تبادل الاتهامات بين القوى السياسية المشاركة في الحكومة ، أخذ في الآونة الأخيرة طابع الشتم على الهوية ، أو بكلمة أدق على المذهب والقومية والمناطقية والعشائرية ، وهذا الابتكار في الشتم ، تغذيه على مدار الساعة وسائل إعلام من فضائيات، ووكالات أنباء وصحف ومواقع إلكترونية تابعة لأحزاب متنفذة ، لطالما ادعت امتلاكها تراثا نضاليا في الدفاع عن المظلومين.
الحق يقال ان فضائيات الشتم على الهوية، هي صاحبة الابتكار الجديد باستحداث برامج تعتمد على اتصالات المشاهدين ، للتعبير عن آرائهم بقضايا معينة ، وخاصة في الأيام التي تشهد حوادث أمنية ، أو حالات تهجير أو تنفيذ صولة على المقاهي ، وشن حملة مداهمة واعتقال في مناطق الطارمية والتاجي وأبو غريب ، أو في حال استهداف حسينية في حي العامل ، أو جامع في العامرية ، وأثناء اتصال المشاهد المنفعل أصلا من الحدث ، تسمح له الفضائية بان يوجه هاونات الشتائم إلى شخصيات سياسية ، وبرلمانيين ، لأن هؤلاء بنظره يقفون وراء دعم التكفيريين الذين يستهدفون الشيعة ، وفي فضائية أخرى يشتم المشاهد الميليشيات وقادتها لأنها هجّرت أهالي قضاء المقدادية ، والشتيمة تمتد لتطول إيران ، لأنها تريد القضاء على سنة العراق ، تنفيذاً لمخطط مجوسي على حد قول المشاهد.
فضائيات الشتم على الهوية بإصرارها على اعتماد خطاب أحزابها ، ورفضها الاقتراب والانفتاح على الطرف الآخر، أعطت دليلا واضحا قد يكون بعلمها، بأنها أصبحت أداة فاعلة لإثارة الشحن الطائفي ، ولاسيما ان بعض العراقيين المطيعين "لسياسيي أبناء القائمة المغلقة" على استعداد ، لرفع برقيات تجديد عهد الولاء المطلق ، لمن يعتقدون انه الرمز المعبّر عن إرادتهم.
يوم كان تلفزيون الشباب يصول ويجول في الساحة الإعلامية العراقية، اعتمد اتصالات المشاهدين ، عبر الهواتف الأرضية للتعبير عن آرائهم ، وبعد أيام من هروب حسين كامل مع شقيقه وزوجتيهما وأطفالهما إلى الأردن ، خصص التلفزيون احد برامجه لاستقبال الاتصالات بشكل مباشر ، وسارت الأمور بشكل طبيعي، ولكن احد المتصلين ، ويبدو انه كانت له مآرب ،وجه الشتائم من العيار الثقيل طالت حسين كامل وعشيرته ، وبعد انتهاء البرنامج ، صدر قرار بإرسال المقدم ومدير التلفزيون إلى الرضوانية للدخول في معسكر ضبط ، والاستسلام لعقوبة "الفلقة الصباحية " فيما تحركت الجهات الأمنية، عن طريق رقم الهاتف الأرضي للتعرف على المتصل ، ولفشلها في القبض عليه ، احتجزت صاحب محل كماليات
في حي البياع بوصفه مالك الهاتف ، وتعرض الرجل لأقسى أنواع التعذيب ،ولم يكن في
وسعه تذكر الشخص الذي استخدام هاتف المحل، ليعبر عن رأيه بقضية هروب حسين كامل.
في أجواء التوتر السياسي والتدهور الأمني تعمل الفضائيات المدعومة من دول خارجية على كل ما يخدم مصادر تمويلها، سواء بإحداث زلزال طائفي، أو بإثارة ملفات قديمة ،من قبيل
من كسر خشم خمش ، وللمزيد من التواصل، تابعونا على فيسبوك وتويتر .
مقالات اخرى للكاتب