حكت لنا والدتي عن خالتها يرحمهما الله , ان خالتها ماتت وهي لا تعرف من الصلاة غير جملة واحدة ترددها في وقوفها وسجودها وركوعها, كانت تقول: "أصلي بكل ما بجهدي على ضنك القبر وحدي .. قربة إلى الله تعالى".
حينما اكتب ويكتب غيري ممن لا أجندات أو أطماع أو مصالح لهم , لا نبحث عن دور بطولة أو شهرة إنما نعمل مثل خالة والدتي بكل جهدنا من اجل مصلحة عراقنا وهو بالتأكيد عمل نحن مسؤولون عنه وسنحاسب عليه عقابا أو ثوابا تقدير ذلك لعلام الغيوب .
ثمة مثل غربي يقول: "أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي أبدا" , من هذا الباب جاءت استجابة السيد الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية لما كتبته في مقالي الموسوم "هل يعرف السيد رئيس الوزراء بقضية الفضائيين" ؟. الذي كتبت فيه عن ظاهرة الفضائيين وعن الظلم الذي يلحق بقوات الأمن العاملين في السيطرات الذين يعملون أكثر من ١٢ ساعة في اليوم الواحد .
اقر الوكيل ضمنا من خلال زيارته الليلية بظاهرة الفضائيين وبالظروف السيئة المحيطة بعمل قوات الأمن في السيطرات .
ووجه بتحسينها حسب الخبر التالي الذي نقلته جريدة الصباح".
"رافقت (الصباح) بعدها الوكيل الأقدم عدنان الاسدي في جولة ليلية داخل مدينة بغداد تفقد خلالها نقاط السيطرات الأمنية والدوريات المتحركة لأجهزة الشرطة الاتحادية والنجدة والمرور، وناقش خلال جولته مع القادة الأمنيين موضوع ساعات العمل في الواجبات وإمكانية تقليلها كون النظام الحالي فيه زيادة في ساعات العمل ما يؤدي على عدم تركيز المنتسب وهو خطأ كبير في عمل الوزارة.
وأشار الاسدي إلى ان “الجولة تهدف إلى محاسبة المسؤولين عن التقصير وزيادة أعداد العاملين في السيطرات وتقليل ساعات عملهم بما يتيح لهم التركيز خلال أداء واجباتهم ، فضلا عن الوقوف على أعداد المتسربين والفضائيين وبنفس الوقت ملاحظة توزيع السيطرات وسد الخلل الموجود فيها، إضافة إلى الوقوف على جميع احتياجات المنتسبين من الطعام والشراب والمنام”، مؤكداً ان “الوزارة ستحاسب اي ضابط لا يقوم بواجبه تجاه منتسبيها، كونهم مكلفين بحماية أرواح المواطنين، وهو ما يتطلب توفير جميع مستلزماتهم" انتهى الاقتباس .
لا أريد أن أكيل المديح للسيد الوكيل الأقدم لسرعة استجابته لما كتبت وقيامه بزيارته الليلية وإعطائه التوجيهات اللازمة بتصحيح ظروف وعمل السيطرات الأمنية فهو قام بواجب يتحتم على المسؤول القيام به , لكن الشكر واجب للوكيل ولكل مسؤول يتعامل مع ما يكتب من منطلق الحرص والمسؤولية المشتركة للعراقيين جميعا على حماية العراق , على اعتبار امن العراق والعراقيين مهمة مشتركة لكل الوطنيين اينما كانوا وبأي مهنة أو مهام يقومون.
ولو ان التفاتة السيد الوكيل جاءت متأخرة بعد كوارث أمنية أصابت العراقيين بمقتل , لكن سرعة استجابته لما كتب و إقراره بأخطاء ارتكبت في عمل الوزارة شجاعة تحسب لمسؤول كبير يقر باخطاء ارتكبتها وزارته , ان تعهده بتصحيح الأخطاء يضعنا على سكة عمل جديدة , شريطة ان تستمر المتابعة لان من اوجد ظاهرة الفضائيين والمستفيدين منهم سوف لن يرفعوا الراية البيضاء من خلال زيارة لمسؤول او توجيه .الظاهرة بحاجة الى دراسة جدية تخرج بتعليمات وتوصيات ومتابعة جادة ومحاسبة وعقوبات صارمة لمرتكبيها والمستفيدين منها , للحد منها ومن ظاهرة التسيب التي ساعدت وتساعد الإرهابيين في تفجيرهم للوضع الأمني .
التفاتة السيد الوكيل وان جاءت متأخرة فإنها جديرة بالتقدير وهي أحسن بكثير مما لو ظلت الأمور على حالها .
استجابة وزارة الداخلية ولم نسمع للان عن استجابة أو رد فعل لوزارة الدفاع. ان أعداد الفضائيين والمتسيبين في وزارة الدفاع يساوي ان لم تفوق أعدادهم في وزارة الداخلية .
السيد رئيس الوزراء والسيد وزير الدفاع المطلوب متابعة ظاهرة الفضائيين لما لها من تأثير على الوضع الأمني
العدل المتأخر أحسن من استمرار الظلم
مقالات اخرى للكاتب