والاسعار وتوفير الامن بالاستقرار واعادة الثقه بينه وبين مؤسسات الدوله ثانياً.عند ذلك نقول (لاْرومات الاحتلال) كفاكم الاعتماد على المتبرعين والمتطوعين والمانحين لكي نبني العراق بالانسان العراقي وبثروة الوطن و نقول لاولي الامر منا كفاكم فساداً ووعوداً لاننا نخشى امتلاء القلب وفيض اللسان .