قد يكون معيبا على مواطن عراقي ان يلوم الغرب قبل ان يلوم حكومته لعدم إتخاذ الاجراءات الرادعه ضد داعش وأخواتها وهي تمارس إجرامها بعنت وصلف مؤيد أو مسكوت عنه أو مستنكر على استحياء من المحيط الاقليمي والداخل العراقي , تقتل وتُهجِر وتستبيح اعراض الناس وكرامتهم وتهدم شواهد حضاريه ورموز مقدسه لدى الديانات السماويه الثلاث (ألأسلام والمسيحيه واليهوديه) , وتسعى لتغيير ديموغرافية المنطقه الواسعه من أرض العراق التي أقامت عليها خلافتها بتهجير مكونات أساسيه بعضهم يمتد عمقهم التاريخي فوق هذه الارض الى ماقبل ظهور الديانه اليهوديه وهم سكان الارض الاصليون .
طبعا لايمكن لمواطن شرقي بسيط مثلي أن يُقدِر مالذي يدور في رأس كيسنجر أوبريجنسكي أو فرانسز فوكوياما, وهل ان ما حدث قد تم بمعرفة مسبقه أو تخطيط أو أيحاء من أجهزة أمريكا الفاعله على طول وعرض الساحه الدوليه ؟
لكن ما حدث يثير تساؤلات عديده , فعلى ضوء وقائع ومجريات الموصل وغيرها من الاراضي التي تم وضع يد الدواعش عليها يتبادر للذهن تلك الهَبًه الانسانيه للولايات المتحده واوربا الغربيه وبمؤازرة بعض الجيوش العربيه بعد الجريمه الكبرى للمقبور صدام حسين بغزو الكويت , حيث اعيد الحق لاصحابه وعادت الكويت دوله بعد أن ألحقها الاحتلال الصدامي بالعراق عنوة , وما يجري اليوم في الموصل وما حولها هو جريمه بحق الانسانيه ضحاياها ابرياء لاذنب لهم غير انهم وجدوا اسلافهم يسكنون فوق هذه الارض , لكننا لم نلحظ أي تحرك دولي واضح لغرض إيقاف جرائم القتل والتهجير التي تمارسها عصابات هي أقل عددا وعده من جيش العراق في زمن صدام , وضحاياها اكثر من عدد سكان الكويت وان بعض سكان هذه المناطق يربطهم بالغرب الرابط الديني بالاضافه لرابطة الانسانيه التي يدعي الغرب حرصه عليها , أضف الى ان صدام حسين رغم كل جرائمه الشنعاء ومقابره الجماعيه واستخدامه اسلحة الدمار الشامل ضد شعبه وجيرانه هو مجرم عصري يمكن مقارنته مع هتلر او موسليني وسواهما من القتله , اما ابو بكر البغدادي فانه رجل قادم من وراء القرون محملا بكل ما في الماضي من عُقد تفوق عقد صدام , واعتقد ان عدوان داعش يُحمل الولايات المتحده مسؤولية الدفاع عن العراق بحكم الاتفاق الامني الستراتيجي بين البلدين بعد احتلال العراق والانسحاب الامريكي منه , وهو حالة التزام فُرضت بحكم حل الجيش وقوى الامن العراقيه بقرار الاداره الامريكيه .
.....لا اعتقد ان امريكا هاجمت نظام صدام لعيون سكان الكويت وإن ثمة حسابات أخرى , وما علينا الان هو الاستناد الى بعضنا البعض بوحدة كلمه ووحدة صف من أجل وطن ليس له إلا ابناءه , وطن يبحث عن هويته في مواقفنا وليس لنا من هوية سواه ... إن كان هذا منا فسيكون لنا وطن واحد وإلا فانهار دم وحريق قادم لايبقي ولايَذر.
مقالات اخرى للكاتب