Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
بيريسترويكا العبادي وظلال التقسيم
الخميس, تشرين الثاني 26, 2015
احمد عواد الخزاعي

جاء السيد العبادي وفق صفقة سياسية اشترك فيها جميع المتضررين من سياسات سلفه  ، بعد مخاض طويل وصراع إرادات كادت أن تودي بالبلاد إلى المجهول  ، بين قوى سياسية لم تكن مؤهلة يوما لقيادة بلد كالعراق بتنوعه العرقي والاثني وبثروته الهائلة ، وعلى عجالة ، ادى اليمين الدستوري كرئيس لوزراء العراق ، ليستلم بلدا احتل ثلثي مساحته ، وخزينته خاوية ، بلدا يحكمه أمراء الطوائف وقادة الكتل ، وحيتان الفساد المالي والإداري ، بلا خدمات ،وبناه التحتية تحتضر تنتظر من يطلق عليها رصاصة الرحمة ويحيلها إلى التقاعد .

هكذا وجد نفسه السيد العبادي وسط كم هائل من المشاكل ، تحتاج إلى ثورة حقيقية لحلها ، فكانت الاحتجاجات الشعبية التي خرجت بسبب انعدام الكهرباء في شدة حرارة  شهر اّب ، ومن ثم تحولت للمطالبة بالإصلاح ، ودعم المرجعية الدينية الرشيدة لهذه المطالب ، الدافع والحافز لجعله يقود حملة إصلاح ضد الفساد ، تمثلت بحزم من القرارات ، لم تصب كبد المشكلة الحقيقية ، ولم تنكأ الجرح النازف للعراق ، وظلت هذه الإصلاحات تدور في حلقة مفرغة ، لم يلمس منها الشارع العراقي سوى ، تخفيض رواتب الطبقة الوسطى التي تمثل شريحة الموظفين ، وسط تجاذبات سياسية بين الأحزاب والكتل ،في ظاهرها مؤيدة لهذه الإصلاحات وفي باطنها تضع العصي في دواليبها .

إن إصلاحات السيد العبادي بيريسترويكا جديدة بنسخة عراقية ،  تحاكي بريسترويكا  غورباتشوف آخر رؤساء الاتحاد السوفيتي ، والتي حاول من خلالها إعادة بناء المنظومة السياسية والاقتصادية والفكرية للاتحاد السوفيتي  فنتج عنها تقسيمه وانفراط عقده إلى دول ودويلات ، تنازع بعضها فيما بعد على الحدود والثروة والمياه.

العراق يعيش الآن على مفترق طرق ، ومرحلة صعبة وخطيرة جدا من تاريخه المعاصر ، وحكومته بالكاد تستطيع الحفاظ على ما تبقى منه ، وليس لها القدرة على انتزاع أي امتياز استطاع سلبه في غفلة من الزمن هذا المكون أو ذاك ، وهذه الكتلة السياسية أو تلك ، فأغلب الذين يتصدرون المشهد السياسي العراقي مستعدون  للتفريط بالعراق كوطن موحد على حساب مصالحهم القومية والطائفية والحزبية ،بعد أن اغتنوا على حساب المال العام وامنوا مستقبلهم ،  والإرباك والفوضى التي يشهدها الآن ، ما هي إلى تجلي لهذه الإرادات الضيقة .

الإصلاحات أصبحت الآن عبئا  ثقيلا على الحكومة والتزام لا تقوى على الإيفاء به اتجاه شعبها وتجاه المرجعية الدينية ، بعد تعقدت المشكلة العراقية وتشعبت وتداخلت ، وأصبح الأمر مسألة وجود للعراق الذي يشرف الآن على هاوية التقسيم ، بعد أن اتضحت معالم الدولة الكردية التي زحفت حتى وصلت إلى طوز خرماتو من محافظة صلاح الدين واكتملت مقوماتها بنفط كركوك ، وسط صمت سياسي مخيف من عرب العراق  والمحيط الإقليمي ، وطبخة الإقليم السني  تعد حاليا في أروقة الكونغرس الأمريكي بمباركة عربية  ، وستدخل حيز التنفيذ بعد تحرير محافظة الانبار من داعش ، وذلك لقطع المحور الممتد من روسيا إلى جنوب لبنان ، وشيعة العراق منقسمون على أنفسهم تبعا لمصالحهم الحزبية ، الخيارات قليلة جدا بيد السيد العبادي وزمام المبادرة قد سلب منه ، قبل أن يمسك به ، وما تخطط له أمريكا ماض كما تريد  ولا يوقفه سوى بيريسترويكا حقيقية في المنظومة السياسية  العراقية ، يتمخض عنها قرارات مهمة ومصيرية ، تقود العراق إلى  تحالف جديد ينقله إلى الخندق الآخر المواجه لأمريكا وحلفائها ، وهو خندق روسيا وإيران ، الذي سيكون طوق النجاة ، لهذا البلد وحلا للكثير من أزماته ، وبوصلة تصحح مساره وتبعده عن  مستقبل مجهول المعالم والخواتيم .

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.3648
Total : 101