ماأن مررت في وقت الغروب في شوارع بغداد حتى ترى بأن جميع المحلات والمطاعم لاتزال تعمل وكأن يوم العمل بدأ الان، ناهيك عن أن كل من هذه المحلات والمطاعم وختى البسطيات تنير زوايها عشرات المصابيح وذلك لكون القدرة الشرائية جيدة جدا وشراء المصابيح ليس بالمكلف، كما أن عملية تأسيس الكهرباء عشوائية ولايحاسب أحد عليها وهكذا هي " وايرات السحب" كما يسموها.
عجيب أمرنا ومن دون كل دول العالم فأننا وبالرغم من عدم توفر الكهرباء، الإ أن بمجرد دخولك أحد المطاع حتى ترى سقف باحة المطعم مرصعة بالمصابيح وقد يصل عددها فوق المئة! وهكذا مع الباقي ! فأبو البسطية لديه واير سحبه من احدى مصادر الطاقة قد يكون محل مجاور او كيبل حكومي أو قرضة حسنة من أحد المحسنين.
موضوعي ليس الكهرباء ولا حتى التجاوزارت وماشابهها من اسراف اقتصادي لايطاق، إن بقاء المحلات مفتوحة حتى ساعات المساء المتأخرة ليس الا أحد اوجه الاسراف التي لاتسمح للمواطن أن يقنن شراءه، خصوصا أننا في دولة نرى أسواق مدننا مكتضة بالمارة والمتبضعين ليل نهار! ولو وقفت وبحثت في هويات وباجات المارة في الاسواق ستعرف حينها بأنهم فيهم من الموظفين الذين يعملون في السلك الوظيفي ولكنهم خرجوا من الدوام لأسباب شتى! ناهيك عن ان البعض الآخر قد يكون موظف وله بسطية قبل أو اثناء أو بعد الدوام.
وأنا اتصفح شبكات الانترنت والصحف الالكترونية فأبدأ اهتم بالقراءة عن حادث مروع حدث في مكان ما من بلدي لأنتقل بعد ذلك واتوه في احدى قصص أجاثا كرستي المحلية!! وهنا يبدأ تساؤلي ماهو الهدف من نشر القصص البوليسية والجرائم الكبرى ونحن بأمس الحاجة لمن يدفعنا للتثقيف من أجل المستقبل. فالقصص البوليسية موجودة في القنوات الفضائية التي بدأت تحاصرنا بمجرد أن نترك قنواتنا الطائفية التي أدخلت علينا الارهاب بكل أشكاله! ناهيك عن الارهاب الذي يحدث لك من أقرب المقربين لك والذين يؤدون دورا تخريبيا ولايحسبون أننا كلنا سوية نواجه أرهابا أعمى لايرحم اطلاقا.
أنشد من كل من يقرأ مقالي هذا وخصوصا اولئك الذين لهم الهام كتابة المقالات وكذلك كل اولئك الذين لديهم الامكانية في النشر والاعلام عن الكلمات الحرة أن يكون الاهتمام بالوضع الاقتصادي لعبور الأزمة الاقتصادية في بلدنا العراق من خلال نشر الأفكار من كل صوب ومكان، وأن يعمل الجميع تحت مظلة الثقافة الاقتصادية التي اجتمعت قبلنا عليها الدول الاشتراكية وطرفها الضد وهي الدول الرأسمالية، وهانحن اليوم نعاصر منظومة الوحدة الأوربية التي أساسها اقتصادي بحت ولايوجد اي تأثير آخر أو مظلة غير الاقتصاد! حيث في الأزمة الأخيرة التي ضربت اليونان، ظن الجميع بأن المنظومة الأوربية ستعمل على إخراج اليونان منها! إلا أن المانيا العظمى قالت " أن خروج اليونان من الوحدة الأوربية سيكلفنا أكثر من بقائها معنا"!! هكذا هو الاقتصاد عندما يكون علما يقتدى به! وخصوصا اذا كان عند شعب مثقف اقتصاديا!
ترى هل سيكون الاعلام عامل ايجابي في نشر الثقافة الاقتصادية؟ أم أن الأعلام يدرك بانه في العراق لايؤثر وأنه فقط استعراض للكلمة ومعناها.
مقالات اخرى للكاتب