ان حكومة السيد المالكي ارتكبت خطأ فادح , بترك قضايا ومشاكل ساحات الاعتصام , دون حل او الجدية في المعالجة ضمن اطار القانون والدستور , لاكثر من اربعة شهور عجاف , , ودون ان تتفهم اوتدرك المخاطر او العواقب الوخيمة , بان تظل ساحات الاعتصام مشتعلة , دون ان تبادر بطرح مبادرات سياسية أو تدعو الى اجتماع عام او مؤ تمر عام على الاطراف السياسية بان تتحمل مسؤولياتها في المعالجة التي تحفظ حقوق الشعب ومصالح العليا للوطن , لان ترك الامور دون معالجة وحل سيضخم المشاكل ويعقد الوضع السياسي اكثر , وان سد باب التفاهم والحوار وعدم الاصغاء الى المشورات السياسية الحريصة والمسؤولة , سيقود الى تفاقم الاوضاع اكثر سوءا وصعوبة , وان مخاطر التأخير والمماطلة والتهاون والشد والجر , سيزيد من حدة التوتر السياسي الى اقصى مدى , ويسمح للمتربصين والمتصيدين من فلول البعث والقاعدة , ان يملؤوا الفراغ الحاصل , وان ينتهزوا الفرصة السانحة في الاندساس والتغلغل في صفوف المتظاهرين , واخذ زمام المبادرة في قيادتها وتوجيهها حسب مخططاتهم الجهنمية , بتصاعد الخطاب الطائفي المتشنج والمتطرف , وبث السموم لتفريق ابناء الشعب بتأجيج النعرات الطائفية , واتخاذ طريق العنف والارهاب سبيلا لتخريب الوطن , ان تماهل بعض الكتل السياسية المتنفذة , سمحت لاعداء الشعب ان يلعبوا لعبتهم الخطيرة بتفتيت الوطن , ان الحكومة والبرلمان يتحملان كامل المسؤولية الى ما آلت اليه الاوضاع من تدهور خطير , , ان الكتل النيابية التي جل تفكيرها وعقلها السياسي , انصب على المصالح الضيقة والمنافع والمكاسب المالية والانتخابية , اكثر من حرصهم على الشعب والوطن , وبالنتيجة عمقوا الفجوة والشرخ الكبير بالاحتقان والتخندق الطائفي , حتى جاءت الاحداث الدموية في مدينة الحويجة , وكانت بمثابة الطامة الكبرى , التي فتحت باب جهنم للفتنة الطائفية وتأجيج العنف , ان الاداء الفاشل للحكومة والبرلمان في معالجة القضايا الملحة والماسة , يعزز الحجة والبرهان , بان قادة العراق الجديد , الذين جاءوا في غفلة من الزمن . قادة الصدفة الزمن الرديء والتعيس , تنقصهم الرؤية السياسية الواضحة والعقل السياسي الناضج , وبالتالي فان الشعب الان يدفع الثمن الباهض , للغباء والجهل والانتهازية والمصالح الضيقة ,لهؤلاء القادة , الذين فتحت شهيتهم وقريحتهم وشهوتهم امام المال والشهرة , ان الشعب يدفع ضريبة التخبط السياسي , بفقدان الامن والاستقرار والتأزم الخطير , يدفع الشعب ضريبة الخداع والدجل والعهر السياسي , لقادة اعمى المال وبريق السلطة بصرهم وبصيرتهم , بان الاوضاع المتأزمة ستجر البلاد الى الفتنة الطائفية والعنف الطائفي , وهو ما حذر منه ممثل الامين العام للامم المتحدة مارتن كوبلر , ( بان العراق يتجه الى المجهول , مالم يتخذ اجراءات حاسمة وفورية لوقف انتشار دوامة العنف , وان مستقبل البلاد يشوبه الغموض , اذا ما استمر على هذا الوضع .. ان العراق عند مفترق طرق ) وداعيا في نداء عاجل الى ضبط النفس , وقيام الزعماء العراقيين بمبادرات جريئة وفورية من اجل السلام .. لذا لابد ان يرتفع عاليا وبقوة صوت العقل والحكمة والمسؤولية , لابد ان تتكاتف الجهود بالعمل السريع على التهدئة والتفاهم والحوار , لتوفيت الفرصة على اعداء الشعب , لان التخبط والتشنج والفوضى ودوامة العنف , يعني سيعجل بمجيء البعث من جديد , ان خطر البعث ما زال قائما , وسيدفع الثمن الجميع , لذا فان العراق امانة في اعناقكم فلا تتركوه للذئاب المتوحشة.