بالرغم من تنوع مآسي العراقيين خلال عقود من الزمن الى يومنا هذا نجد انه من المناسب التخفيف في المرادفة للألم من كارثي الى مأساوي.ربما أقنع نفس ,في اقل تقدير,إننا لسنا في زمن كارثي لحد الآن.
لكن التصريحات للكثير من في يدهم الحل والربط يطلقون تصريحات مجرد إيهام الإعلام والرأي العام العراقي لاسباب يعلم الله والمتبحرون في السياسة أسبابها من قادة البرلمان ومجموعة المستشارين الذين يلتفون حل الرئاسات الثلاثة..لا غيرهم,لان الغير مُبعد أصلا من إبداء الرأي.
1: اليوم يُصرح النائب شيروان الوائلي ثلاث تصريحات كما شاهدها الجميع على الشريط الإخباري لفضائيات عدة بما يلي:إقتراح مشروع تحويل بعض الاقضية الى محافظات جاء في الوقت الغير مناسب,لكنه لم يقل إنها دعاية انتخابية ,كما أراها .ثم أضاف:إن تصريحات المستشارة مريم الريس بوجود 500000(نصف مليون) إرهابي من داعش أساء للوضع الأمني.ماذا يقول أو سيتخذ المالكي من إجراء حول تصريح غير مسؤول ولا عسكري؟ثم عرّج على تصريحات وكيل وزارة الداخلية حول الأسلحة الموجودة في الفلوجة بأنها غير دقيقة لأنها تعادل أسلحة الجيش ان لم تفوقها.
لماذا لا يترك النواب مهما كانت مهمته في المجلس كل التصريحات التي تخص التحركات العسكرية,مثل ما صرح بها حسن السنيد اليوم بأن عمليات بغداد تنفذ عمليات عسكرية حول حزام بغداد.حسنا,نتمنى لهم الانتصار على الإرهابيين من كل قلوبنا ,لكن هل من واجب السنيد ان يصرح بهذا الأمر حتى ولو كان رئيسا للجنة الأمن والدفاع البرلمانية؟اذا كان السنيد يصرح بهذا فما عسى الضباط المسؤولين على العملية أن يصرحوا؟
2: انفجرت أربعة سيارات مفخخة اليوم في كركوك مرة واحدة ذهب ضحيتها العشرات من القتلى والجرحى.كيف ولماذا تحدث مثل هذه الانفجارات في مناطق يفترض أن تكون محصنة أمنيا ؟أين الحس الاستخباري؟أين الجهة الأمنية المسؤولة عن ألمنطقة من الشرطة الإقليمية أو الاتحادية؟ هل يمكن أن نقول أنها عمليات مدبرة من بين المتصارعين على السلطات في كركوك.في كل الأحوال الضحايا هم الأبرياء.هل إعلان قضاء الطوز محافظة سوف يمنع المفخخات؟
3: عشرة من أعضاء مجلس الديوانية الموقر تركوا أعمالهم في المجلس ليتحضروا للانتخابات البرلمانية حيث رُشحوا إليها.مجلس المحافظة مُعطّل بلا عمل.الناس تقول لقد تخل أعضاء المجلس العشرة عن واجبهم وبرنامجهم وخدعوا أهل الديوانية ليصعدوا على أكتافهم الى البرلمان ,قال احد المتألمين الذي أعطى صوته لأحدهم. كيف يسمح حزب أم تحالف الى احد ممثليه في مجلس محافظة ما أن يترك واجبه ويرشح نفسه للبرلمان؟أين الإخلاص؟أم إن هناك "الكعكة" أكبر وألذ؟
4: لكن للفرحة مكان في قلوب العراقيين بالرغم من النكسات.
فظهر في نهاية النفق الأمل وتتوج بانتصار الفريق الاولمبي العراقي لسن دون ال22 علم بكأس آسيا, خرج الناس للاحتفال بهذا النصر متحدين التفجيرات ومن يقف ورائه,مهما كانت تسمياته.ربما يستغل ضعاف النفوس المجرمين بالإسراع بوضع سياراتهم في أماكن قد تبدو فارغة بسبب الفرحة في مركز بغداد,لكن الناس خرجت لترقص فرحة لتخلق جوا مرحا فرحا بعيدا عن الممنوعات المتكاثرة في المجتمع العراقي.
أجزم إنها لم تكن مسموح بها لولا هذا الانتصار الكروي.لكن هو نوع من التحدي للممنوعات تلك.انهالت الكلمات والبرقيات من الأسماء"اللامعة" في العراق الجديد,بدأها المالكي ثم تلاه الخزاعي ونصير العاني بأسم رئيس الجمهورية الغائب منذ 13 شهرا ومن ثم كل الرهط الوزاري.اتفقوا على ارسال البرقيات لكنهم اختلفوا على إقرار الموازنة.تنحية وزير المالية وكالة كانت بسبب الأربع مليارت دولار التي طلبها المالكي منه لسد العجز في الميزانية ولرفضه الطلب كان عليه أن يعطي الحقيبة الى الصافي حتى يستطيع المالكي من تمرير القرض من المالية,وهو نفس السبب لتنحية سنان الشبيبي ونائبه.هل يستطيع المالكي مع كل وسائل الأبعاد والإقصاء من إقرار الموازنة؟
5: وإذا تحدثنا عن الأمل فنرى إن في اليمن نجح مؤتمر الحوار الوطني واتفقوا على الحل الوطني ولإنهاء الصراع الدامي منذ إبعاد علي عبدالله صالح عن الحكم.شعب بإمكانيات محدودة يريد أن يعيش بسلام ويقول كفى لإراقة الدماء.فلماذا لا يعقد المؤتمر الوطني في العراقي و العراق بإمكانياته وخبراته وكوادره يستطيع ان يجد الطريق الأفضل لإيقاف النزيف المستمر منذ عشرة أعوام وليبدأ ببناء الوطن.لكن الإرادة السياسية كانت قد اختفت عند البعض ولا يريدون أن يعترفوا بأنهم فشلوا,ولان الحس الوطني أصبح في خبر كان عند الكثيرين منهم .
الفرحة يجب أن تدخل البيوت العراقية بعيدا عن التفجيرات والاحتراب السياسي المحاصصاتي المقيت.
لا تجعلوا الدموع تنهمر بسبب القتل والتفجيرات والعوز,اجعلوها تنهمر من الفرح.لكنكم غير قادرين
مقالات اخرى للكاتب