بالأمس حملت لنا الأنباء بشائر تطهير ناحية جرف الصخر بالكامل، الناحية ذات الاهمية البالغة لتنظيم داعش الإرهابي والتي تشكل حاضنة ونقطه حيوية لتحركاته وسيطرته الميدانية، ولهذا طالت فيها العمليات الأمنية وتراوحت فيها بيانات المعركة بين كر وفر، نظرا لأهميها وطبيعتها الجغرافية وموقعها الخطير جدا وخصوصيتها كنقطة محورية للتحرك ومسك الأرض وتضييق الخناق على العاصمة للإستمرار بهاجس التقدم الذي تريده هذه القوى التكفيرية بإتجاه بغداد. جرف الصخر هي جرف الصبر وبوابة النصر، الصبر الذي طال إنتظاره بتطهير هذه المدينة التي تشكل محورا مهما في تطورات المعركة وتعد بوابة نحو التحول العسكري في سير المعركة المتعددة الأطراف والجغرافيا. ولهذا فإن جرف الصخر مفتاح تلك المعادلة الشائكة، المعادلة التي هدفها الوصول للعاصمة عن طريق العمق الاستراتيجي الذي تمثله حالة مسك الأرض لهذه المنطقة التي تقع على اعتاب بغداد وكربلاء والأنبار، خصوصا الأخبار الصفراء الأخيرة عن قرب داعش من بغداد وحالة التأهب والقلق التي شهدتها العاصمة مؤخرا.
هذه الأنباء المهمة تصلنا بالتزامن مع انباء أخرى لإنتصارات تحققها قوات الجيش العراقي مدعومة بالحشد الشعبي وطيران الجو العراقي والأجنبي شمالا في تكريت وهروب الدواعش من بيجي والتقدم الإيجابي بمساندة بعض العشائر التي بدأت تدرك أخيرا بانها المتضرر الوحيد من وجود هذه القوى المتطرفة وتعاظم قوتها وبقاءها في الميدان بخرابيط الدولة وتطبيق الشرائع الفاسدة.
المطلوب الآن استثمار هذا التطور المهم واستثمار تعاظم الروح المعنوية التي تصنعها هذه الإنتصارات لقواتنا الأمنية والمضي بتضييق الخناق على داعش وصولا الى ساعة النصر التي ينتظرها الجميع بمناطق أخرى في اطراف ديالى والأنبار وتكريت وصولا للموصل.
ولهذا يقع على عاتق المنظومة السياسية والعسكرية التعاطي مع الحالة الجديدة والبدء من نقطة التحول الحاسمة هذه، كما يقع على الإعلام العراقي مهمة القيام بواجبه من خلال تسليط الضوء على حجم هذه الإنتصارات، والمضي بدعم القوات الأمنية وإرسال تطمينات الى الشارع العراقي الذي ينتظر مثل هذه الأخبار ويبحث عنها في وجوه الصحفيين والإعلاميين.
سلاما على أبطالنا من قوات الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي المجاهدة، وهم يقدمون اروع ملاحم النصر وابهى لوحات الصمود والبسالة بإنتصار مهم في مرحلة مهمة من مراحل حرب الإستنزاف التي نعيشها، سلاما لأبطالنا وهم يردعون الإرهاب ويلجمون المتسابقين للتشكيك بإرادة العراقيين وقدرتهم على الإنتصار، هذا ونحن مقبلون على باكورة الانتصار الخالد الذي تحمله عاشوراء النصر والثبات.