على مدى نصف قرن، لم يتّحدْ العرب بالتوافق على ضرب إسرائيل، وهي التي شرّدت وقتلت وإحتلت، ونصبت العداء لكل العرب، بكل الوانهم وأديانهم وجنسياتهم، وبقدرة قادر إتخذت السعودية قرارٍ ليست بصانعته، بالحرب ضد اليمن البلد الجار لهم .
العجب كل العجب! لسرعة إتخاذ القرار بعد العقم الذي أصابها طول السنين الفائتة، والسعودية التي لم تجروأ على إستعادة جزرها المحتلة من قبل اسرائيل، تريد اليوم أن تحرر اليمن من شعبه !
الربيع العربي الذي حصل، وغَيّر رؤساء دول عربية، إبتداء بتونس، وإنتهاءا باليمن، وكان التغيير من قبل الشعوب نفسها، ورفض مشاركة أي دولة، وكان تغييرتونس ومصر واليمن، بخسائر بشرية قليلة بعض الشيء، ومن المفارقات أن الجماهير المصرية رفضت تدخل قناة الجزيرة، لأنها كانت تشعل الفتنة بين ألوان الشعب المصري، وتم طردهم من مصر، وهذا دليل وعي الشارع، وبنفس الخط! يجب أن يكون الشارع المصري رافضا للتدخل بالشأن اليمني، فكيف اذا كان التدخل حربي! بتحريض من السعودية قائدة الإرهاب بالعالم، من خلال نشر الفكر السلفي المتطرف لكل الدول العربية !
العرب كلمة باتت ليست مستساغة، لان هذه الكلمة نسمعها بإستمرار، وكرهناها لطول ما يتحجج به الأذناب ليحتموا بها، وهم بعيدين كل البعد عن الإنتماء العربي، كونهم أداة بيد الصهيونية العالمية، والإنتساب الى اليهودية، وهذا يدل على إصولهم والذي توهم كثير منّا بهم، لأنهم ليسوا عربا، وهذا تجاوزناهُ منذ زمن بعيد، كون سياسات رؤساء دول الخليج، تثبت أن لديهم انتماء لأمريكا وإسرائيل .
الشعب اليمني خرج بتظاهرات للشارع طوال سنتين، مع الإنغلاق العالمي لهم، والتعتيم لتلك التظاهرات، من قبل الدول العربية والعالم، كي لا يصل صوتهم، وهذا الربيع المزعوم لم يكتمل في اليمن، وكانت المطالب مشروعة جداً، وبعد العاصفة إتخذ الشعب اليمني من بعد المطالبات، قراره بالتغيير النهائي بالإطاحة بالحكومة، ترى فما الأمر الذي أدى بتدخل السعودية !
على الدول المشاركة بالتدخل بالشأن اليمني مراجعة مواقفها، والنظر بمصالح شعوبها لأنها ستكلفها كثيرا، مقابل الأموال البخسة التي قبضوها، لقاء تدخلهم السافر لبلد لم يحاربهم أصلاً، والربيع الأخضر يختلف إختلافا جذريا مع الربيع الأحمر، المصبوغ بصبغة الدم اليمني .
مقالات اخرى للكاتب