في فترة التسعينيات من القرن الماضي كنت العب كرة القدم وكنت أجيد اللعبة بشرطها وشروطها كما كان يقال لي وكما كنت ادعي وشاءت الأقدار أن يمنحني مدرب سوداني كان يدربني في إحدى الفرق الشعبية فرصة العمر في الاختبار في صفوف منتخب شباب العراق وعلى أرض ملعب الشعب الدولي الذي دخلته مستغرباً كما يدخل البرلماني قبة البرلمان لأول مرة ..!!.لن أنسى ذلك اليوم الذي التقيت به (عمو بابا)..و أنور جسام ..بدء الإختبار و اجتزته بنجاح باهر وأتذكر كلمة عمو بابا الكبير جدآ عندما تبسم بوجهي وقال (انتي راح تصيرين فلته يا ابن لعيبي)!!..كاد أن يغمى علي أقسم بروح عمو بابا الطاهرة ولكني تمالكت نفسي وانا ارتجف وأردت أن اتوسل بأحد الصالحين فلم أتذكر يومها إلا العباس عليه السلام. .كنت من بين 13 لاعبا اجتزنا الاختبار بنجاح وفي تلك اللحظات تخيلت أنني لاعب القرن القادم كما يتخيل بعض الساسة أنفسهم وقبل أن تاخذني مخيلتي إلى حيث البرازيل لاسجل هدفا في مرمامهم. .!! خيم الصمت علينا فهناك شخصية كبيرة دخلت الملعب وكان يدعى (ارشد ياسين)..! كان معه اثنان من الرياضيين أحدهم الآن يشغل منصبا رفيعا في اتحاد الكرة..اقترب منا الأستاذ ارشد كما يسمونه وهمس في أذن عمو بابا فتغيرت معالم وجه الرجل ثم توجه إلينا عمو بابا من جديد قائلاً سنعيد الإختبار لأن هناك شخصين سينضمان معنا إلى الاختبار واختبرنا من جديد ولكن حظي العاثر جعل عمو بابا يصفق لي عندما ضربت الكرة بكعب رجلي وجعلت الأستاذ ينتبه وسألني انت من وين ؟ قلت له من بغغغغغغغددداد!! فقال لي ولك اني أسأل عن اصلك من وين؟ قلت له من العمارة. .!العمارة أنهت الإختبار !!
خرج الأستاذ وخرجت خلفه بعد أن قبلني عمو بابا قائلاً لي. .الولد اللي اجو هسه اصدقاء للأستاذ وكان لازم اقبلهم بمكانك فاعذرني..والمستقبل كدامك. ...!!
تذكرتك ذلك الموقف وانا ارى ان اهل الوطن يقصون من أجل جماعة الأستاذ وان العمارة وأهل الجنوب لازالوا محرقة لكل حاكم حتى ولو كان شيعيا. .
فإن كان رافع العيساوي وزيرا للدفاع أو أن اسمه يطرق كوزير تلك جريمة بحق الدماء والابرياء. .
وإن كان برواري وفرقته الذهبية على طاولة المساومة فتلك جريمة بحق الشرفاء. ..
ما يحدث الآن أشبه بانقلاب على الدماء والأرواح. .
نحن نباع بالمجان ...
من أجل وزاراتهم. .وارهابهم. .ومجاملاتهم. .وفتاواهم. .وصمتهم. .!!
سيأتي في كل عام من يقول لنا المستقبل كدامكم والحقيقة الوحيدة أنها مقبرة وادي السلام كدامنا. .!!