من بين طبائع العراقي في الحديث انه قد يفاجئك على غفلة بسؤال يسبقه بـ(ـفنّك تعرف) . يقصد بها اتحداك. قبل أيام سألني طيّب منهم: فنّك تعرف ليش داعش ما يحارب إسرائيل؟ تصورته يقصد ان داعش نتاج إسرائيلي فأجبته بسؤال أيضا: تقصد ان إسرائيل هي من انتجت داعش، مو؟ لا. لعد ليش؟ لأن إسرائيل لديها قنبلة ذرية. قلت له: لكن فرنسا أيضا تمتلكها وكذلك أمريكا يوم هجم الإرهاب برجيها على رأسها. ضحك وقال: بس اكو فرق كبير. وهو؟ فرنسا وامريكا قوة اكو بس جرأة ماكو. أفصح يا أخي. ابتسم ابتسامه الواثق بنفسه جدا وقال: اسمع، داعش يعرف ان الغرب لا يستعمل القنبلة الذرية لأنه امجتف نفسه بحقوق الانسان ومواثيق ومعاهدات. أما إسرائيل فما عدها يا يمّه ارحميني، تدوس الدكمة وتحرك "الأمة" حرك. بصراحة احترت بماذا اجيبه فارتاح لأنه اقتنع بأنه غلبني. وليغلبني.
قبل النوم جرني البحث على الانترنت عن موضوع اقرأه لأعثر على لقاء صحفي في مجلة "الشبكة" اللبنانية مع سبية إيزيدية نجت من قبضة داعش. السبية في الثالثة عشرة من عمرها لم يعلن جسدها بعد أنه غادر شكله الطفولي الى تضاريس المراهقة، بحسب وصف الصحافية التي اجرت معها اللقاء.
كل كلمة تفوهت بها السبية وهي تصف ما جرى لها خلال الأشهر الخمسة السود شحنت انفاسي بالغضب والألم حتى أصبحت لا اميز بين الشهيق والزفير. ما احقر هذا العالم الصامت عن الذي يجري. شتمت اللحظة التي ولدت فيها والتي دخلت فيها المدرسة أول مرة. ليتني لم اتعلم القراءة والكتابة. أعلى هذا النوع من الوحوش يحسب انتسابي القومي والديني والإنساني؟ ألف طز بهذا الحسب والنسب اذن.
ورغم ان الغضب اعمى عيني لكني تمثلت وجه زينب أمامي يوم صاحت عند قتل اخيها واخذها سبية "ليت السماء انطبقت على الأرض وليت الجبال تدكدكت على السهل". ومن ذا الذي يجيب دعواك يا زينب غير القنبلة الذرية؟
يا أيها العراقي الطيب الذي سألتني عن سر جبن الدواعش امام إسرائيل، ومن أنجبهم وموّلهم وغذّاهم بعقيدة السبي والقتل والهمجية، انك على حق.
هاكم رابط اللقاء، والتمسكم ان تدلوني على من يعيرني قنبلة ذرية ولو ليوم واحد فقط.
http://magazine.imn.iq/articles/view.17523/
مقالات اخرى للكاتب