الذي يقارع داعش في جبهات القتال، لم يترك بيته واطفاله للاستجام..ولا هو (زايد على اهله) ولا رخيص عند امه .
نحن “القاعدون” علينا ان نسكت ونخرس، ونحمد الله الاف المرات لان بيننا اناس عندهم “احساس″ ، يحملون هم الوطن والشعب، اتاحوا لنا فرصا اخرى للحياة، والاستمتاع بالحرية، والتنعم بالملذات والانشغال بمتابعة المباريات الرياضية والمسلسلات العراقية والمدبلجة، وبرامج “ذي فويس″ “وأرب آيدول” وكلام نواعم ، ثم مواصلة العمل والتزاور واللعب والضحك والقراءة والسفر والتسوق والتسكع في شارع المتنبي والمولات والمتاحف والمتنزهات ، واكل ما لذ وطاب من التشريب والسمك والكبة والكباب الى البتزا والفاهيتا وسلطة السيزر. نعم…نحن البطرانون وهم المرابطون… نحن الذين نلهث وراء اضواء الفضائيات وهم ينازعون في الظل ويموتون في العتمة.. هم اولاد الخائبات ونحن اولاد الرابحات!!!
ترى ما الذي يجبرهم للدفاع عنا؟ وفقدان ارواحهم في مقابل ان نحيا؟ لماذا لم يتحججوا مثلنا بالعائلة والاطفال والخبزة والمرض؟.. كلنا نعلم ان الجندي والضابط في الجيش والشرطة يمكنه ان يستقيل بسهولة ويحفظ حياته ويتحول الى مواطن مدني، وان مقاتل الحشد الشعبي يستطيع الانسحاب والعودة الى منزله بحجة ان فتوى الجهاد كفائية وليست ملزمة للجميع ويقول ( اني شعليه)، كما ان مقاتل الحشد العشائري كان بمقدوره النزوح مع النازحين والتهرب من القتال صارخا : ان اسرتي احوج ألي في هذا الظرف الصعب.لكنهم لم يفعلوا ذلك ، بل لبسوا القلوب على الدروع، ولم يهنوا ولا استكانوا.اولئك الأبطال وان كان لهم تمثيل حكومي وبرلماني الا ان مددهم الشعب وحده ، لم يتركوا مواقعهم ليتظاهروا نتيجة لتاخر رواتبهم او لقلة عتادهم وشح رصاصهم، الذي يقوم بصرف ضعفه الرعناء داخل المدن ابتهاجا بفوز المنتخب الوطني.ان اكثر ما يلهب فؤادي هن امهات الشهداء اللواتي يبكين بصمت من دون ان يسمعهن احد…وان اكثر ما يملأ قلبي قيحا اولئك السياسيون الذين يتبجحون امام الكاميرات معلنين ان هذه الفئة من المقاتلين والشهداء تمثلهم وحدهم وان جرح العراق جرحهم دون غيرهم، وهم يتنعمون في العواصم العربية والاوربية، وفلل اربيل والسليمانية، حالمين بفتنة طائفية اخرى تعيدهم الى الواجهة من جديد.
مقالات اخرى للكاتب