مع إنني لستُ من المولعين بمشاهدة الفضائيات إلا ما ندر و جد ، غير إنني مصادفة تابعت حتى النهاية لقاء مع المهندس الاستشاري السيد هشام المدفعي ــ على فضائية الديار و أن كنت لست متأكدا من ذلك مائة بالمائة ـــ و الذي قدم تصورا نظريا رائعا و مهنيا بارعا عن إمكانية تطوير و تحديث العاصمة ضمن مقاييس و جماليات حديثة و معاصرة مع الاحتفاظ بالطابع و المعالم المعمارية والأثارية و التاريخية لبغداد التي تعد الآن عبارة عن خرائب و نفايات و كأنها بلدة أفريقية في موزانبيق أوفي أفريقيا الوسطى ، بسبب عدم المهنية و انعدام الخبرات و التخصصات الاحترافية للقائمين عليها بعد السقوط ، و الذين يُعد انتماؤهم الحزبي أو ولاؤهم السياسي هو كل ما يملكونه من خبرات و اختصاصات مهنية ؟!!!..
الأمر الذي جعل من بغداد عبارة عن خرائب و صرائف و عجائب بفضل هؤلاء المحافظين و الأمناء الفاشلين بالامتياز ..
و قد أكد السيد هشام المدفعي ما معناه :
بأنه و حرصا منه على تطوير و تحديث العاصمة ، قد حاول مرارا اللقاء مع هؤلاء المحافظين و الأمناء لتقديم خبراته و تصوراته الهندسية و الفنية و الجمالية بهذا الصدد بهدف تطوير العاصمة و تحديثها ، و لكن بعضا منهم لم يتحمل حتى " عناء " الاستماع إليه ، هؤلاء الفطاحل من مخربي و مدمري بغداد الماهرين ، الذين كان همهم الوحيد دوما هو : كيفية الحصول على عمولات و أموال طائلة من خلال مقاولات شكلية أو وهمية فحسب بذريعة إعادة تعمير العاصمة و بناها التحتية .
هذا بالنسبة للعاصمة بغداد ، أما ما يتعلق بمعالجة آزمة الكهرباء المستفحلة ، بشكل جدي و جذري في آن ، فعلى هذه الصعيد أيضا توجد في العراق و بين العراقيين عقول بارعة وأصحاب خبرات رائعة لديها تصورات و أفكار و خطط ناجعة لحل أزمة الكهرباء في العراق من أمثال المهندس الدكتور باسل الفخري وغيره بالعشرات و الذين يمكن الاستفادة من خبراتهم و اختصاصاتهم لحل هذه الأزمة اللعينة و المزمنة نعني أزمة الكهرباء ، لو ...
نقول لو توفرت إرادة سياسية و شعور صادق بإخلاص وطني بحل مشاكل و أزمات العراق الخانقة و المستعصية حلا جذريا و شاملا ..
و هذا ما " انتبه ؟ " إليه السيد نوري المالكي متأخرا جدا ، عندما أكد في لقائه التلفزيوني الأخير ، بأنه سيعتمد المهنية و الكفاءة في المرة القادمة ..
لقد قال بحرف واحد بأنه سيعتمد الكفاءة و المهنية ..
أي نعم .. حتى يبني الوطن و يعمّر البلد !!..
بينما عهده الثاني موشك على النهاية !..
و هذا يعني بأنه سوف لن يجعل ــ في عهده الثالث ــ من وزير الدفاع وزيرا للثقافة ولا من إمام جامع وزيرا للتربية أو للإعلام أو التكنولوجية !!..
نعم هو الآن انتبه لهذه المسألة المهمة جدا !!..
طبعا بعد خراب البصرة و بغداد على حد سواء !..