Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
مؤتمر دولي لتقسيم غنائم قتال العرب بالعرب
الثلاثاء, أيار 28, 2013
حبيب راشدين


لأن الربيع العربي كان كما أريد له أن يكون: وسيلة لتهيئة جغرافية العرب للقسمة، فإن التوافق الأمريكي الروسي الأخير حول عقد مؤتمر دولي لتسوية الأزمة السورية، سوف يحسم معركة قتال العرب بالعرب على بساط أخضر، وحول طاولة مستديرة ترسم في غياب العرب خط اقتسام الكبار لنفط الصغار من العرب.

 

يوم الأربعاء الماضي احتضنت عمان لقاء أصدقاء سورية الذي حول عن مساره التقليدي من لقاء بين المتحالفين من الغرب والعرب في مشروع إسقاط نظام بشار الأسد إلى لقاء عاجل يعيد صياغة الموقف المشترك من المؤتمر الدولي القادم بجنيف حول سورية، وشهد دوران المتآمرين على سورية بمائة وثمانين درجة، نقلهم من خيار التهديد بالتدخل العسكري الوشيك إلى الدخول في ما يشبه الشراكة مع الروس وحلفائهم في إيجاد مخرج سياسي للنزاع في سورية، وربما في إعادة تقسيم الغنائم من قتال العرب بالعرب.

 فهل كان هذا تغييرا غير متوقع في الموقف الأمريكي يبرر حالة الارتباك في موقف العرب من دول الخليج وحليفيهما الأوروبيين الأكثر حماسة لإسقاط الرئيس السوري: فرنسا وبريطانيا؟ أم أن المتابعة الدقيقة لمفردات الأزمة السورية وأبعادها الجيوسياسية العالمية كانت تبشر منذ البداية بحصول مثل هذا التوافق بين القوتين العظميين إن عاجلا أم آجلا، بصرف النظر عما يريده حلفاؤهم في هذا الطرف أو ذاك؟ أم أن التحول الحاصل على الأرض، باستعادة النظام السوري زمام إدارة الصراع مع المجاميع المسلحة، وتحقيقه لبعض الانتصارات العسكرية بدعم مباشر من حزب الله، يكون قد أقنع الأمريكيين بأن تمديد الصراع لم يعد لصالح حلفائهم، وقد يرتد على الجميع بانتصار عسكري للنظام لا يبقي للمفاوض ما يتفاوض عليه؟

بداية "التراجع الأمريكي الكبير"

الأرجح أن السؤال الأخير تفصيلي حتى وإن كان قد سرّع القرار الأمريكي الروسي بتحديد موعد للمؤتمر الدولي، وأنه لم يفاجئ الحلفاء الأوروبيون، وقد رأيناهم يسوفون بشتى الطرق حيال طلب تسليح المعارضة السورية، لأن الضوء الأخضر الأمريكي المنتظر لم يصلهم، ولو حتى في شكل إيماءات كتلك التي حصلوا عليها في العدوان على ليبيا، ولم يكن البريطانيون والفرنسيون ليتجاهلوا الرسالة الروسية والصينية التي حرمت منذ البداية تجديد تجربة ليبيا.

وحدهم عرب الخليج أصيبوا بما يشبه الصدمة والترويع، وظلوا إلى آخر لحظة يراهنون على تدخل أمريكي غربي، أو في الحد الأدنى على تسليح غربي ذي شأن للمعارضة السورية، يحيد الطيران السوري من المواجهة. وقد جاءت الصدمة وخيبة الأمل على قدر جهل عرب الخليج بحقيقة الحرب الدولية الدائرة في سورية، وقد شاركوا في إشعال فتيلها وتمويلها بالمال والرجال بتشجيع أمريكي غربي لم يختلف في الأيام الأولى عما كان عليه الموقف الغربي في الأزمة الليبية، ولا بد أنهم لم يقرأوا أصلا ما يشغل صانع القرار الأمريكي منذ بداية ما يسميه المحللون الإستراتيجيون الأمريكان بـ"التراجع الأمريكي الكبير" الذي فرض على القوة العظمى الأوحد نقل مركز الارتكاز نحو المحيط الهادي في مواجهة التنين الصيني الصاعد، وتنظيم الانسحاب الآمن من أوحال الشرق الأوسط.

 لعبة القمار بين الكبار بدماء العرب

فمع بداية الأزمة السورية كنت مع من استشرف نهاية فعاليات ما سمي بالربيع العربي في بلاد الشام، وأنه لن يأتي برنامج الفوضى الخلاقة أكله إلا بسقوط دمشق كما سقطت بغداد وطرابلس وإلى حد ما القاهرة، بل كان الغرب يعوّل على سقوط دمشق السريع من أجل إسقاط ما هو أهم من بعض رؤوس النظم العربية النافقة، وأعني به سقوط "محور إيران سورية حزب الله" الذي ينهي التواجد الصيني الروسي في قلب العالم المشبع بالنفط والغاز.

ومنذ البداية استدرج النظام العربي الرسمي بقيادة دول الخليج إلى الاشتراك المفلس في تقويض بلد عربي محوري بحجم ومكانة سورية.

فقد خرج عرب الخليج من قبل مهزومين، مثقلين بإنفاق عسكري ضخم، حين وجهتهم الولايات المتحدة الأمريكية إلى تمويل الحرب العراقية الإيرانية قبل أن يموّلوا الحرب الأمريكية على العراق، فيما حصل الإيرانيون من غير حاجة إلى إطلاق رصاصة واحدة على الغنيمة الإستراتجية الكبرى في العراق، وقد استلموه على طبق من ذهب من أيدي أوباما، وسوف تنتهي الأزمة السورية، ليس بسقوط النظام السوري كما يحلم أهل الخليج والسذج من النخب السياسية والدينية لأهل السنة في المشرق العربي، بل بسقوط سورية ولبنان بالكامل لصالح قوة إقليمية سوف تتشكل من إيران والعراق وسورية ولبنان، مدعومة سياسيا وعسكريا من قبل الثنائي الصيني الروسي، الذي رسا قراره على أخذ نصيبه من كعكة الشرق الأوسط، ولو بالمجازفة بحرب كونية تمتد من كوريا شرقا إلى الخليج غربا.

تعلق العرب بالصقر الأمريكي الجريح

لقد كان بوسع العرب أن يقرأوا تبعات الهزيمة الأمريكية في العراق وأفغانستان، وتراجع قوتها الصلبة والناعمة، ومعها الغرب المثقل بتبعات الأزمة الاقتصادية، وتآكل أسهمهم وحصتهم من السوق العالمية لفائدة دول البر يكس الناشئة، وكان عليهم أن يتدّبروا القتال الروسي الصيني المستبسل لصالح دعم وتثبيت الموقف الإيراني في الملف النووي الساخن، وأن إيران حتى بعد بسط نفوذها في العراق، لا يمكن لها أن تفرط في كنزها الإستراتيجي في سورية: منفذها الوحيد على حزب الله.

ولأجل ذلك رأينا كيف بدا الموقف الأمريكي والغربي مترددا في الملف السوري قياسا مع تدخلهم الفج في ليبيا، فقد أدركوا منذ اللحظة التي خرجت فيها الصين وروسيا عن حالة الارتعاش التقليدية داخل مجلس الأمن، واستعمال الفيتو ثلاث مرات لحماية النظام السوري، أدركوا أن المواجهة في سورية لن تكون فقط مع النظام بل مع حلفائه الأقوياء، وأنه في لحظة ما سيكون عليهم الدخول في مفاوضات مع روسيا والصين وإيران بقصد تدبير حل سياسي.

البداية كانت من لقاء جنيف الأول، الذي اعتمد كإطار مرجعي، قبل أن ينصرف كل طرف لتجميع أوراق التفاوض على الأرض السورية، بالدماء السورية والأموال العربية، وكان منها لحظات التصعيد العسكري التي شهدناها في الشهور الستة الماضية، وسوف تكون النهاية في المؤتمر الدولي المقترح، والذي سوف يبحث في جلساته المفتوحة سبل الحل السلمي للأزمة السورية، فيما يعكف الروس والصينيون والأمريكيون داخل القاعات المغلقة على بناء توافقات أوسع حول مصير الشرق الأوسط برمته وخطوط التوازن في عالم متعدد الأقطاب يفرض اليوم فرضا على الولايات المتحدة المتراجعة. 

نحو رسم خط تقاسم نفط العرب

أحد المحللين العرب من الخليج وصف ما هو قادم بـ"سيكس بيكو جديد" أي تقسيم جديد للشرق الأوسط بين القطبين، وكان حري به أن يصف ما هو قادم ببناء جدار برلين جديد يقسم قلب العالم إلى شطرين هما على تماس مع منابع النفط والغاز، بحيث يكون لكل قطب حرية التصرف في نصيبه دون تدخل الطرف الثاني.

في جميع هذه الترتيبات التي سبقت لقاء بوتين وكيري، لم يكن لما بقي من العرب نصيب يذكر، ورأينا الحليف الأمريكي يبيع حلفاءه الخليجيين في بحر ساعة من زمن اللقاء مع الطرف الروسي، ولا نعلم يقينا ما طبيعة التنازلات الروسية، التي لن تكون بطبيعة الحال، لا على حساب حليفهم الإيراني، ولا على حساب النظام السوري، وأغلب الظن أن لها صلة بالملف الفلسطيني ابتداء، ثم بما ستفعله الولايات المتحدة بالجغرافية العربية غرب خط اقتسام نفط العرب، وتحديدا فيما تحظره لإعادة هيكلة منطقة الخليج حتى تستقيم مع مفردات الربيع العربي، وقد أصبح متاحا تشكيل مشرق عربي بقيادة إسلام سياسي لا يمانع في تقبل الكيان الصهيوني كشريك في الجغرافية السياسية، وربما كشريك في قيادتها، يعيد الحياة للمشروع الصهيوني التاريخي بغرس الكيان الصهيوني إلى الأبد في جسم الشرق الأوسط.

تحرير فلسطين من الفلسطينيين

الخاسر الأكبر من التوافقات الدولية القادمة في الملف السوري هو بلا ريب للقضية الفلسطينية، التي أوصلتها القيادة الفلسطينية الحمقاء في فتح وحماس إلى مأزق تاريخي، حدود التطلعات فيه تتوقف عند استفراد حماس بإمارة غزة الإسلامية، وتمتع بقايا فتح بريع دويلة مجردة من السيادة في الضفة الغربية تقطع أوصالها الكتل الاستيطانية اليهودية، وهي لم تستفد لا من فعاليات الربيع العربي ولا من الحرب في سورية.

فالربيع العربي جاءها بنظام إسلامي في مصر كان شغله الشاغل منذ الأيام الأولى الحرص على تبريد جبهة غزة، وإلزام حماس بتهدئة طويلة الأمد قد أمنت إسرائيل على حدوده الجنوبية، وقد ساعدت الحرب في سورية والضغوط التي مارستها أنظمة الخليج على الفصائل الفلسطينية في ضياع الحليف السوري، كما أن الفصيل الخليجي من الجامعة العربية الذي كان وراء طرد سورية من الجامعة العربية، هو الذي استدعي إلى واشنطن ليدق آخر مسمار في نعش ما سمي بالدولة الفلسطينية، بالموافقة على إضافة مبدأ تبادل الأراضي للمبادرة العربية.

الطرف الآخر المرشح لدفع ثمن توافق الكبار بدماء العرب وأموالهم هو الشعب السوري، الذي دفع فاتورة مكلفة من الدماء وخراب البلد، ليجد نفسه في الغد القريب أمام قيادة يشترك فيها القتلة من الطرفين في إدارة ما بقي من سورية، وسوف ينتهي به الأمر إلى نظام طائفي على شاكلة ما تم ترسيخه في العراق وجرب من قبل في لبنان، ما دام التوافق سوف يحرص على حفظ ماء الوجه للأقطاب الدولية والإقليمية، بعيدا عن المطالب الشعبية التي رفعت بداية الحراك الشعبي منذ سنتين، وسوف يكون سقفها دون السقف الذي عرضه النظام على المعارضة قبل حصول الكارثة.

غير أن الخاسر الأكبر وعلى جميع الأصعدة هو دول الخليج، وعلى رأسها قطر والسعودية، التي دفعت أمولا طائلة لتسعير الحرب وتخريب بلد عربي شقيق، وسوف تدعا وهي صاغرة إلى تحمل نفقات إعادة إعمار سورية، دون أن يكون لها صوت عند توزيع العوائد الإستراتجية من الحرب على سورية، بل يفترض أن تنصح بإعداد العدة لمواجهة مخلفات ترحيل الآلاف من المقاتلين الجهاديين من سورية، سوف يوجهون لتهديد المنطقة بموجة جديدة من العنف، سوف تسلط هذه المرة على أنظمة الخليج لضرب استقرارها، وخلق الشروط المناسبة لتغيير أنظمة الحكم المستهلكة فيها، والتي لم يعد لها دور بعد تصفية أمهات ملفات الشرق الأوسط، وهي فوق ذلك لا تتوافق مع دفتر الشروط الأمريكي لقيام شرق أوسط جديد يدمج فيه الكيان الصهيوني من بوابة القيادة وهو محاط بدول وأنظمة عربية مجردة من السيادة.

 الأستاذ حبيب راشدين


 

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.46684
Total : 101