يعتبر الشباب هم الأداة الحقيقية التي يمكن من خلال إستثمار طاقاتهم أن تتجاوز كل الصعاب، بالاضافة الى أن من خلالهم يحدث التغيير بطريقة منطقية وتتقبل النتائج باسلوب حضاري بعيد عن العنتريات والانتهاكات التي للاسف جدا يحاول خلقها بعض المحسوبين على هذا الجيل من دون أن يكون لهم عطاء في اتجاه واضح.
بمجرد أن تلتقي بأحد العاملين من جيل مضى دوره في دائرة أو موظف أو حتى مسؤول بدرجة خاصة حتى تبدأ الشكوى من كل شئ ويبدأ التذمر من مايحدث، ناهيك عن إنه يكره بطريقة تصل حتى الى كره نفسه! وفي نفس الوقت لو التقيت شابا يرى بعيون أخرى وبتفكير مختلف تراه يتحدث عن حلول بعضها جذرية وأخرى وسطية وفي بعض الاحيان سطحية ولكن في كل الأحوال ترى أن مايجمع كل تلك الحلول هي الشجاعة والقناعة والايمان بالتغيير! هكذا هم الشباب وهذا هو ديدنهم.
إذن الشباب أساس التغيير ولابد أن يكون لنا جميعا كلمة الفصل في ذلك، ففي بعض الاحيان يحاول البعض أن يحيد الشباب عن مايحدث ويبعدهم عن التأثير في القرارات، وهذا خطأ عظيم سيدفع ثمنه المجتمع كله بمجرد أن ينتهي الجيل الكهل الذي يحاول دائما أن يكون صاحب القرار.
العراق يمر بأزمة إقتصادية والمؤثر الأكبر هو ليس قلة الموارد ولا حتى هبوط أسعار النفط!! وإنما هو ضعف الثقافة الاقتصادية لدى المواطن العراقي الذي ومنذ سنين الحرمان يتمنى أن يملك كل شئ من دون حساب الوقت ومستوى العطاء، وهذا هو الموضوع وهنا المشكلة الأكبر! لاأحد يريد أن يدفع الضريبة ولايقبلون بتخفيض الرواتب، بل البعض يتظاهر من أجل زيادتها، ناهيكم عن الاستيراد المفتوح الذي يهرب بالعملة الصعبة الى الخارج وياتينا بسكراب وخردة منتوج غير صالح للاستخدام.
المشاريع الصغيرة التي يبادر بتأسيسها الشباب الشجاع الذي يقبل التحديات ويقف أمام مستقبل سيؤسس له من خلال استثمار خدمات الجهات القطاعية الرسمية الراعية لشرائح الشباب والباحثين عن عمل والقروض الصغيرة التي تمنحها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية! ولابد أن تبدأ المصارف والبنوك بواجبها اتجاه اقتصلد الشعب والبدأ بوضع نظام رصين للمشاريع الصغيرة التي ستمنح الماهرين من الشباب ببدأ مستقبلهم من دون أن يكلفوا الدولة تعيين أو وظيفة، بل العكس سيعملون على تأسيس عمل ويوظفوا فيه أفراد أخرين من الطبقة الغير ماهرة والتي ستكون مكانات عملهم عبارة عن ورش تدريبية يتعلمون فيها الحرفة ويؤمنون لقمة العيش.
بالاضافة الى كل ذلك لابد من السعي وبشكل مدروس وواضح في تناول الأمر اعلاميا والتحدث عن الامور الاقتصادية الحياتية والتي تعتبر مفصل رئيسي في صناعة ثقافة اقتصادية مجتمعية نمارسها في يومنا بإيمان حقيقي بأننا سنعبر المرحلة ليس فقط من خلال ارتفاع اسعار النفط، وانما باكتساب ثقافة اقتصادية عظيمة ستجعل العراق يقف في مصاف المتميزين في بناء اقتصادي رصين تبنيه الثروة البشرية التي تتفوق على الثروات الطبيعية في الدول المزدهرة.
الثقافة الاقتصادية المجتمعية، والشباب الشجاع المصاحب للتغيير، والمشاريع الصغيرة التي ستسد حاجات المجتمع اللازمة هي الاساس لعبور الازمة الاقتصادية وفي نفس الوقت هي الاساسات لبناء اقتصاد عراقي رصين.