العراق تايمز ــ كتب جمعة عبداللة: اقدم احد الوزراء في امريكا مؤخرا , على الانتحار بسبب اتهامه من الاعلام بالفساد المالي , لذا عقد مؤتمر صحفي في مجلس الشيوخ امام وسائل الاعلام , وقدم كل الوثائق المطلوبة , والتي تؤكد على براءته من التهمة , لكنه صرح بعدما قدم البراهين التي تثبت براءته , بانه صرح امام الجميع بالم وحسرة , بان هذه التهمة بمثابة اهانة واحراج شديد امام عائلتي , ولا يمكن ان اعيش بهذه التهمة , فاخرج مسدس كاتم الصوت وانتحر بطلقة في فمه , انهى حياته رغم انه بريئ , لكنه يملك الشرف والكرامة والاخلاق , لم يعد يتحمل عناء التهمة . اما في عراق الجديد الواقع تحت مسؤولية صعاليك السياسية والحرامية واللصوص , تعتبر تهمة الفساد المالي شرف وذكاء وشطارة , يستحقون عليها وسام الدولة للكفاءة والتقدير والشهامة والرجولة , لانها تجلب الجاه والنفوذ والمقام العالي , لانهم لايمتلكون القيم والاخلاق والضمير والكرامة . وشر البلية ما يضحك , بان قادتنا السياسيين , اضافة الى انهم يفقدهم الكفاءة والخبرة والمسؤولية , فان معالم السذاجة والغباء تسيطرعليهم , وفي تفسيرهم , للمشاكل والازمات والكوارث التي تعصف بالعراق بين فترة واخرى , بان المواطن هو مسؤول عنها بشكل مباشر , بحجج وذرائع تضحك الطفل الرضيع عندما يسمعها , كأنه يشاهد افلام كارتون للاطفال . لهذا تظهر في العراق المنكوب , المعجزات الالهية بين فترة واخرى . مرة ( حمودي ) ابن والي العصر وسلطان زمانه , هو يتقمص دور ( السوبرمان ) فيطير في الجو ويحط على قصر اللص المحترف , الذي عجزت قوات الامنية والعسكرية المليونية , عن القاء القبض عليه , لكن بطولة حمودي الخارقة , يقبض عليه بكل سهولة واقتدار , والان جاءت معجزة عبعوب , في الكشف عن الصخرة , التي ارسلتها السماء لعقاب الشعب العراقي , لانهم ارتكبوا معصية وذنب وخطيئة كبيرة , لايمكن لخالق البشر , ان يتسامح ويتساهل بها , لان الشعب ارتكب جريمة الكفر والالحاد , بعدم انتخاب قائمة المالكي , في انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة , مما حدى بسبحانه وتعالى ان يرسل عقابه الالهي , وهو بمثابة انذار صارم واخير , بان عقاب الله القادم , سيكون ماحق وحارق وكارثي , اخطر وافدح من كارثة الفيضانات التي اصابت بغداد والمحافظات الوسط والجنوب , هكذا بلغ المؤمن الصالح عبعوب الشعب العراقي , بان انتخاب قائمة المالكي مفروض وامر وواجب لا مناص منه , في انتخابات البرلمانية القادمة , لتجنب عواقب الكوارث المدمرة . بهذه الترهات السخيفة , وبهذه العقول الغبية والجاهلة والفاسدة والسخيفة , تقاد دولة نفوسها اكثر من 30 مليون نسمة , ودولة نفط تملك اكبر احتياط نفطي , واكبر ميزانية سنوية في المنطقة , كانت قديما تمثل شعاع العالم بحضارتها وادي الرافدين , لكن المصيبة تتحول الى دولة يقودها الحرامية والفاسدين ومعطوبي القيم والاخلاق والضمير , ولكن من مصائب القدر الاسود , بان هؤلاء الصعاليك يدعون زورا وبهتانا بانهم من اتباع الامام الحسين ( ع ) وهو براء منهم , لان ثورة الحسين لها مبادي وقيم واخلاق , وهذه الخصال معدومة ومفقودة عندهم , انهم يمارس الشعوذة والخرافات , لترقص على معاناة الشعب , ولم يقدموا انجاز واحد لشعب خلال ثماني اعوام عجاف , سوى الموت والخراب , لان المسؤول التنفيذي الاول في الدولة , منعزل ومنقطع عن الواقع الفعلي , يعتمد على تقارير هؤلاء الجرذان الذين يصورون الحالة العراقية , وهي تسير من نجاح الى نجاح اكثر شمولية , لهذا كافئ عبعوب بمنصب امين العاصمة وكالة , لانه كشف عن الصخرة السحرية التي وزنها 150 كغم , والتي سدت مجاري بغداد والمحافظات الاخرى , بهذه الثقة العمياء والغباء السياسي , تسير دولة عبعوب من سيئ الى أسوأ , من يصدق تفهات عبعوب , سوى دولة شريعة الغابة ودولة قرقوش . هكذا انشأ المالكي دولة معطلة يقودها الجرذان الفساد , وعلى الشعب ان يتلقى المصائب والمحن والاهوال , طالما ظل هؤلاء الجرذان في السلطة والحكم.