البعض رفع في موقعه أو صفحته؛ شعار (العراق أولاً) كما كان (الأردن أولاً) أو (مصر أولاً) و ختاماً رأينا أنها مجرد شعارات يراد منها تقديس الرئيس و الملك و الحزب الحاكم أو ربما الجوقات الحاكمة في الحكومة و البرلمان لدرّ آلأموال و المخصصات و الرواتب الحرام من قوت الشعب المسكين! ألأردن؛ سوريا؛ مصر؛ تونس؛ ليبيا؛ السودان؛ ألجزائر؛ ألعراق؛ ألمغرب - لا نذكر دول العربان ألممسوخين في الخليج لأن إنسانه ما زال يعيش بفكره و روحه و أخلاقه كبدوي دخل في العصر "البرونزي" وهو لا يعلم شيئاً عنه, رغم التطور الظاهري في البنايات و الشوارع و السيارات الحديثة! كل مواطني تلك الدول لا تساوي فلساً واحداً في معاير الأنسانية والمثل العليا! أنا لا أحبكم يا أصدقائي آلذين تحترمون رأي و لا أوافقكم يا أخواني الكُتّاب و المُثقفين – لا يوجد و الحمد لله مفكر في الدول العربية – لا أوافقكم على شعاراتكم و دعواتكم الوطنية من قبيل (العراق أولاً) أو (سوريا أولاً), مع إحترامي لرأيكم , و السبب لأنه شعارٌ خدّاع و يُقصد منه جرّ الدّنيا إلى الرؤساء و السياسيين المجرمين الذين يرقصون طرباً لمثل تلك الشعارات بسببكم! أنا أعتقد بضرورة .. بل وجوب تبديل تلك الشعارات الجوفاء ألمُموّهه إلى: "ألعراقيون" أولاً بدل "العراق" .. "قيمة العراق بآلعراقيين و ليس بآلطين و لا بآلحجر" .. "ألوطنيون" أولاً بدل "الوطن" .. لان قيمة الوطن بآلمواطنين, وكما يقول المثل أو الحديث المروي: قيمة المكان بآلمكين! بآلطبع و لكي لا يستغل السياسيون المجرمون تلك الشعارات كعادتهم أبيّن و أوضح لكم جميعاً معنى "العراقيون" و "الوطنيون"؛ كي لا يلتبس الأمر عليكم و تضعون رؤوسكم كآلنعامة في التراب مرّة أخرى كآلعادة و للأسف الشديد: ألعراقي الحقيقي؛ هو ذلك الذي دخل السّجون في زمن الظالمين خصوصاً البعثيين الجهلاء الظالمين العراقي الحقيقي؛ هو ذلك العراقيّ الذي لا يملك بيتاً و لا مركوباً و لا أساسيات الحياة المعيشية! العراقي الحقيقي؛ هو ذلك العراقيّ الذي لا يملك الكفاف بينما يحاول إشباع و إكساء من يترأسهم! العراقي الحقيقي؛ هو ذلك الذي لم يشارك البعثيين في جرائمهم و لا آلوارثين لحكمهم! العراقي الحقيقي؛ هو ذلك الذي لم يستغل منصبه لتعيين لابنائه و ذويه و حزبه كما فعل الكثيرون من! ألعراقي الحقيقي؛ هو ذلك الذي يحترم المفكرين المخلصين الذين ثبت الزمن إخلاصهم وعدم إنتهازيتهم! و كذا الوطني الحقيقي؛ هو ذلك الذي ظاهره كباطنه .. شعاره كعمله .. وجدانه كبطنه شفاف إلى حدّ بعيد! لم يتخم بطنه وذويه من آلمال الحرام, يعمل بإختصاصه و مهنته بإخلاص لتقوية الأنتاج و خدمة المجتمع و لا يتظاهر بآلسياسة كما السياسييون ألجهلاء و هم لا يعلمون تعريفاً للحياة و فلسفة السياسة و الحكم! العراق بكل ما عرف عنه – خصوصاً تلك التي أسموها بآلحضارات الكبرى - لا يساوي فلساً واحداً بدون كرامة و حقوق العراقيين! بل العراقييون مهما كانوا أو أصبحوا لا يساوون شيئاً و فيهم من يتقاضى الرّواتب و المخصصات العالية في الحكومة و البرلمان و الرئاسة! لأنهم – أي العراقيون - من حيث علموا أو لم يعلموا مشاركون في هذه الجريمة الكبرى ألمنظمة, و عليهم تقديم جميع الذين أفسدوا و تقاضوا الرواتب العالية خلال العشرة سنوات الماضية و تقديمهم للمحاكمة, لأنها أساساً لم تكن بقرار الشعب و تأييد المرجعية ألتي نأت بنفسها هي الأخرى بعيداً عن تلك المسائل المصيرية, بل كان بقرار المجرم "بريمر" و من ورائه المنظمة الأقتصادية العالمية ألتي تريد تمزيق العدالة في العالم بواسطة الحكومات ألأمريكية المتصهينة! فروقات بسيطة بين نظام البعث الجاهل الجهنمي و بين الأنظمة الجديدة في البلدان العربية و في العراق, و العبئ الأكبر يتحمّله الشعب و ألعراقيون قبل المتسلطين لأنّهم هم من ينتخبون! إنّ آلذي يحزّ في نفسي أكثر هو أن الموظفين و العمال و الكسبة و الفقراء يعيشون الذلة و آلمسكنة في هذا الوسط (قوت لا يموت) كما يقول المثل العراقي - ثمّ يتقدمون لصناديق الأقتراح و ينتخبونهم من جديد! فحذاراً أيها العراقيون .. أكرموا أنفسكم بأنفسكم: لأن الأنتخابات و الديمقراطية ليست كما علّمكم ألسّياسيون الحاكمون: بكونها آلمشاركة في آلأنتخابات لإنتخاب ممثلين عن الشّعب!؟ هذا شعار المنظمة الأقتصادية العالمية المجرمة التي تريد خنق الشعب بآلديمقراطية من أجل تقديم و إستمالة حفنة من المأجورين المنفوخين لضمان الضربات الأقتصادية الكبرى من حقوقكم! الأنتخابات الحقيقية هي المشاركة العمليّة في الحياة الأقتصادية و المالية – خصوصاً مسألة إنصاف الرّواتب و المخصصات و لكونها لم تتغيير على مدى عشر سنوات للأسف .. و بقت كما هي على حالها تخلّلتها دعوات كاذبة غير جدية و فاعلة من هنا و هناك؛ لذلك فأن جميع الذين إستلموا تلك الرواتب هم أبناء حرام و مجرمين!؟ ألأنتخابات الحقيقية العادلة؛ تعني العدالة في الرواتب و المخصصات والحقوق قبل أي شيئ آخر! و إلا فلا عدالة و قدمي في آلديمقراطية الغربية مهما كانت!؟ والموت للسياسيين ألمأجورين الذين أكلوا قوت العراقيين على مدى القرون!
مقالات اخرى للكاتب