بادر شيوخ عشائر البصرة، الى عقد مؤتمر، يوم السبت 12 آذار 2016؛ بشأن "الإعتداءات التي يتعرض لها الأطباء" غاب عنه ديوان وزارة الصحة ودائرتها في المحافظة، مثلما تخلفت نقابة الاطباء.. المركز العام، وسد فرعها الشاغر.. بديلاً أمثلَ.
شيوخ آل بو محمد والعبيد وعشائر أصيلة أخرى، أقدموا على ما تلكأت عنه الجهات المعنية.. الوزارة والنقابة.. مركزيا، في الوقت الذي أثني خلاله على جودة أداء فرع البصرة من نقابة الاطباء، في ايصال صوت هيئتها العامة، في العراق كافة.
أمراء القبائل وشيوخ العشائر ورؤساء الافخاذ، في البصرة، نابوا عن رجالات العراق ذوي الكلمة النافذة.. المسموعة بالخير؛ إتقاء الشر، في توقيع عهد بعدم الاعتداء على الاطباء، من خلال مؤتمر خاص بهذا الشأن، أسفر عن وضع اللبنة الأولى لأدانة السلوكيات اللامسؤولة من بعض المراجعين، إزاء الأطباء، متعاهدين على طرد المسيء من حمى العشيرة "كسر عصاه" وقوفا مع قانون حماية الاطباء، الذي أصدرته الدولة، من دون إستحضار آليات ناجعة في تطبيقه!
فالقرارات في العراق.. نصفية، مرسل.. لا متلق لرسالته؛ تصدر قانونا غير مفعل.. من دون "كتلوك" لتنفيذه، ولا سلطة للتطبيق! شفعا بلا وتر!
وحد أطباء العراق كلمتهم، إعتماداً على جهودهم الذاتية؛ ناسجين علاقات طيبة بين الناشطين ورؤساء العشائر الاصلاء، تكللت بمؤتمر نتجت عنه توصيات، أبرزها توقيع وثيقة عهد بعدم التعرض للأطباء، ولا تهديديهم عشائريا.. وثيقة ملزمة لعشائر العراق كافة، بالتوازي مع مواد قانون حماية الاطباء..
قصور النقابة، وعزوف الوزارة عن التدخل.. بعد ان دعوناها ولم تلبِ، بينما دائرة صحة البصرة ضبابية المشاركة، لم تتضح ملامح وجودها في المؤتمر، مع من ضد من!؟ تخبط لا خريطة ولا علامات دالة تبين موقفها من المؤتمر نفسه ومن المحور المعقود بشأن.. فهل هي مع المسيئين، تؤازرهم في الإعتداء على زملاء المهنة؟ هذا ما نتلمس خيطا يفضي بنا الى الاجابة عليه! مثلما ألتمس الزملاء، إبداء حسن النية؛ وتبييض وجوه الزعماء القبائليين الاشراف، الذين شرعوا سنناً رادعةً، تلزم أفراد عشائرهم بإحترام الطبيب، وتقديس مهمته؛ بشكل يضعنا امام مسؤوليتنا الانسانية والاخلاقية، من حيث الترحيب بهذه الخطوة، مبرزين الجوانب الإيجابية في عملنا باتباع روح الاخلاص في الأداء، مقدمين خدمات أقصى من رائعة تثبت جدارتنا وكفاءتنا وعلميتنا، في ظل الظرف المناسب الذي توفره وثيقة عهد العشائر للأطباء.
وهذا ما اتمنى على وزارة الصحة ونقابة الاطباء، تعزيزه إعلاميا بأساليب إيجابية مدروسة مباشرة، وفق طرح تأملي، عبر الوسائل المقروءة والمكتوبة والمرئية؛ تشجيعاً للطيبين في بلدنا على مزيد من تعاون وتمتين أواصر المحبة.. ليت لهما موقف ولو اعلامي.. يسعد القول ان لم يسعد الحالَ.
مقالات اخرى للكاتب