أنا على يقين وبدون أدنى شك أن الحسين (ع)لم تقتله الأقوام الممسوخة في كربلاء بل ولد من جديد بملحمة تخلد عنفوانه وتأريخه ,فقد تمرد دمه على كل أنواع القضبان التي طوقته وعناوين الطواغيت المستبدين وباختلاف مسمياتهم ,وتحول لظاهرة أنسانية تجول بين أفكار ورؤى كل الاحرار وشعوبهم عبر مديات القرون والسنين لمشترك الرفض لحياة الذلة والهوان بينهما,الجميع يتبرأ من لعنة قتله ,أذن من قتل الحسين !!! ,أن افعالنا وسلوكياتنا التي لاتمت بصلة للحسين بمبادئه وثواتبه هي من قتلت الحسين, قتلناه عندما تركنا المضي والمسيرعلى نهجه وأتخذنا من خطابه شعاراً ليس الا دون أن نترجمه على أرض الواقع بأفعال وفي أبسط المنازلات تخلينا عنه,نشاهد المظلوم يستغيث ونحن ننظر اليه ولانحرك ساكن وهو تحت رحمة سطوة الجلاد وبأستطاعتنا انقاذه وقضاء حاجته لم نفعل ,أولم يقل امير المؤمنين علي (ع) أن من كفارات الذنوب العظام التنفيس عن المهموم والتفريج عن المكروب ,لقد تركنا المهموم والمكروب يزداد هماً وكرباً في دوامة الألم ,قتلنا الحسين عندما تركنا المصلح وحده يجود بنفسه تقطعه سيوف حيرة الصبر في عينينه وهو يبحث عن الآليات والرجال في زحمة الأقزام لتنفيذ مشروع الإصلاح الذي يريد من خلالها تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة ,وأحقاق الحق ووضعه في مكانه ,هذا لايتحقق الاعندما نوحد خطابنا وموقفنا الذاتي الذي نحدد به مسارنا وأن كان الطريق مليء بالاشواك فهذه نتيجة متوقعة لمن يؤمن بقضيته العادلة ,يريدون أن يحولوا لممارسة عابرة وقتية دون فهم الاهداف الحقيقة لنهضته الاصلاحية التي حررالمرء من سلطة العبودية ,كيف نتعامل مع الحسين وهنالك من يبيع ويشتري به ؟ويتخذه جسراً للحصول على مآربه الدنيوية وهو يلبس قناع الفضيلة وفي داخلة وجه الرذيلة الذي يخفيه يظهره عندما يحصل على مبتغاه من أمراً ما ,بأسمه سرقوا ونهبوا مقدرات الأمة في وضح النهار ومارسوا الأحتيال والكذب على الصدق لأجل مبتغى زائل ,الحسين لم يتاجر بالدين قال :أني لم اخرج أشراً ولابطراً ولا ظالماً ولا مفسداً أنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي ,لماذا تتاجرون بالحسين أنه ليس للبيع ولا تحده مسافة وعمق زمني في أبعاده الوهاجة؟قتلت الحسين الصامتون عندما يحتاج الموقف لصوتهم وكلامهم يفضلون
الصمت أو الحياد ليتجنبوا خوض المشاكل والأزمات خوفاً أن يخسروا امتيازاتهم المادية قد حصلوا عليها بسكوتهم عن السوء والمكروه الذي يصيب الناس ,هناك من يقتل الحسين ليس لأنه لايعرفه أو يجهل منزلته ,بل لأنه عرف جيداً مكانته وتضحيته فعمل بعكس مما اراد منه,العكس لأنه ركن وأصطف لمعسكر الباطل ولم يبرأ ذمته أمام نفسه وأرتضى بالفساد أن يتزعم مقاليد الأمور وتعم الفوضى والخراب على مجتمعه الذي هو فرداً منه ,لكن الحسين (ع) قد أجاب على القاتل الحقيقي بقوله : الناس عبيد الدنيا والدين لعقٌ على ألسنتهم يحيطونه ما درت معائشهم فأن محصوا بالبلاء قل الديانون .
مقالات اخرى للكاتب