من منا لا يجيد لغة العيون؟..شعب أعتاد عليها؛ فنحن المذبحون في محاجر الطغاة والمعلقون على أعواد المشانق بسبب كلمة, أو كتاب, أو مسجد, أو أغنية. لم نستخدم ألستنا إلا للمديح والإطراء والثناء والتبجيل والتعظيم؛ خوفاً من إنقطاع الخبز, أو النفس في أحيان كثيرة..!
لم نزلّ كذلك, لا نقوى على البوح بما نريد, وسنبقى إن بقوا!..التساؤلات كثيرة, وتزداد يوماً بعد يوم, بإلحاح, وحاجة ماسة, بحثاً عن إجابة, أية إجابة, لنعمل وفقها للمستقبل؛ فإما الرحيل, أو الفناء في بقاءٍ أشبه بالموت..!
هل سأعود سالماً؟..سؤالاً صباحياً يخترق النفس العراقية, تجده حائراً في العيون, باحثاً عن إجابة, ولعله يجدها بصوت مفخخة, فعلها أسرع من صوتها..!
متى ستمطر ثانية؟..وإن مطرت فهل ستغرق العاصمة؟ وإن غرقت فهل سنموت؟ أم إنّ الصخرة أزيحت وأنتهى الأمر؟!
متى وهل وأين وكيف...يلخصها السؤال العراقي الناطق: (شلون بينا)؟ من لا يرغب بحياة أفضل, ومن يصرّ على بقاء الجنون المزدحم في بلاد الشمس؟!.. قدرتنا على الإجابة أقدر وأبلغ من صمت جرحنا النازف؛ فنحن من يصنع الحياة, إرادتنا فقط؛ أما المجرب فمن الغباء تجربته مرة أخرى..
الإنتخابات في بلد كالعراق, عاش عهود تسلطية بغيضة, تعد مناسبة وطنية وتاريخية تتجلى بها قيم الحضارة المظلومة للرافدين, ودماء الشهداء التي أريقت بدرب الحرية وهي تمتزج بدموع الثكالى والأرامل والجياع..إنها النتيجة, لحظة قطف الثمار, ليس عليك سوى أن تحسن التصرف بما تجنيه؛ وإلا ستذهب سنوات العمل المضني هدراً ولن يتوقف القدر عند فرصتك الذهبية..!
الجميع يتطلع لسير العجلة, لكن قلة الذين يسعون لتحريكها, والفرق بين الأمنية والواقع كبير..غداً سنكون على موعد مع التغيير, وهو المعنى الأهم في المفهوم الديمقراطي؛ عندما يُسلب, فلا نلومنّ إلا إنفسنا, سيما إننا نطالب بما عجز السادة المسؤولين عن تحقيقه طيلة عقد كامل؛ فكيف ننتظر ما هو أحسن ممن قدّم الأسوأ؟!..دوننا الورقة والصندوق؛ وليس معنا سوى الله, والضمير حكماً على أعمال دورتين كاملتين؛ أخفق صاحبهما بكل شيء, سوى مأساتنا اليومية..!
مقالات اخرى للكاتب