العديد من السنوات التي مضت بعد سقوط النظام السابق ونحن كنا نتأمل ونتمنى من كل الحكومات التي توالت خلال السنوات العشر الماضية ان تقوم على محاسبة أي ضابط او قائد عسكري في الميدان او الادارة ولكننا لم نجد ذلك قد حصل وانتقدنا المنهج والاسلوب الذي حصل مع القادة العسكريين الذين تخاذلوا ووضعوا العراق وامنه على المحك وكنا نتمنى من السيد رئيس الوزراء السابق السيد المالكي ان يقوم بتلك الاجراءات ولكن لا نعرف ما هو السبب الذي يمنع ذلك وعاتبنا وكتبنا ان المواطن العراقي يتعرض الى تدمير وموجة عارمة من القتل والتهجير من قبل المنظمات الارهابية وهناك بعض القادة العسكريين يتآمرون كما يبدو على شعب العراق ولكن لم يحصل هذا الحل الذي نريده وهو ردع اولئك القادة ووضعهم تحت طائلة المسؤولية والقانون .
اليوم نحن مع رئيس الوزراء الحالي السيد العبادي الذي اتخذ خطوات مهمة جدا في السياق العسكري وضمن حدود مسؤولياته كقائد عام للقوات المسلحة بدءً من قائد القوات البرية ونائب رئيس اركان الجيش الذين رسموا صورة سيئة للجيش العراقي وجعلوا منه اضحوكة امام العالم والرأي العام العراقي فسلموا اكبر مدن العراق واقدمها تاريخا وحضارة الى ثلة من المجرمين القادمين الينا من خارج الحدود ، وكان عزلهم واحالتهم الى التقاعد نقطة مهمة ولكن يجب ان تكتمل بعرضهم على المحاكم العسكرية لينالوا جزائهم على تخاذلهم وما تسبب عنه من قتل المئات من العراقيين واكثر من مليون نازح ومهجر وتدمير الحضارة والاثار وغير ذلك ، كما ان خطوة وضع بعض قادة الافواج في الرمادي بسبب ما حصل من تراجع في الصقلاوية امر مهم ايضا لكي يتعلم الضابط او القائد العسكري انه امام مسؤولياته العسكرية وهناك حساب وعقاب على كل خطأ يقومون به حتى لا يتعلموا ان يتركوا ارض المعركة للجنود البسطاء ليكونوا ادوات القتل الجماعي على يد تلك التنظيمات الاجرامية ومن ليس له القدرة العسكرية على تلك المهمات ليتنحى جانبا ويترك المجال لغيره حتى يقوم بالمهمة المطلوبة منه .
ولعل اخر القرارات التي اتخذها السيد العبادي بعزل قائد عمليات صلاح الدين هو قرار سليم ايضا لأن الشبهات كما يبدو تدور حوله في قضية سبايكر فمنذ شهرين ونحن نلحظ ان التحرك البطئ لقواته في قاطع صلاح الدين يوحي اننا امام ترهل عسكري لا يستطيع مواجهة مجاميع ارهابية محدودة العدد وهو يمتلك جيشا له القدرات والعدد الكبير كما يرادفه قوات كبيرة من الحشد الشعبي فلماذا لم نرى افقا في قاطع العمليات والحال ان قوات الحشد الشعبي تمكنت من سحق الارهابيين في قاطع العظيم وصولا الى سلسلة جبال حمرين حتى الوصول الى ناحية امرلي وتحريرها بفك الحصار عنها وهو ما يعني ان وجدت الارادة بالتأكيد سوف نجد النصر وهذا ما اكدت عليه المرجعية الدينية اليوم في كربلاء ولابد ان تكون المحاسبة شديدة مع أي ضابط لا يثبت على الارض كما حصل من تخاذل في الصقلاوية ، اعتقد ان القرارات الصادرة من قبل القائد العام للقوات المسلحة هي قرارات حكيمة تصب في اتجاه تصحيح مسار المؤسسة العسكرية .
مقالات اخرى للكاتب