Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
العيش على مضض
الأحد, أيلول 27, 2015
انعام كجه جي

يضع الملايين من البشر رؤوسهم على المخدة، كل ليلة، ويحلمون بارتداء طاقية الإخفاء والهروب من بيوتهم وأشغالهم وعائلاتهم وبدء حياة جديدة في مكان ناء من أرض الله الواسعة. ولعلها الرغبة في التنصل من المسؤوليات، أو كسر الرتابة التي تلتهم الأيام والأشهر والسنوات والعمر كله، بلا متعة حقيقية.
يان واحد من هؤلاء. شاب يتقاسم السكن مع شريكة حياته ميلاني. درس الهندسة المعمارية لكنه يعمل بائعًا لدى متجر للأجهزة المنزلية. لماذا؟ لأنه لا يملك أفكارًا عبقرية. هذا ما تخبرنا به الروائية الفرنسية آنا غافالدا في كتابها «حَيَوات أفضل». والكتاب السمين الصادر في سلسلة الجيب (440 صفحة) يحتوي على 3 قصص طويلة تصلح كل منها لأن تكون رواية، وثلاثتها تدور حول شخصيات غير مرتاحة في حياتها وتسعى لقلبها على البطانة.
يتعرف يان، ذات مساء، على سولومون، جاره الذي يقيم مع زوجة وطفلين في الطابق الأعلى من المبنى. إن شقة الجار ليست صامتة مثل شقة يان بل تنبعث منها صرخات وضحكات وموسيقى وأصداء معارك عائلية صغيرة. ومن المعتاد في الغرب أن تسكن سنوات بجوار بشر آخرين، الحائط لصق الحائط، دون أن تعرفهم بالأسماء أو تضع قدمًا في بيوتهم. وحدث أن تطوع يان لمساعدة سولومون في نقل قطعة أثاث ثقيلة فدعاه الجار لشرب كأس في شقته. إن ميلاني مسافرة، ولا بأس من تغيير نمط حياته وقبول الدعوة.
يلاحظ يان أن عائلة سولومون تقيم فعليًا في المطبخ وتترك بقية الشقة شبه فارغة. وحول مائدة المطبخ يستمع إلى الزوجين وهما يرويان له كيف تعارفا وتحابا فأنقذهما الحب من اليأس. وبالمقارنة بين سكون يومياته وصخب شقة الجيران، يكتشف يان أنه يعيش حياة بلا حياة. وعندما يذهب الولدان وأمهما للنوم، يواصل الرجلان الحديث حتى الفجر. وبدل الكأس يكونان قد شربا قنينتين. وخلال ذلك يحكي سولومون للشاب أصل الشراب الذي يحتسيانه وفصله. إنه آت من مزرعة للكروم يملكها رجل وامرأته. لكن صاحب المزرعة ينوي بيعها بسبب مرض أصاب الزوجة ومنعها من مساعدته. وهو قد قرر بيعها.
ينزل يان إلى شقته وعبارة جاره ترنّ في أذنيه: «ألم تلاحظ أنك طوال ليلة كاملة لم تّأتِ على ذكر شريكة حياتك؟». وينام على مخدة الحلم ويصحو وقد قرر أن يختفي. إن ميلاني تكره أخطاءه الإملائية لذلك يترك لها رسالة وداع صوتية مسجلة. وفي الرسالة يدرج 3 أسباب للانفصال: الأول، أنها تجبره على مغادرة الصالة حال انتهاء الفيلم في السينما، بينما يحب هو أن يقرأ أسماء الممثلين والفنيين حتى نهاية العناوين. والثاني، أنها تتمنع عن طلب الحلوى حين يذهبان إلى المطعم بحجة الحفاظ على قوامها. لكنها تمد يدها، دونما استئذان، لتلتهم أفضل قطعة من طبق الحلوى الخاص به. والسبب الثالث، هو أنها تتعالى على والدته وتعتبر نفسها في مرتبة أرقى منها. وكم كان يحزّ في نفسه أن تذهب والدته لتصفيف شعرها كلما جاءت لزيارتهما، لمجرد أن تكون لائقة بميلاني. وهو أمر لم تكن تفعله لزوجها.
يختلف النقاد حول آنا غافالدا، الروائية التي تباع كتبها مثل الخبز. وهي قد لا تكون أديبة عظيمة لكنها تعرف كيف تجس نبض المجتمع. وفيما يتعلق ببطل قصتها يان، فإنها ترسله في النهاية إلى مزرعة الأعناب. وهناك يلتقي بصاحبها ويخبره أنه آت من طرف سولومون لكي يساعده في العمل، بدل زوجته المريضة. ويتفحص المزارع زائره الشاب القادم من باريس ويُطرق برأسه صامتًا لبرهة من الزمن دون جواب. ويشعر يان بالإخفاق ويستعد للعودة من حيث أتى، إلى حياة يعيشها على مضض. لكن الرجل يرفع رأسه ويشير إلى جرّار زراعي في الحقل: «اذهب وجرّب قيادة ذلك الجرار لنَرَ».
ويذهب الشاب ليجرّب ويرى.



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.44394
Total : 101