ليس منة ولا تفضلا أو عطفا من احد عندما تقر الحقوق المشروعة لمحتجزي رفحاء, التي كفلها لهم القانون بعد ان صوت على ذكرهم مجلس النواب العراقي في تعديلات قوانينه الاخيره .
مما دفع بعض الاخوه المخلصين والشرفاء من اعضاء المجلس والذين كانوا على مساس واطلاع على معاناة المنتفضين العراقيين في مخيمات اللجوء في السعودية والتي لاختلف في حقيقتها وجوهرها وظروفها عن أي سجن ومعتقل عراقي وربما تزيد عليه.
لهذا انبرى هؤلاء السادة النجباء في محاولة منهم لرد الجميل والوفاء لترويج بعضا من حقوق هذه االشريحه ألمغيبه والمنسية في نظر قادة العهد الجديد وفي مفهوم البعض الذين ينظرون لرجال ألانتفاضه بعين عوراء ملؤها الحقد والنكران والجحود المتأصل في نفوسهم والذي يحجب عنهم الفضائل والمآثر التي خلقتها هذه ألانتفاضه لهم ولحكومتهم ولشعب العراق عموما .
متناسين في عتمت غلهم الذي يعمي بصيرتهم بان هذه ألانتفاضه
هي التي صنعت صفحة ناصعة مضيئة الحروف في سفر عراقنا الخالد بدمائها وتضحياتها ,.
بعد إن قتلت روح التردد والخوف المسيطر على رقاب الناس, ووضعت إرادة الجماهير على المحك, فكسرت الحاجز النفسي والخنوع .
,وهي التي أعادت لهذا الشعب بريقه وتألقه وردت كيد الحاقدين والمتشككين بقدراته وطاقاته بعد إن غيبت إرادته لأكثر من ثلاث وعشرين عاما كان فيها الإنسان العراقي موضعا للريبة والشك في كونه مسيرا مغلوبا على أمره لا قوة ولا حول له.
وأثبتت رفض الشعب القاطع لحزب البعث ومشروعيته حيث كانت مشروعا وطنيا خالصا من دون تدخل أي جهة أو دولة أجنبيه.
وهي التي أظهرت المعارضة العراقية السابقة لنظام صدام للوجود حين رفدتها بالزخم المعنوي والمادي إمام أنظار العالم ومحافله ومنتدياته بعد إن كانت توصم (بمعارضة خمسة نجوم )كناية ساخرة عن أنها معارضة فنادق وليست خنادق وليس لها أي وجود وتأثير يذكر ضد النظام البائد .
وهي التي أنارت للأجيال درب حريتها وانعتاقها ولا زالت بصما تها شاخصة المعالم فلولاها لما عرف العالم واهتدى إلى مظلومية وقهر هذا الشعب من قبل جلاديه وحكامه الذين اتبعوا مختلف أساليب المكر والدهاء من اجل تظليل وتمويه الحقائق إمام أنظار العالم عن مآسي ومعاناة العراقيين وحقدهم وبغضهم على نظامهم ولما انكشف الغطاء عن ذلك الرياء والكذب وبانت حقيقة الواقع المزري والمقيت الذي عاشه العراقيين تحت رحمة البطش والجبروت .
ولولاها لما تضافرت وتآزرت الجهود ألخيره في العالم من اجل إنقاذ هذا الشعب من براثن الطواغيت والقتلة .
وكانت حصيلتها اقتطاف هذه الرموز والأحزاب السياسية التي تتصدر ألان المشهد السياسي العراقي.
ومن المؤسف والمؤلم ان نلمس مدى تنكر هذه الأحزاب وقياداتها لضحايا انتفاضة آذار الخالدة ولرجالها الإبطال الذين سطروا تلك الملحمة من عمر العراق السياسي والتي مهدت لهم السبيل من اجل اعتلاء دفة الحكم والتفرد بالسلطة وبثروات البلاد دون إن تفسح إي مجال لمن ضحوا واشتروا بدمائهم وأجسادهم حرية وانعتاق هذا الشعب .
فأبناء ألانتفاضه ولكون جلهم من المستقلين الذين لاينتمون لحزب او تيار من هذه الأحزاب النافذة سوى انتمائهم لوطنهم وشعبهم ولكونهم لم يجدوا بارقة أمل ترجى من هذه الأحزاب بعد إن اتضح معدنها وجشعها واستئثارها بالسلطة وبكل خيرات هذا البلد ,.
فليس لهم من مطلب ألان غير حقوقهم التي كفلها لهم القانون والدستور بمساواتهم بأقرانهم من السجناء السياسيين العراقيين وضمهم إلى هيئة السجناء السياسيين وهو اضعف الإيمان. .
والى إن يكتب الله لهذا الوطن حكومة ومجلس نواب منتخب شرعا ومن صلب وقناعة أبنائه دون مراوغة وتلفيق وتزوير .وحينها سيعود الحق إلى نصابه وسيفرض التاريخ إعادة قراءة هذه ألانتفاضه من جديد مشذبة ومنزهة من الزيف والتخريب التي حاولت بعض النفوس الحاقدة إن تشوه نقاوتها وصورتها وطمس هويتها والتلاعب في معالمها وأهدافها المخلصة.
مقالات اخرى للكاتب