(( إن ما حصل بعد مقتل الإمام علي ( رض ) كان صراع أبناء النجيبات ضد أبناء العاهرات و الذي أنتهى مع الأسف لصالح أبناء العاهرات ))
الكاتب و الأديب الراحل أسامه أنور عكاشه
قبل الخوض في هذا الموضوع الشائك أود أن يكون واضحاً أني لا منهم و لا عليهم و الذي دفعني للخوض فيه هي سوسه أو سوله أو دوده، سَمها ما شئت. وعليه و لكوني لا منهم و لا عليهم فأن ما يهمني من مناقشة صيام عاشوراء هو بعده السياسي المعاصر و ليس بعده الديني الذي لا يهمني لا من قريب و لا من بعيد. ما أقصده ببعده السياسي هو دخوله كعامل وسبب للتفرقه و التشرذم بين العراقيين السنه و الشيعه وكأن ال 17999 عامل و سبب للتفرقه و التشرذم غير كافيه فأبوا الا أن يضيفوه ليصبح الرقم 18000 الأكثر أناقه.
يصوم المسلمون السنه يوم عاشوراء لأعتقادهم حسبما رُويَ من أحاديث وقصص وأساطير بأنه اليوم الذي :
1- دحى الله عز و جل فيه الأرض وجعلها كرويه بعد أن كانت مسطحه !!!!!!.
2- لقاء أبونا آدم عليه السلام بضلعه حواء عليها السلام بعد فراق وشوق طال أمده !!!!!.
3- رسو سفينة نوح عليه السلام على جبل الجدي !!!!!.
4- أنقاذ أبراهيم عليه السلام من نار النمرود !!!!!.
5- أنقاذ يونس عليه السلام من بطن الحوت !!!!!.
6- أنقاذ موسى عليه السلام من فرعون !!!!!.
7- فوز المنتخب العراقي عليه السلام ببطولة كأس العالم لكرة القدم !!!!!.
ويعتقد أن الأسباب هي 10 ولكني للأسف لا أتذكر الا السبعه أعلاه.
وهكذا و كما هو واضح فأن يوم عاشوراء هو بحق يوم الأنقاذ العالمي .
لن أناقش مصداقية الذي كان حاضراً يوم دحى الله الأرض وسجل تاريخه ولا الذي عثر على مذكرات أبونا آدم وفيها تاريخ لقاءه الحميم بضلعه حواء ولا سجل سفينة نوح وفيه مدون تاريخ الرسو ولا سجل فرقة الأطفاء الملائكيه وفيها تاريخ أطفاء حريق النمرود بعد أتصال تلفوني تلقته من أبو الأنبياء أبراهيم و لا سجلات حرس الشواطيء التي أقتنصت فيديوياً اللحظه التي زاع فيها الحوت يونس ولا فوز المنتخب العراقي بكأس العالم ولكني سأناقش أنقاذ موسى من فرعون لأنه السبب الوحيد الذي يستحق أن يناقش رغم تهافته.
1- محرم من الأشهر القمريه و التقويم الذي كان مستخدماً في مصر الفرعونيه هو التقويم الشمسي لأن هِبة النيل كانت ولا زالت بلداً زراعياً سيحياً يعتمد على المواسم و الدورات الزراعيه ومواسم فيضان النيل و شحته والتي لا يمكن حسابها إلا بالتقويم الشمسي الثابت المواسم لا بل إن من دلائل تطورهم في علوم الفلك و حركة الشمس و دورانها حول الأرض إنهم تمكنوا من ضبط سقوط شعاع الشمس على وجه تمثال أحد فراعنتهم من كوه في سقف المعبد في اليوم الذي يصادف ذكرى مولده و اليوم الذي يصادف ذكرى جلوسه على العرش ولو كان تقويمهم قمرياً لأستحال ذلك.
2-تقريباً ربع القرآن الكريم يتحدث عن بني إسرائيل و موسى وقبلة المسلمين الأولى كانت هيكل سليمان فهل يُعقل أن يغفل النبي محمد (ص) تاريخ خلاص موسى من فرعون و لا يكتشفه إلا متأخراً و قبيل وفاته بفتره وجيزه كما يروى .
3-كلنا نعلم مدى تمسك اليهود بتعاليم ديانتهم و ما جاء بالتوراة و بالتلمود خصوصاً فلو كان هذا صحيحاً و مذكوراً بالتلمود أما كان الأولى بيهود اليوم صيام عاشوراء وهل كانت الدوله العبريه تفوت فرصة جعل هذا اليوم عطله رسميه و تحتفل به بأعتباره الأحتفال الديني الأهم في تقويمهم.
4-لا خلاف على سيطرة اليهود السياسيه و الماليه و الأعلاميه على مقدرات العالم اليوم فلو كان هذا صحيحاً هل كان اليهود يتوانون عن أجبار الأمم المتحده على الأحتفال عالمياً بهذا اليوم و جعله يوم الأنقاذ العالمي أسوةً بيوم المرأه و يوم الطفل.
5-يوم عاشوراء هو يوم مشهود في تاريخ العرب و البشريه جمعاء فلأول و لآخر مره في التاريخ البشري تقتل أُمه ما إبن بنت نبيها فلو سألنا أنفسنا و بكل ما توثقنا به من قصص و أحداث و أحاديث عن حب النبي (ص) لسبطه الحسين (ع) ولا خلاف على ذلك، هل هناك من هو أكثر أمتثالاً و تطبيقاً لسنة النبي من سبطه و حبيبه الأمام الحسين (ع) فهل كان الحسين صائماً يوم عاشوراء وأذا كان الحسين مارقاً بخروجه على سلطة ولي الأمر و رفضه مبايعة أمير المؤمنين و خليفة المسلمين الطاغيه الفاسق الفاجر يزيد (رض)!!!!! أبن الصحابي الجليل معاويه أمير المؤمنين و خليفتهم و خالهم (رض)!!!!! حفيد الصحابي الجليل أبو سفيان (رض)!!!!! و الصحابيه الجليله هند بنت عتبه (رض)!!!!! آكلة كبد الحمزه (ع) فهل كان قادة جيش الدوله الأسلاميه المظفر المؤمنون بكتاب ألله و المطبقون لسنة نبيه صائمون أو حتى أحداً منهم كان صائماً.
من كل ما تبين أعلاه فأن السبب المنطقي الوحيد ل" بدعة " صيام عاشوراء هو ألهاء القسم الأعظم من المسلمين عن الحدث الجلل و الجريمه الشنعاء التي أرتكبتها الدوله الأسلاميه الأمويه بقتل الأمام الحسين (ع) و أبناءه و أخوته وأصحابه و سبي النساء و الأطفال من آل بيت النبوه حفيدات نبي الأسلام و مؤسس دولته وبدل الوقوف ملياً و مراجعة ما حدث لبيان أسبابه و كيفية حصوله و دراسة أسباب أنهيار منظومة القيم و الأخلاق في المجتمع الأسلامي بهذه السرعه التي سمحت و أيدت مثل هذه الجريمه الشنيعه بحق نبي الأمه و عترته من آل بيته نرى اليوم أغلب المسلمين يحتفلون بهذا اليوم أبتهاجاً لقناعتهم بأنه يوم الأنقاذ العالمي لا بل أن منهم من يحتفل به بأعتباره عيداً للظفر حيث ظفرت الدوله الأسلاميه الأمويه المؤمنه وجيشها المظفر بالمارق الحسين بن علي الخارج عن سلطة أمير المؤمنين ولي أمر المسلمين يزيد بن معاويه رضي الله عنهما !!
مقالات اخرى للكاتب