رغم كل الجراح والآهات، رغم المفخخات والأحزمة الناسفة والأحزان، رغم سهام الغدر التي تقذف من قريبٍ أو بعيد، رغم دموع الأمّهات والثكالى والأرامل، رغم بكاء الأطفال ونحيب الفتيان، رغم كل الأصوات التي تنعق بالموت، رغم إعلامهم المسموم الموجّه ضدنا، رغم كل شيءٍ ظهر أو بطن، إلا أننا بقينا شامخين ولم نمت كما أرادوا لنا، فهم لم يستطيعوا إيقاف عجلة الحياة في بلدنا العراق.. بالأمس وليس غيره، زرعنا بقلوبهم الرعب، نعم زرعناه بجرأةٍ ومن دون سلاحٍ أو عتاد، زرعناه بك أيتها (المدوّرة) عندما تلاعب لاعبونا بهم منذ أن وطأت أقدامهم منتخبنا الأولمبي أرض مسقط، صرخت الأسود بصوتٍ عالٍ للثأر، زأرت الأسود لتعلن أن العراق كان وسيبقى حاضراً وبقوةٍ في كل ميدانٍ، واجهونا إن استطعتم بمنازلةٍ شريفةٍ.. لا تضربونا كما يفعل الجبناء باستهداف الظهور، نعلم أنها شيمتكم التي (تفاخرون) بها أيها الأراذل.. نازلونا بأي مكانٍ وزمانٍ تختارونه تحت أشعة الشمس أو ضوء القمر، ولكن وجهاً لوجه، هذا أن كنتم ممن تحسبون على الشجعان وتخسئون أن تكونوا (شجعاناً).. نازلونا يا أشباه الرجال ممن ليس لكم آباء ولا أوطان، لتروا فعل الأسود التي تعالى زئيرها وهي تنشد حقوقاً للشهداء والمظلومين من أبناء وطنٍ ذهبوا قرباناً له.. لقد كان أبطال الملاعب سنداً قوياً وداعماً لقواتنا المسلّحة البطلة التي مرّغت الإرهاب وأنوف من يأتمرون باوامر الإرهابين والظلاميين في وحل الهزيمة والعار.. نحن نقول.. بلادنا وإن جارت علينا فهي عزيزة، وليتكم كنتم من أبناء الوطن، لرأيناكم ساعة الفرح الكبير مع إخوانكم من العراقيين، ولكننا نعلم وخبرناكم كثيراً فعرفنا أنّكم لا تنتمون الى وطن، غير وطن الإرهاب، فسحقاً لكم وستركلون كما ركل مهنّد عبد الرحيم كرار كرته التي مزّقت شباك المنتخب السعودي الذي سيبقى يتجرّع فعل الأسود لسنين طوال.. مرحى لجالبي الفرح وهازمي الأحزان، عشاق وطن وضعوه في القلوب، وبسبب ذلك كانوا يستهدفون من الجبناء.. الأسود، الأسود.. بكم سنطوي صفحاتٍ سوداء ولن تعود.. مبروك لنا الفرحة وتعساً لكل من يريدون زرع الأحزان التي ستنتهي رغم أنوف الجبناء... ترصّدوا ما طاب لكم، وردّنا سيكون بالفرح سنهزمكم.
مقالات اخرى للكاتب