ليس هناك اية مبالغة في سرد احداث يومية قد تخطر على بال من لا يعيش معها يوميا في العراق,فهناك العجب لانسان ترك الوطن مجبرا قبل عقود ليعود اختياريا وبقناعة اليه ,ولكن مع كل هذا فما اراه يتسحق الاهتمام ومن منطلق حب العراق وشعبه وليس غير ذلك على امل التغيير نحو الافضل.

1:باص المصلحة

ان يستقل احد المواطنين باص مصلحة الركاب العامة(الامانة)الحمراء فهذه سفرة لها قصص قد لاتنتهي ومتكررة وفي كل مرة يرى الراكب العجب...من ساحة النصر وباتجاه باب المعظم,يصرخ السائق مع الجابي(المحصّل):باب المعظم...باب المعظم..ليشجع الركاب الى باصه دون سيارات الاجرة (النفرات)وكأن باص المصلحة اصبح اهليا ,وربما اصبح كذا ومستاجرا من المديرية لهذه الباصات الحكومية وليس هناك من وقت محدد لانطلاقالباصات هذه .الباص يقف حسب الطلب ويصعد الركاب فيه ومن اي مكان خلال السفرة"الممتعة",نازل ..عيني..افتح الباب الخلفي...نزل,يصيح السائق,راكب آخر يقول ..اي عيني ..ددحرك والله انكتلنا..يومعود شوكت نوصل باب المعظم؟ الازدحام على اشده في يوم الاحد حيث اراجع وزارة الصحة..وصلت بعد ساعة من الزمن باب المعظم من شارع الجمهورية وليس من شارع الرشيد الشبه مغلق.خلال الطريق نرى العجب ليس فقط في رجب وباعة الطيور والغزلان والخرفان والنسور,باعة الملابس والخضروات والراديوات وكل حاجة,بالمناسبة في يوم الجمعة يغلق شارع الجمهورية كله ونضطر الى ان نستقل سيارة النفرات الى منطقة بالقرب من شارع المتنبي بعد ان يخترق السائق مع كثير من المجازفات واطلاق كل الكلمات المتعارف عليها بينهم لمن يزعجه..الباصات الحمراء تتوقف في ايام الجمع وربما ايام اخرى لا اعلم بهذا بالضبط.مجسّر باب المعظم قيد الانشاء ويقول احد المراسلين للعراقية"نيوز":انه اكبر مجسّر في الشرق الاوسط..متى نترك هذه االاكبر والاعظم والاطول ووو وكأن العالم الآخر يعيش في قرون قبل الاوسطية ونحن في القرن الواحد والعشرين..



2:بصرة تنهض!



من يزور البصرة الغارقة في النفايات,واليوم ازداد غرقها بمطرة خفيفة لبضعة ساعات يرى وبالم الكثير من اللافتات كتب عليها البصرة تنهض:يمكن لشركتنا ان تتبنى سفرات العلاج الى الهند وبأسعار مناسبة لعلاج مرضانا!!أهكذا تنهض البصرة؟البصرة مشوهة بالكامل ومن كافة الجهات .المدارس الاهلية انتشرت كالسرطان ابتداء من الروضة الى الجامعة"والكراسي محدودة"فاسرع للحجز. مدرسة الفنون تدار وتسجل الطلبة بالرشاوي ولا تسترجع المبالغ في حالة عدم نجاح الطالب اذا كان مكملا في احدى الدروس في بكلوريا الثالث المتوسط,لان هذه المدرسة من الرابع"فني".النجاح فيها مضمون...







3:الحكم على ارهابي



نطق القضاء بالحكم على الارهابي العلواني,واكد مدحت المحمود والبيرقدار بأن الحكم ليس سياسيا وانما قضائيا في الوقت الذي يحارب اهل الانبار ضد داعش, ويعلم من اثار هذه القضية الان انه ليس من مصلحة العراق ان تثار مثل هذه القضايا في وقت يحترق فيه العراق وهناك من ساند العلواني ومن مريديه لكنه يحارب داعش..ماذا لو تركوا هؤلاء محاربة داعش؟لو كان القضاء مستقلا لكان اسرع في محاكمة الجبناء الذين هربوا من ارض لم تبدأ بها اية معركة وتركوا ثلث البلاد بايدي ارهابيي داعش.واليوم يصرح مدحت المحمود المسيّر باغلاق دعوة فساد في صفقة الاسلحة الروسية لعدم ثبوت الادلة..وربما غدا يدلي بتصريح يلغي فيه دعوة شراء اجهزة الصونر الفاشلة "لعدم ثبوت الادلة الكافية" مرة اخرى.. رسالة لمن يهمهم الامر:لماذا هذه التوقيات في مثل هذه الامور الخطرة,بحيث حتى رئيس الوزراء تفاجئ بها,حسب ما صدر من تصريحات من مكتبه؟


4:زيارة اوغلو الاخيرة



زار رئيس وزراء تركيا العراق مؤخرا وفي مؤتمر صحفي مع العبادي قال الاخير:بحثتنا ثلاثة امور:اولا الامور الاقتصادية-والتجارية,الوضع الامني ثانيا, وثالثا النفط وتصديره..وربما نسى ان العراق له حصة في مياه دجلة والفرات والتي بدأت تتناقص كمياته من المصب ببناء سدود جبارة في تركيا..ماذا سوف يحل بدجلة الجواهري وفراته بعد بضعة عقود قادمة؟هل الامر سقط "سهوا" من المباحثات أم من محتوى المؤتمر الصحفي وقتها؟



5:مراجعات دوائر حكومية



كلما اراجع دائرة حكومية احاول أن البس"ثوب"الصبر والهدوء,راجعت احدى الدوائر لاوصل كتاب لهم من دائرة الصحة ,الموظف دون أن يقرأها همش على جانبها التأكد من القرار!اي قرار..تسألت..دون اجابة,الموظف الاخر قال مادام ليس هناك من لقب فالاسم الرابع(اي والد جدي) هو لقبي..كيف هذا هو القانون..بعد اسبوع تبين كان على الدائرة الاولى ان تكتب كتاب بهذا الشأن..ذهبت مرة اخرى ..اهلا دكتور ماذا بعد..شرحت الجنجوليتة مرة اخرة...واردة..كتاب بعد اربعة تواقيع وكل مسؤول يوقع بدون ان يقرأ على ماذا ان يوقع الصادرة..الحاسبة ..الطابعة.. يجلس شاب يبدو انه بدأ توا"بالمصلحة"ينقر على الالة حرف حرف بعد ان يعثر على الحرف المعني...يطبع لي كتاب وكأن المعاملة من جديد...اخبره اخي هذا ليس مطلوبا منكم انظر الفايل(الملف) اصبح من خمسين صفحة..تعتذر سيدة موظفة وتقول له:صارلك ساعة تطبع...صحح الغلط...يذهب بنفسه لتصحيح الغلط...الموظفة تقول دكتور لتصير عصبي علينا..اقول والله مو عصبي بس صارلي ساعتين ونص من غرفة لغرفة والكتاب يطبع بالغلط...موظفة اخرى تقول دكتور :شجابك ياعيني(في دائرة اخرى)مو انت هناك بالجنة..قلت لها أنا مغرم وعاشق العراق....







6:سيارة النفرات



بعد ان انجزت نصف المعاملة اليوم والنصف الباقي بعد شهر يرسلون المعاملة بالبريد الرسمي ثم اراجع مرة اخرى للاستفسار,والمعاملات هي كثر,استقليت احدى سيارات النفرات,لاجلس جنب شاب في العشرينات من عمره وبدأت التحدث عن صفارات الانذار من المنبهات وتصرف الكثير من سيارات الحكومة وكأنهم لوحدهم في الشوارع..كان الشاب قد اتصل بصديقه واتفقوا على موعد..قلت له انت تعمل بين سطر وسطر..قال لا والله عمو اني مهندس حاسابات وفنان واعمل في منظمات المجتمع المدني ونتصل بالدوائر الحكومية ونبين وجهة نظرنا ببعض الامور ولكن التجاوب قليل بالرغم من جهودنا...يضرب مثلا ويقول في احدى المرات تناقشنا حول المواطنة والوطنية التي اختفت خلف التسميات الجديدة وعندما انتهيت من كلامي قال احدهم انت ملحد,,,وآخر قال لا هذا شيوعي..,قلت الم تقل لهم انت والاخرين لم تسرقوا الوطن واموال الشعب,انت لم تكذب,أنت لم تزور الوثائق لتصل الى البرلمان,انت لا تملك المليارات من الدولارات خلال فترة اعوام قليلة,قلت انا من اين اتيت وعملت اربعين عاما ولكني لم اصبح مليونير وليس ملياردير..فمن اين اتت اموالهم؟قلت بعد كل هذا اذا قالوا عنك ملحد ليقولوا لان سلاحهم الكذب والاتهامات الفارغة.وماذا في الشيوعي غير النزاهة وحب الوطن والشعب.قلت هل تأتي الى شارع المتنبي قال نعم عمو كل اسبوع ..قلت اذا سوف نلتقي هناك يوم الجمعة,,قلت له هل تعلم اين مكان نزولي قال اين :قلت انظر الى تلك اللافتة. الحزب الشيوعي العراقي,بانت على وجهه الوسيم علامات الارتياح والرضى. نزلت واشتريت نسختي من طريق الشعب وذهبت الى بيتي وابدأ بالكتابة والمطالعة من جديد...بالمناسبة يوميا امشي ساعة من البيت لاصل ساحة الاندلس حيث اشتري نسختي من طريق الشعب.



سوف ابقى اعشق العراق بالرغم من كل المنغصات في الوقت نفسه نكبر بانتصارات القوات الامنية والعسكرية على ارهابيي داعش,ولكن ليكن نصب اعيننا ان البلاد لن تتقدم وتقضي على كل الارهاب الا بتضافر كل جهود الخيرين من ابناء الشعب وهذا لن يتم عبر "كبار" العملية السياسية لوحدهم وانما بالاسراع بقعد المؤتمر الوطني يشترك فيه كل من له مصلحة حقيقية ببناء هذه الوطن والوصول به الى بر الوفاق والامان من قوى داخل وخارج البرلمان لان الحقيقة بانت على ان البناء للوطن والقضاء على الارهاب لا يتم الا بتلاحم كل القوى الوطنية في العراق