بغداد – رغم المشاكل السياسية الكثيرة والخطيرة التي تعيشها البلاد حاليا والتردي الأمني بسبب التشتت السياسي، أبدى العراق استعداده للتوسط بين دولة الإمارات العربية وإيران لحل مشكلة الجزر الثلاث، طنب الصغرى والكبرى وأبو موسى، التي احتلتها إيران في سبعينات القرن الماضي، والتي أثيرت مرة أخرى أثر زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لهذه الجزر.
وقال نوري المالكي خلال لقائه في بغداد وفداً إعلامياً كويتياً يضم أيضاً وزراء ونواب إن "مشكلة الجزر لا يمكن أن تحل إلا من خلال الحوار بين الإمارات وإيران"، موضحا "استعداد العراق للعب دور الوسيط".
استعراض المالكي السياسي أمام الوفد الكويتي يحمل في ذاته الكثير من التهافت والضعف وعدم حقيقته وجديته، فقد فات على المالكي أن إيران رفضت اي حوار بشأن قضية الجزر وهي في اشد حالات ضعفها، لاسيما بعد أنتهاء حرب الخليج 1980- 1988، فكيف تقبل اليوم بالحوار فيما هي في اقوى حالاتها؟ وهل سينجح المالكي التابع لطهران أن يقنعها بتسليم الجزر الثلاث للإمارات؟.
كما أن المالكي لم يقرأ تاريخ العلاقة بين الإمارات وإيران وأحتلال الأخيرة للجزر الثلاث، فالدولتين يحتكمان في هذه القضية إلى أتفاق موقع بينهما عام 1971 برعاية بريطانية يقضي بتقاسم أبو موسى بينهما، مع الإشارة "أن لا إيران ولا الشارقة ستتخلى عن المطالبة بأبو موسى، ولن تعترف أي منهما بمطالب الأخرى".
كان الاجدى بالمالكي ان يتوجه الى الاطراف العراقية التي يخاصمها بقوة سرا وعلنا، وينهي ازمته التي بدأها مع شركائه الذين انقض عليهم منذ ان فرض نفوذه القوي عبر جناحي الامن والمال على السلطة، وصار العراق اليوم مستودعا للازمات الامنية والسياسية والمعيشية، قبل ان يتبرع بلعب دور حمامة السلام سواء بين الإمارات وإيران أو في سورية، أو في البحرين.