اليوم استطعت أن أقنع رجلاً كان تذمره ورفضه للمشاركة في الإنتخابات لا يوصف ، بل ويجزم على انه لن يشارك فيها لا هو ولا عائلته ولا عوائل اخوته . يعني ما يقارب 15 صوتاً .
والسبب هو فساد وتقصير الأحزاب المشاركة في السلطة ، فهو يقول" وماذا جنينا من الأحزاب والانتخابات غير الموت والجوع ؟"
فهو يعمل سائقاً واولاده يعملون في اعمال يومية متعددة ،أحد اخوته متقاعد ومعوق حرب من الثمانينات ، والعائلة الأخرى عائلة شهيد في انفجار سيارة مفخخة .
فقلت له انك ستساهم في بقاء هؤلاء السراق اكثر من اولئك الذين سينتخبونهم .
فمن يقاطع الإنتخابات يقدم خدمة للأحزاب السياسية الفاسدة اكثر من انصار الأحزاب ومريديها .
قلت له لنفترض اننا كنا 20 شخصاً وطـُلب منا ترشيح شخص لإدارة المجموعة ، وترشح ثلاثة اشخاص من مجموعتنا لرئاسة المجموعة وطرح الثلاثة برامجهم ، فقال الأول انه سيعمل على ان يقيم للمجموعة سفرات يومية وحفلات موسيقية وسيكون الطعام عبارة عن لحوم واسماك وحلويات درجة اولى ....الخ .
اما الثاني فقد قال لنا انه سينظم زيارات دورية لأولياء الله وللعمرة ايضاً وسيكون الغذاء نباتياً بالكامل وسيقدم لنا كل ما نحتاج .
اما الثالث فقد وعدنا بأنه سيكون وسطياً ما بين الأول والثاني وسيحاول ان يعطي لكل منا ما يريد .
فاز احدهم لكنه تركنا نموت من الجوع ، بل انه عمل على تمزيق مجموعتنا وجعلها تتقاتل مع بعضها .لكنه مع ذلك استطاع ان يستحوذ على قسم من المجموعة ليكونوا (حبربشية) استفادوا كثيراً من تقربهم وتزلفهم لرئيسنا العتيد .
انتهت فترته ، وجاء موعد الإنتخابات ، لكن الكثير من المجموعة (حوالي 10) كانوا قد قرروا مقاطعة الإنتخابات ، فيما رئيسنا قد ضمن 6 اصوات اضافة لصوته هو ، 7 اصوات جعلته يجدد فترة رئاسته للمجموعة بعد ان ترشح ثلاثة معه وقد حصل كل واحد منهم على صوت واحد .
فيما الــــ 7 اصوات جعلته رئيساً مرة اخرى ، لكن الواقع يقول انه حصد 17 صوتاً 10 منها لأشخاص عزفوا عن التصويت فكانوا السبب الأهم والأقوى لفوزه من جديد بل ان عددهم اكثر من المصوتين ايضاً .
10 اصوات كانت كافية لفوز احد المرشحين الثلاثة !!!!!!
ملايين الأصوات المقاطعة ستكون " ربما " هي الضمانة لبقاء السراق وارباب المحاصصة والطائفية في السلطة